أكدت الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية بدولة الكويت أمس الثلاثاء ان تطوير علاقات الشراكة «المبتكرة» مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) سيساهم «بفعالية» في تحقيق «النقلة النوعية» في استراتيجية الكويت ودورها الاقليمي في تنمية الموارد الزراعية والغذائية.
وجاء ذلك في تصريح أدلى به رئيس مجلس الإدارة والمدير العام للهيئة المهندس فيصل الحساوي لـ (كونا) بمناسبة رئاسته وفد دولة الكويت بالمؤتمر الاقليمي الـ33 لبلدان مجموعة الشرق الأدنى وشمال افريقيا بمنظمة (فاو) الذي بدأت أعماله في روما امس الاثنين.
وقال الحساوي ان التعاون الطويل مع (فاو) أسفر عن توقيع اتفاقية «غير مسبوقة» الشهر الماضي تؤسس لأول مكتب قطري للشراكة في الكويت لتأطير الاستفادة من خبرات المنظمة الدولية «الفريدة» في تطوير منظومة الأمن والانتاج الغذائي الوطني.
وأوضح ان اتفاقية الشراكة تهدف الى «صياغة برنامج الشراكة بين المنظمة ودولة الكويت للتنمية الزراعية في الكويت» بما يعزز سياسات الدولة وخططها في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الزراعية وتحفيز الطاقات الوطنية الكامنة وتعظيم الاستفادة منها.
وأشار الى أن مخرجات هذه الشراكة «المبتكرة» التي استحدثتها (فاو) خصوصا لتلبية احتياجات الدول الأعضاء مثل الكويت التي لا تشملها مشروعاتها الموجهة للدول النامية ستمتد أيضا لصالح بلدان ثالثة تستفيد من مساعدات الكويت ودعم (فاو) المتضافر في اطار «التعاون بين بلدان الجنوب».
واعتبر أن مشاركة الكويت «البارزة والنشطة» في عمل المنظمة وأنشطتها وخاصة ضمن مجموعة دول الشرق الأدنى وشمال افريقيا التي تناوبت مرارا على رئاستها ومن ثم دورها في المؤتمرات الاقليمية «ترمي الى المساهمة في توجيه ورسم السياسات العالمية في مجال الأمن الغذائي والتنمية المستدامة بما يلبي احتياجات المنطقة ودول مجلس التعاون الخليجي الخاصة ويتوافق معها».
وفي هذا الصدد اشار الحساوي الى دور الكويت «البارز» داخل (فاو) أقدم منظمات الأمم المتحدة وأكبرها حيث كانت في مقدمة 18 دولة نالت تقديرا دوليا لاستباقها الوفاء بأهداف الألفية الانمائية وبلوغها المبكر هدف مؤتمر القمة العالمي للغذاء قبل ثلاثة أعوام من موعدها حيث اعتبرتها (فاو) «مثالا يحتذى به عالميا».
وذكر أن اتفاقية الشراكة التنموية مع (فاو) ستجعل المنظمة بخبراتها وقاعدتها المعرفية المرجعية وامكاناتها الفريدة تنخرط بشكل وثيق مع المؤسسات الوطنية الكويتية في اطار الهيئة العامة وخططها من أجل تقييم العديد من برامج ومشروعات التنمية ضمن أولويات الدولة وتقديم الدعم الفني المكثف ووضع برامج تتسم بالجودة والتماسك سواء في تطوير المشروعات الفردية وتنسيق المشروعات متعددة الجوانب.
وقال الحساوي ان باكورة التعاون في اطار الشراكة مع (فاو) من خلال «مكتب الاتصال والشراكة» المقرر افتتاحه في نوفمبر القادم ستشمل 12 مشروعا تم تحديدها وفق الأولويات التنموية تتضمن مجالات ادارة مصايد الأسماك وادارة الموارد المائية وادارة الموارد الطبيعية والانتاج الحيواني والصحة الحيوانية وتنمية القدرات الفنية.
