أكد وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد الجبري اليوم الأربعاء أن معرض الكويت الدولي للكتاب يعزز رسالة البلاد السامية الرامية لرعاية الإبداع والفكر والأدب والفنون.
 
وقال الجبري في كلمة عقب افتتاح النسخة ال43 لمعرض الكويت الدولي للكتاب المقام برعاية سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء وحضور وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور إيهاب بسيسو "تشرفت بأن أنوب عن سمو رئيس مجلس الوزراء بافتتاح المعرض الذي اختار قضية القدس لتكون ندوته الرئيسية (القدس عاصمة أبدية لفلسطين)".
 
وأضاف أن معرض الكويت الدولي للكتاب وعلى مدار الأعوام السابقة حظي بكامل الدعم والاهتمام من قبل القيادة السياسية ضمن استراتيجية الكويت الثقافية الطموحة وبتوصيات من أعضاء مجلس الأمة بالتركيز على قضية القدس.
 
وأعرب عن سعادته بمشاركة هذا العدد الكبير من المثقفين والأدباء ودور النشر التي يتجاوز عددها 505 دور تمثل 26 دولة بما يثري المعرض ويحقق النتائج الثقافية والنجاح في الاستزادة من المعرفة والثقافة والتقارب بين الشعوب.
 
وأوضح أن المعرض الذي يستمر حتى ال24 من نوفمبر الجاري يعد فرصة طيبة لتلاقي المفكرين والمثقفين ودور النشر والأدباء العرب لصياغة إضافات جديدة لسجل الثقافة العربية لافتا إلى أن الكويت أضحت منارة لإشعاع الفكري بحملها مشعل الثقافة العربية وتسخيرها كل الإمكانات لتعزيز دورها الثقافي.
 
ولفت إلى حرص الكويت الدائم على تشجيع القراءة وغرس حب الثقافة والمعرفة في ضوء ما يشهده العالم من متغيرات "سلبية" مبينا أن الإنجازات المتميزة في مجال الثقافة التي شهدتها البلاد خير دليل على إيمانها المطلق قيادة وحكومة وشعبا بأهمية تحرير العقل والفكر مما يشوبه من أفكار الغلو والتطرف والكراهية ورفض الرأي الآخر.
 
وأكد الجبري حرص (المجلس الوطني) على القيام بأدواره الثقافية والحضارية التي تعكس وجه البلاد المشرق عبر اهتمامه بكافة المجالات الثقافية لا سيما هذا المعرض الذي يعد تظاهرة كبرى على خريطة معارض الكتاب العالمية وأصبح موسما للتلاقي الثقافي والفكري والأدبي والفني ورمزا لتلاقي الثقافة العربية والعالمية.
 
من جانبه قال وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور إيهاب بسيسو في كلمة مماثلة إن مشاركة بلاده في المعرض تعد تأكيدا على مكانة العلاقة المشتركة مع الكويت وتأكيدا لدور الكويت التاريخي في دعم القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية المستحقة للشعب الفلسطيني.
 
وأضاف بسيسو أن معرض الكويت الدولي للكتاب الذي رفع شعار (القدس عاصمة أبدية لفلسطين) يعد من التظاهرات الثقافية المهمة ويحتل مساحة مميزة على خريطة معارض الكتب العربية.
 
وشدد على أهمية استدامة الوعي العربي تجاه القضية الفلسطينية مبينا أن تواجد "(القدس) في المعرض يعكس تاريخ الكويت في دعم القضية الفلسطينية ومتانة العلاقات المشتركة بين البلدين".
 
وأوضح ان هذه التظاهرة الثقافية من شأنها أن تحقق الكثير من الأهداف المشتركة نحو استدامة الوعي تجاه القدس وفلسطين والقضايا العربية بشكل عام.
 
وذكر في مؤتمر صحفي عقب الافتتاح ان فلسطين تعول كثيرا على الدور الذي تلعبه الكويت من أجل دعم القضية الفلسطينية لافتا إلى أن زيارة الرئيس محمود عباس أمس إلى البلاد والتكريم الذي حظي به يعكس متانة العلاقات المشتركة.
 
وأضاف "نثمن دعم الكويت الدائم والمتواصل للقضية الفلسطينية وهي مسألة لا تخضع لنقاش فنحن نقدر هذا الدور الذي تقوم به الكويت ونقدر ما يمكن اعتباره بانه سياسة واضحة تجاه فلسطين وعدالة قضيتها".   
 
وأشار إلى أن وجوده اليوم يؤكد على أن القيادة الفلسطينية تنظر دائما بعين الاهتمام لكل ما تقدمه الكويت لفلسطين وشعبها وهي رسالة تقدير وأمل وعمل في ظل ما تواجهه فلسطين من تحديات المستويين الإقليمي والدولي مؤكدا أن الكويت تبقي إحدى المنارات المضيئة في العمل الفلسطيني والتي نسعى دائما ان تكون دوما كذلك.
 
وقال انه على الصعيد الثقافي فإن هذه التظاهرة تمثل جسرا للتواصل بين البلدين ومن خلالها يمكن الحديث عن متانة العلاقة التاريخية حيث مثلت الكويت ومازالت الحاضنة للحلم الفلسطيني الذي تشكل في سياق البحث عن الحرية وانهاء الاحتلال.
 
وأعرب بسيسو عن شكره للمجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب على هذه الجهود التي قام بها ليخرج هذا المعرض بحلة ثقافية تعد مفخرة للكويت والثقافة العربية.
 
وقال بسيسو إن الاحتلال الاسرائيلي يحاول بشكل كبير جدا أن يحاصر الثقافة الفلسطينية والأكثر من ذلك أنه "يهاجمها سواء من خلال السرقة أو التزوير أو عبر طمس معالم الهوية العربية والتاريخية بأبعادها الروحية والإسلامية والمسيحية.
 
وأضاف أن انضمام فلسطين إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) يعد نقطمة مهمة جدا نحو تسجيل التراث الفلسطيني وصونه وحفظه وكذلك الأمر نحو تسجيل التراث عير المرئي مبينا أننا نعمل بشكل كبير على تسجيل معالمنا الثقافية والتاريخية بغية الحفاظ عليها من سياسات الاحتلال التي تحاول تزوير الهوية الفلسطينية.
 
من جانبه قال السفير الأمريكي لدي الكويت لورانس سيلفرمان في كلمة خلال الافتتاح إن المستوى الراقي لمعرض الكويت الدولي للكتاب يعد نقلة ثقافية تعزز من مكانة الثقافة العربية عالميا.
 
وأشاد سيلفرمان بالعلاقات الوطيدة التي تجمع الكويت وأمريكا على مختلف الصعد والمجالات لا سيما الثقافية والفنية لافتا إلى وجود عمل جاد لتعزيز التعاون في المجال الثقافي خلال الفترة المقبلة.
 
وأشار الى أهمية معرض الكتاب في نشر الثقافة المعرفية وتبادل التجارب والخبرات فضلا عما تقدمة للطفل من برامج تسهم في تعزيز الجوانب الثقافية لدى النشئ وتوسيع مداركهم وانفتاحهم على العالم.
 
وعلى هامش افتتاح المعرض بحث الوزيران الجبري وبسيسو سبل تعزيز التعاون المشترك في المجالات الثقافية بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس على اليوحة والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة الدكتور عيسى الأنصاري وسفير دولة فلسطين لدى الكويت رامي طهبوب.