حرص بيت الزكاة منذ إنشائه على تحقيق رؤيته للريادة في العمل الزكوي والإنساني محليا وخارجيا، ما مكّن البيت من تسجيل إنجازات وبصمات واضحة في مجال العمل الخيري تزيد الثقة في أعماله حتى صار صرحا خيريا مميزا.
 وقال مدير عام بيت الزكاة الدكتور إبراهيم الصالح بمناسبة الذكرى 35 على تأسيسه، إن إنشاء بيت الزكاة في 16 يناير من عام 1982 بموجب القانون رقم (5) لعام 1982 كان حدثا فريدا في الكويت في قيام مؤسسة متخصصة لاستقبال زكوات المحسنين وصدقاتهم؛ لإيصالها نيابة عنهم لمستحقيها للمساهمة في تنمية المجتمع وسد احتياجات الأسر المستحقة للمساعدة وتحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي بين أبنائه، لتحقيق أهداف استراتيجيته الجديدة (2016/2017–2020/2021) انطلاقا من مبدأ (الزكاة غاية لمجتمع آمن).
ولفت الصالح إلى أن فكرة إنشاء بيت الزكاة انبثقت من قلب المجتمع الكويتي؛ تلبية لرغبة محبي الخير فيه، فكان له الريادة والتميز في مجال الجمع الطوعي للزكاة، وفي إدارة أموال الزكاة وتوجيهها إلى مصارفها الشرعية.
 وبين الصالح أن بيت الزكاة يحرص منذ 35 عاما على أن تشمل مساعداته أكبر شريحة من الأسر المستحقة في المجتمع الكويتي، وتنفيذ العديد من المشاريع الخيرية المحلية مثل تقديم المساعدات المادية وولائم الإفطار المحلي والأضاحي والهدية الرمضانية وحقيبة الطالب، إلى جانب المساهمة في دعم المشاريع خارج الكويت للتأكيد على الصورة المشرفة لأهل الكويت وأياديهم البيضاء في الخارج، مشيرا إلى أن البيت أوجد العديد من قنوات التحصيل المميزة التي تناسب المحسنين، وتوفر وقتهم وجهدهم في أداء فريضة الزكاة.
وأضاف الصالح إن عدد الأسر المستفيدة من المساعدات المالية للبيت داخل الكويت خلال عام 2016 بلغ (33180) ( ثلاثة وثلاثين ألف ومائة وثمانون أسرة مستحقة ومتعففة ) وبلغت المساعدات المقدمة لها (27,023,500 د.ك – سبعة وعشرين مليونا وثلاثة وعشرين ألفا وخمسمائة دينار)، وبلغ عدد المستفيدين من المواد الغذائية والعينية (6000- ستة ألاف أسرة) تضم أكثر من (30000- ثلاثون ألف فرد )، وبلغت قيمة المساعدات العينية المقدمة لها (2,350,000 د.ك - مليونين وثلاثمائة وخمسين ألف دينار)، كما تم تنفيذ عدد من المشاريع الموسمية خلال عام 2016 بتكلفة إجمالية قدرها (777,450 د.ك – سبعمائة وسبعة وسبعين ألف وأربعمائة وخمسون دينارا) وقد استفاد منها أكثر من (420764- أربعمائة وعشرون ألف وسبعمائة وأربعة وستون مستفيد)، منها مشروع ولائم الإفطار داخل الكويت في (145) موقعا ومسجدا حيث بلغ عدد الوجبات (405164- أربعمائة وخمسة ألاف ومائة وأربعة وستون وجبة) بمبلغ (500,716د.ك – خمسمائة ألف وسبعمائة وستة عشر دينارا)، ومشروع الاضاحي والذي تم من خلاله نحر 1800 أضحية، ومشروع حقيبة الطالب الذي وفر (12000- أثنى عشر ألف حقيبة) للطلاب بمختلف مراحلهم الدراسية، ومشاريع أخرى كزكاة الفطر والسقيا المتنقلة، إضافة إلى تنفيذ الصناديق المشتركة بواقع 9 صناديق بالتعاون مع بعض الجهات الحكومية والجهات الأهلية في دولة الكويت بمبلغ (1,402,000 د.ك – مليونا وأربعمائة وأثنين ألف دينار).
