اختتمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ندوة مستجدات الفكر الإسلامية الثالثة عشر التي أقيمت برعاية سامية من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد خلال الفترة من 15-17 يناير 2017م وفيما يلي البيان الختامي والتوصيات:
 
بعون من الله تعالى وفضل اختتمت أعمال الندوة الثالثة عشر لمستجدات الفكر الإسلامي بعنوان مواجهة التطرف الفكري " الواقع والمأمول" والتي نظمتها وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بدولة الكويت برعاية كريمة من صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد في الفترة من17- 19 من ربيع الآخر لسنة 1438هـ الموافق 15- 17 من شهر يناير لسنة 2017م وقد افتتح المؤتمر وزير الأوقاف والشئون الإسلامية ووزير الدولة لشئون البلدية محمد الجبري بكلمة نقل فيها ترحيب سمو أمير البلاد بالضيوف المشاركين، وتقديره لجهودهم والتي حرص سموه على أن يكون استعراضها تحت رعايته، مبينا في كلمته خطورة الغلو والتطرف والتي تحولت من كونها ظاهرة اجتماعية إلى منهجية قتل وتدمير تهدد الدول والمجتمعات، يتطلب من الجميع مواجهتها ولكن بأسلوب علمي، ومنهجية متطورة، آملا أن يحقق المؤتمر أهدافه المرجوة، وأن ينعم الضيوف والمشاركون بضيافة بلدهم الكويت.
 
ثم تحدث وكيل وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية ورئيس اللجنة العليا للمؤتمر المهندس فريد أسد العمادي مرحبا بضيوف الكويت شاكرا لهم تلبية الدعوة وتجشم عناء السفر من أجل المشاركة في المؤتمر، وبيّن في كلمته حرص دولة الكويت على استعراض الجوانب العملية المتمثلة في البرامج والمبادرات والجهود التي تبذلها مؤسسات العالم الإسلامي في مواجهة التطرف الفكري وذلك من أجل التعرف على هذه الجهود للاستفادة منها، ومعرفة التحديات والعوائق التي تواجهها وكيفية التغلب عليها وتعزيز جوانب الفاعلية والتأثير فيها حتى تكون مواجهة الغلو والتطرف الفكري على بصيرة، داعيا إلى الاستفادة من الأفكار التي ستطرح في جلسات المؤتمر وورش العمل التي ستنظم على هامشه.
 
ثم تحدث د. نواف بن منير المطيري مستشار الشئون السياسية والمفاوضات في الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث استعرض في كلمته أهم الجهود التي تبذلها دول المجلس في تعزيز الوسطية ومواجهة التطرف الفكري.
 
ثم ألقى د. عبدالله بن صالح العبيدكلمة الضيوف والمشاركين والتي شكر فيها صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر متمنيا أن يحقق المؤتمر أهدافه في مجال تطوير مسيرة التصدي للإرهاب والغلو داعيا الله تبارك وتعالى أن يحفظ الكويت من كل مكروه وسوء.
 
ثم بدأت فعاليات المؤتمر والتي استمرت ثلاثة أيام ناقش فيها المشاركون والباحثون جهود المؤسسات العلمية والعملية في مواجهة التطرف الفكري، وافتتحت الجلسات ببيان جهود دولة الكويت في مواجهة التطرف الفكري وتعزيز ثقافة الوسطية من خلال عدة جهات حكومية كوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية واللجنة العليا لتعزيز الوسطية ووزارة الداخلية ووزارة التربية ووزارة الدولة لشئون الشباب ووزارة الشئون الاجتماعية والعمل ووزارة الإعلام وكلية الشريعة في جامعة الكويت، كما تم استعراض جهود وزارات الأوقاف في دول الخليج العربي، ومركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية وحملة السكينة في المملكة العربية السعودية ومركز هداية ومركز صواب في دولة الإمارات العربية المتحدة، وجهود الأزهر الشريف في جمهورية مصر العربية وجهود المملكة المغربية، كما اشتملت فعاليات المؤتمر على بيان جهود المشاريع الدولية والمبادرات الأممية كمنظمة التعاون الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي والندوة العالمية للشباب الاسلامي، وجهود المؤسسات الإسلامية كجهود الجمعية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب في المملكة العربية السعودية وجمعية احياء التراث الإسلامي وجمعية الإصلاح الاجتماعي ومبرة الآل والاصحاب في دولة الكويت.
 
كما استعرض المشاركون مبادرات التأصيل والبحوث والتأليف، والمبادرات الالكترونية والإعلامية والدراسات الميدانية.
وقد اختتمت فعاليات المؤتمر بتقدير الجهود التي تم استعراضها من الدول والمؤسسات والباحثين كافة وتثمين دورهم العلمي والعملي في مواجهة ظاهرة الغلو والتطرف الفكري، وخلص المشاركون إلى التوصيات التالية:
 
دعوة المؤسسات من وزارات وهيئات إلى تكثيف الجهود في مواجهة التطرف الفكري بكافة أشكاله وصوره وتجفيف منابعه. عقد لقاءات تنسيقية بين وزارات الأوقاف والمؤسسات والباحثين المختصين والخبراء لوضع آليات عملية بهدف التعاون البناء وتظافر الجهود وتكاملها ووضع خطط استراتيجية للتصدي لظاهرة التطرف.
 
