اختتمت مسابقة الشيخ مبارك الحمد الصباح للتميز الصحفي التي يرعاها سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء اليوم الخميس دورة تدريبية متخصصة للفائزين الشباب الكويتيين بدورتها التاسعة وذلك بالتعاون مع مؤسسة طومسون فاونديشين العالمية.
وقال رئيس اللجنة العليا للمسابقة أيمن العلي في تصريح صحافي إن الدورة التي انطلقت في الجامعة الأمريكية بالكويت 13 مايو الجاري وقدمها المدربان بشار شرف وغادة حمروش تندرج ضمن دأب اللجنة على تنظيم دورات مهمة للشباب بهدف صقل مواهبهم وتشجيعهم على الاستمرار في التميز وإضافة لبنة أخرى إلى خبراتهم في ميدان العمل الصحافي بمختلف المهارات والمعارف المتخصصة التي تفيدهم في رحلة حياتهم المهنية.
وأضاف العلي أن حرص اللجنة العليا على الاهتمام بالشباب ينطلق من توجيهات راعي المسابقة سمو رئيس مجلس الوزراء في ضرورة الاهتمام بشباب الكويت وتقديم كل الدعم لهم علاوة على النهوض بالعمل الصحافي الكويتي عبر تعزيز المواهب والإبداعات الشابة مما يصب في المحصلة في تحقيق أحد الأهداف التي أنشئت من أجلها المسابقة.
ولفت إلى أن المسابقة تضع الشباب نصب أعينها وتعول عليهم في طموحاتها وآمالها اتساقا أيضا مع إعلان الكويت رؤيتها لعام 2035 التي تهدف بناء على توجيهات سمو أمير البلاد إلى التحول بالكويت لمركز مالي وتجاري جاذب للاستثمار ورفع كفاءة الإنتاج وترسيخ القيم والحفاظ على الهوية الاجتماعية وتحقيق التنمية البشرية والتنمية المتوازنة.
وأشار إلى أهمية الارتقاء بالعمل الصحافي الكويتي الذي يتمتع بالحرية والشفافية مبينا ان اللجنة العليا للمسابقة تعمل ضمن إمكاناتها المتاحة على تقديم كل ما يشجع على التميز الصحفي وخلق روح التنافس الإيجابي بين الصحافيين ولا سيما الشباب منهم والوصول بهم إلى مصاف مستويات الإعلام العالمي.
وعن موضوعات الدورة أوضح أنها ركزت على استعمالات الهواتف الذكية وأهمية الصحافة الإلكترونية أو ما يمكن تسميته بمفهوم الإعلام الجديد والتي يرى البعض أنها إيذان أو نعي للصحافة القديمة إن صح التعبير وكيف أصبح حامل الهاتف الجوال صحافيا أو كما يقال مفهوم المواطن الصحافي والذي بات بإمكانه تصوير وتوثيق المعلومات إلى جانب ما تتمتع به وسائل التواصل الاجتماعي من أهمية خاصة وعلاقة ذلك بالإعلام وكيفية الاستفادة منها .
وأضاف أن الدورة ناقشت بكثير من التفصيل تاريخ الصحافة منذ عهد جوهانس غوتذبرغ حتى آخر عدد لمجلة نيوزويك ناهيك عن مفهوم الإعلام الجديد أو "مواطنين صحافيين" والأبعاد المختلفة للصحافة الإلكترونية إلى جانب التصوير الافتراضي بواسطة التليفون الذكي.
وبين العلي أن تلك المفاهيم والمصطلحات وسعت من دائرة أو مساحة الإعلام وأدواته حيث تطور الإعلام الإلكتروني من المدونات ليتعدى ذلك إلى التلفزيون الإلكتروني بكل ما يتضمنه ذلك من تقنيات التصوير الإلكتروني والتحرير الإلكتروني وكله يندرج ضمن معايير الصحافة الجوالة أو التفاعلية وعلاقتها العضوية بوسائل التواصل الاجتماعي مع الأخذ بعين الاعتبار تأثير الأنواع الصحافية التقليدية.
وذكر أن الدورة تناولت أيضا إجراء المقابلات والحوارات وأنواع وسائل التواصل الاجتماعي وأبرزها (فيسبوك) و(تويتر) و(سناب شات) و(إنستغرام) و(يوتيوب) وغيرها وكيفية تصوير فيلم أو مسلسل من عدة حلقات وتحرير المواد المصورة باتباع الأسس والمعايير المهنية فيما يخص العمل والمحتوى فضلا عن المونتاج وغيره.
وأوضح أن الدورة عنيت أيضا ببحث كيفية تحقيق النجاح في استراتيجية التسويق في ميدان التواصل الاجتماعي والخطوات اللازم اتباعها لإنتاج تقرير والتخطيط والبحث ووضع الخطوط العريضة لقصة المادة المرجوة وما يتعلق بذلك من استخدام التقنية وكيفية بناء جمهور المشاهدين واستراتيجية التسويق في ميدان التواصل الاجتماعي.