واوضح أنه علاوة على المشاريع والأنشطة المحلية التي ينفذها بيت الزكاة فإنه يقوم في الوقت ذاته بعمل عدد من المشروعات الخارجية التي تأتي أغلبها بناء على طلب المحسنين الكرام، مثل كفالة طالب العلم وكافل اليتيم وبناء المساجد والمدارس والمراكز التنموية وحفر الآبار وغيرها من المشاريع ذات الطابع الخيري والإنساني.
ولفت الصالح إلى أن المشاريع الخارجية خلال عام 2016 بلغت 240 مشروعا بتكلفة (2,033,443 د.ك – مليونين وثلاثة وثلاثين ألفا وأربعمائة وثلاثة واربعين دينارا)، وبلغ عدد الأيتام المكفولين من بيت الزكاة حتى نهاية العام الماضي (28352 – ثمانية وعشرون ألف وثلاثمائة وأثنين وخمسون يتيما ) في 38 دولة بتكلفة ( 5,196,667 د.ك - خمسة ملايين ومائة وستة وتسعين ألفا وستمائة وسبعة وستين دينارا)، كما تم تنفيذ مشروع الأضاحي وولائم الإفطار في عدد من الدول الإسلامية إضافة إلى المساعدات الإغاثية لبعض الدول التي تعرضت لكوارث ونكبات.
وذكر أنه بعد الأداء المتميز لبيت الزكاة استطاع في نهاية عام 2016 أن يتوج جهوده الخيرية بحصوله على جائزة المؤسسات المانحة المتميزة 2016 «مانح» - فئة جهة مانحة حكومية، المقدمة من المجلس الإسلامي للمؤسسات المانحة عضو الصناديق الإنسانية التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي في مؤتمر المؤسسات المانحة الثاني الذي عُقد في الفترة من 27 إلى 28 ديسمبر 2016 بمملكة البحرين الشقيقة، لتضاف إلى سجله الحافل بالجوائز المحلية والدولية، بعد حصوله عام 2010 على جائزة المركز الأول في جائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية في دورتها التاسعة كأفضل موقع إلكتروني حكومي في دولة الكويت، وجائزة المركز الأول في مؤشر مدركات الإصلاح في الجهات العامة من جمعية الشفافية الكويتية التي حصدها في الأعوام 2008 و2010 (على مستوى الموظفين) و2011 و2012. كما قد حصل في عام 2008 على جائزة البحرين للعمل الإنساني لدول مجلس التعاون الخليجي، وجائزة جابر للجودة.
وأوضح الصالح أن بيت الزكاة سبّاق دائما في استخدام كافة وسائل التكنولوجيا الحديثة، فكان من أوائل مؤسسات الدولة التي اعتمدت البريد الإلكتروني كتقنية أساسية في مراسلاتها بين إداراته وموظفيه للاستغناء عن المخاطبات الورقية في بداية الألفية الجديدة ، كما قام قبل عدة سنوات باستحداث نظام الأرشيف الإلكتروني لحفظ وثائقه ومستنداته الرسمية، ليكون من أوائل الجهات الحكومية تستخدم هذا النظام في حفظ المستندات.
وأشاد مدير عام بيت الزكاة بالدعم الكبير والمتواصل الذي يحظى به البيت من حكومة الكويت ممثلة بمقام صاحب السمو «قائد الإنسانية» أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وولي عهده الأمين سمو الشيخ نواف الأحمد ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر.
 وفي ختام تصريحه ثمّن الصالح دور المحسنين الكرام سواء كانوا أفرادا أو شركات تجارية مختلفة النشاط أو جمعيات تعاونية، والذين ساهموا بتبرعاتهم في دعم دور بيت الزكاة لتنمية المجتمع، وكذلك جميع المراجعين والمتعاملين مع البيت، كما شكر جميع موظفي البيت على جهودهم الحثيثة في إنجاح عمله المؤسسي، مما كان له طيب الأثر ليسارع المحسنون الكرام ذوو الأيادي البيضاء إلى دعم البيت بزكاتهم وخيراتهم، داعيا الله سبحانه وتعالى أن يوفق الجميع لما فيه الخير والصلاح.