تطوير البرامج والمشروعات التي تتصدى للتطرف من خلال منهجية إدارية تعتمد على أحدث طرق التقويم والمتابعة ورصد النتائج والآثار ومستوى الفاعلية.
 
دعوة المؤسسات العلمية والإدارية في العالم الإسلامي إلى تقديم مقترحات علمية وتطويرية في مجال قياس أثر البرامج التي توجه لمحاربة التطرف لاسيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
 
تقديم الدعم والمساندة للمؤسسات التي تعمل في مجال التصدي للإرهاب وتعزيز دور المؤسسات الفقهية في هذا المجال.
ضرورة وضع آلية علمية الكترونية للتعامل مع ثغرة شبكة المعلومات الدولية (الانترنت) باعتبارها أهم وسائل التجنيد الالكتروني وأشدها خطورة.
 
متابعة الأبناء والناشئة لا سيما في وسائل التواصل الاجتماعي والتعرف على طبيعة علاقاتهم الاجتماعية ونوعية استخدامهم لتقنية الاتصال الحديثة، وإرشادهم إلى القيم الرشيدة، ومشاركتهم في معالجة ما يشغلهم من إشكاليات فكرية بمنهجية وسطية.
 
التعاون مع الجامعات الإسلامية وكليات الإدارة والتطوير المؤسسي للاستفادة من البحوث الاكاديمية والرسائل العلمية في تطوير مجال مواجهة الغلو والتطرف بأحدث الوسائل والآليات.
 
دعم الدراسات الميدانية والإحصائية التي تكشف حقيقة الظاهرة ودوافعها النفسية ومكوناتها الاجتماعية والبيئية حتى يكون اتخاذ القرار الفني معتمدا على منهجية دقيقة لتشخيص واقع الغلو والتطرف.
إنشاء مراكز تطوعية للتواصل مع المتأثرين بالفكر المتطرف.
 
أن يكون للمؤسسات والجمعيات الأهلية دور في مواجهة التطرف عبر المواقع الالكترونية.
إنشاء مرصد يساهم في رصد الأفكار المتطرفة والرد عليها.
السعي إلى تحديد منهجية تقييم ذات معايير ومؤشرات قياس لرفع مستوى الخطط والبرامج والمشاريع المتصلة في مكافحة التطرف.
 
العمل على تقوية الحصانة الفكرية ضد التطرف والغلو من خلال البرامج العلمية والفكرية في ميداني التعليم والتقنية لوضع المقررات الدراسية والدورات التدريبية وورش العمل.
إيجاد مجموعات شبكية إلكترونية تجمع علماء العالم الإسلامي على مستويات وأصعدة مختلفة ليسهل التواصل المباشر ومتابعة مستجدات كل بلد وتقريب الرؤى وتوحيد المواقف في القضايا المصيرية للأمة.
إنشاء مركز معلومات للاستقصاء وجمع الدراسات والبحوث والمؤتمرات التي تناولت المنظومة الفكرية للغلو والتطرف وتصنيفها تصنيفا علميا دقيقا.
 
يؤكد المشاركون على أن مواجهة التطرف الفكري عمل تضامني تعاوني بين الجهات ذات العلاقة بالدولة وليست قاصرة على المؤسسات ذات الطابع الديني فقط.
يؤكد المشاركون بأن التطرف الفكري ليس قاصرا على التنظيمات الإرهابية فقط بل يتعدى إلى أي مصدر من المصادر التي تؤثر سلبا على الهوية العربية والإسلامية.
 
ضرورة وضع معايير ومؤشرات أداء بشرية ترفع من كفاءات ومعارف الدعاة العاملين في مجال مواجهة التطرف الفكري وفق آليات وأساليب متطورة تتواءم مع متطلبات ومتغيرات الحاضر وتحديات المستقبل، كما يوصي المؤتمر بأن تتبنى إحدى الجهات المعنية بهذا الشأن وضع تلك المعايير لتكون نموذجا للمؤسسات العاملة في مواجهة التطرف الفكري.
إبراز دور العلماء الراسخين وجهودهم في مواجهة التطرف الفكري وذلك عبر القنوات الإعلامية والتقنية ووسائل التواصل الاجتماعي.
 
احتواء العائدين من مناطق الفتن ومحاورتهم وتأهيليهم للتأكد من خلو عقولهم من الأفكار المتطرفة وتصحيح مفاهيمهم المغلوطة من خلال البرامج الفكرية والنفسية والاجتماعية.
يوصي المشاركون جميع المؤسسات التعليمية ومراكز التعريف بالإسلام بضرورة إبراز تعاليم الإسلام الصحيحة وفق المنهجية الوسطية المستمدة من تعاليم الكتاب والسنة.
 
يوصي المؤتمر بتشكيل لجنة من وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بدولة الكويت لمتابعة تنفيذ التوصيات السابقة.
وفي نهاية البيان الختامي والتوصيات يوصي المشاركون بتوجيه برقية شكر لراعي المؤتمر صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك ووزير الأوقاف والشئون الإسلامية ووزير الدولة لشئون البلدية محمد الجبري، على جهودهم في تيسير وتسهيل إقامة هذا المؤتمر في هذه الظروف الدقيقة.
 
كما يتقدم المشاركون بالشكر لوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية على تنظيمها لمؤتمر مواجهة التطرف الفكري «الواقع والمأمول».