وأضاف أنه سيتم اختيار أحد المتدربين المتميزين في هذه الدورة لابتعاثه الى العاصمة البريطانية لندن للمشاركة في دورة تدريبية في بعض المؤسسات الصحافية المرموقة هناك لمدة خمسة اسابيع.
وأعرب عن الشكر لكل من ساهم في إنجاح هذه الدورة المهمة وخصوصا الزميلين المحاضرين شرف وحمروش اللذين قدما خبرتهما الكبيرة للمتدربين وبذلا جهودا كبيرة ساهمت في تحقيق الأهداف المرجوة من التدريب والشكر موصول إلى الجامعة الأمريكية وإدارتها على استضافتها هذه الدورة وتسخير كل إمكاناتها لإنجاحها مما انعكس إيجابا على مسار التدريب طوال أيام الدورة.
من جانبه قال شرف لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) بهذه المناسبة إن هذه الدورة هدفت إلى تعريف المشاركين بأهم وأحدث أساليب الإنتاج الصحفي وتحديدا في المجال السمعي البصري وهي صحافة الهاتف الذكي ( mobile journalism) والتدريب على مهارات التصوير والمونتاج باستخدام الهاتف الذكي فقط مع الاستعانة ببعض المعدات البسيطة منخفضة التكاليف.
وأوضح شرف أن المشاركين تدربوا أيضا على يد الزميلة غادة حمروش على الاستخدام الأفضل لمنصات التواصل الاجتماعي بحيث لا يكتفي المشاركون بإنتاج مقاطع الفيديو فقط بل تكون لديهم المهارة لنشرها بفعالية أيضا وصولا لأكبر شريحة ممكنة من الجمهور المستهدف وفتح المجال للتفاعل مع الجمهور.
وذكر أن الدورة ركزت على أهمية الاستعمال المهني لمواقع التواصل الاجتماعي وكيفية التعامل معه كمصدر للمعلومة بعد إجراء التحقق اللازم وتم إنشاء مدونة خاصة بالدورة بعنوان (عين الكويت) ضمت مقاطع فيديو ومقالات أنتجها المشاركون بأنفسهم حول مواضيع تهم الشارع الكويتي.
وعن صحافة الهاتف الذكي أفاد بأنها مستقبل الإنتاج السمعي البصري وكانت مبادرة حكيمة حرص اللجنة العليا لمسابقة الشيخ مبارك الحمد الصباح للتميز الصحفي على تدريب الصحافيين الكويتيين على تلك المهارة وذات رؤية ثاقبة نحو المستقبل تضمن تفوق الصحافيين الكويتيين والارتقاء بهم إلى مصاف أرقى مستويات الإعلام العالمي.
من ناحيتها قالت حمروش ل(كونا) إن هذه الدورة سمحت لمجموعة من خيرة الصحافيين الشباب الفائزين بجائزة الشيخ مبارك الحمد الصباح للتميز الصحفي بالاطلاع على كيفية استعمال أحدث الوسائل في المجالات الرقمية وعلى أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في التقاط المعلومة ونشرها وتقريبها من المواطنين عموما والقراء خصوصا.
وأضافت حمروش أن الجانب التقني تولاه زميلها شرف لاسيما لناحية إدخال الشباب إلى عالم التصوير والمونتاج الممتع والمشوق على أجهزة (الآيبود) ولفت انتباههم إلى ما يمكنهم فعله بهواتفهم الصغيرة "وبدوري حاولت أن أؤكد أهمية استعمال وسائل التواصل الاجتماعي في العمل الصحافي المعاصر".
وبينت أن الأرقام المدهشة والإحصائيات المنشورة في بداية هذه السنة حول استعمالات هذه الشبكات أظهرت كيف أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مصادر للأخبار وخصوصا (فيسبوك) الذي استطاع أن يتفوق على (غوغل) ليصبح المصدر الأول للمعلومة الإخبارية في العالم.
ولفتت إلى أنه لا يمكن للصحافي الكويتي إهمال هذه الوسائل بل عليه مسايرة عصره مما يوجب على كل صحافي أن يفتح حسابات على كل الشبكات وأن يحسن استعمالها في استقصاءاته المختلفة فالعمل الصحافي لم يتغير بل الوسائل التي تساعده على أداء مهامه في العالم هي التي تغيرت.
وكانت اللجنة العليا لمسابقة الشيخ مبارك الحمد الصباح للتميز الصحفي اختتمت مطلع مارس الماضي الدورة التاسعة للمسابقة بحفل تكريمي كبير للفائزين بجوائزها بحضور ممثل راعي المسابقة سمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الإعلام بالوكالة محمد عبدالله المبارك الصباح.