وتتضمن هذه المشروعات في اطار ادارات الهيئة العامة «رسم خرائط الحمض النووي للأرصدة السمكية التجارية» واقامة «مركز تدريب» تديره المنظمة و»تقييم قطاع الموارد السمكية واعادة هيكلته» و»فرز وتقييم أنواع الأعلاف» و»تنفيذ الادارة المستدامة لموارد المياه» و»تصميم حديقة نباتية» للحفاظ على التنوع البيولوجي وانشاء «مركز التلقيح الاصطناعي ونقل الأجنة».
كما تشمل عمل «رسم خريطة وراثية للأغنام» وتنفيذ «مشروع لمكافحة واستئصال مرض الحمى المالطية» في الأغنام والماعز والابل وتنفيذ «برامج للتوأمة بين المختبرات» ووضع «خطة استراتيجية لبناء القدرات» المهنية لتلبية احتياجات جميع قطاعات الهيئة من الكوادر وكذلك «تدريب الموظفين الجدد» وحديثي التعيين.
وفي هذا السياق أوضح الحساوي ان من شأن هذا الدعم الخاص ضمن الشراكة مع منظمة (فاو) أن يساعد في تحقيق الطفرة والنقلة النوعية التي تحرص الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية على احداثها ضمن استراتيجية الدولة وسياستها التنموية.
وقال ان هذه الاستراتيجية ترتكز على عناصر عدة من أهمها «تطوير نظم الادارة في المزارع الانتاجية ومزارع الأسماك الجاري اعدادها على أسس وضوابط واضحة ومحددة تشمل الحيازات الزراعية وخاصة المتردية لأسباب عديدة والاعتماد على شركات متخصصة تتولى ادارتها بشكل ربحي يضمن أفضل مردود من الدعم المقدم لهذا القطاع.
وشدد على الحرص والعمل على اشراك القطاع الخاص في تنفيذ خطط التنمية الشاملة والقطاعية على أسس حديثة في مجال الحيازات ومعايير منح التراخيص مع ضمان الشفافية وتعزيز المسؤولية لمنع اهدار الطاقات والموارد من أجل تطوير وتنمية الانتاجية وترسيخ الأمن الغذائي والسلامة الغذائية.
وأشار الى أهمية الدعم الذي ستحصل عليه الكويت من منظمة (فاو) والاستفادة من خبراتها بتحديد أفضل النماذج الملائمة لظروف الكويت ومتطلباتها الخاصة وكذلك احتياجات دول المنطقة في مجلس التعاون الخليجي.
وفي هذا الصدد أكد الاهتمام الخاص الذي توليه الهيئة لقطاع الانتاج البحري وتنمية الانتاجية والاستزراع السمكي مثل مشروعات الأحواض العائمة بالاعتماد على خبرة (فاو) لتوفير أحدث وأنجع التقنيات والأساليب لتطوير هذا القطاع الحيوي بالتوازي مع سياسات فتح باب تسويق المصيد الخليجي في السوق الكويتية مع ضمان أعلى معايير السلامة.
كما أشار الحساوي الى الاهتمام «الكبير» الذي توليه الهيئة بالاعتماد على (فاو) في دراسة تطوير وسائل تعبئة وتسويق التمور المحلية الكويتية الممتازة والخليجية في الأسواق العالمية ومساعدة المنتجين وتحفيزهم على تطوير قدراتهم التجارية.
وفي هذا الصدد يجري الحساوي خلال زيارته الحالية لايطاليا عددا من الاتصالات واللقاءات مع جهات ومؤسسات محلية والقطاع الخاص لمناقشة سبل فتح أبواب السوق الايطالية والأوروبية التي تشهد اقبالا مطردا على استهلاك التمور أمام المنتجات الكويتية والخليجية وبحث مبادرات ترويجية لها.
ويبحث المؤتمر الاقليمي ال33 لبلدان مجموعة الشرق الأدنى وشمال افريقيا بمنظمة (فاو) اليوم الثلاثاء نتائج المنظمة الدولية في الاقليم وأولوياتها فيه وموجز لتوصيات الهيئات الاقليمية والاجتماعات الرئيسية في الاقليم وشبكة المكاتب الميدانية وبرنامج العمل متعدد السنوات مع استعراض احدث المعلومات عن لجنة الأمن الغذائي العالمي وذلك في اطار المؤتمر الاقليمي الـ33 الذي تترأسه لبنان هذا العام.