جرياً على عادته السنوية المتمثلة في جمع باحثي الكليات من مختلف التخصصات لتقديم نشاطهم البحثي، سجل قطاع الأبحاث مؤشرات واعدة لارتفاع نسبة مشاركة أعضاء هيئة التدريس في عرض إنجازاتهم البحثية في فعاليات يوم الملصق العلمي، مع تزايد عدد الملصقات المعروضة في فعالية هذا العام، وقد جاء هذا التطور المهم في الدورة الثامنة للحدث التي قدمت المنجزات البحثية لإجمالي 98  ملصقاً علمياً أمس.
وقد عقد يوم الملصق العلمي للكليات العلمية تحت رعاية وحضور مدير جامعة الكويت أ.د. حسين الأنصاري، وبحضور نائب مدير الجامعة للأبحاث أ.د. طاهر الصحاف، ومساعديه أ.د. يوسف قراشي، ود. ليلى معروف، وأ.د. حيدر بهبهاني، إلى جانب العمداء والعمداء المساعدين في الكليات المشاركة، ونخبة من المسؤولين في جامعة الكويت، وأعضاء هيئة التدريس، والباحثين، ومساعدي التدريس، وطلبة الدراسات العليا، وقد تميز الحدث بحضور الباحثين من معهد الكويت للأبحاث العلمية، حيث سجلوا مشاركتهم في يوم الملصق العلمي لجامعة الكويت للمرة الثالثة على التوالي بعدد 13 ملصقاً.
     وضم يوم الملصق هذا العام خمس كليات علمية، إلى جانب المشاركين من معهد الأبحاث، في عرضٍ غير مسبوق لهذا الكم من الأبحاث العلمية في مختلف التخصصات والمجالات ذات الأهمية الوطنية والاجتماعية، حيث بلغ إجمالي الملصقات المعروضة 98 ملصقاً علمياً، بعددٍ تخطى عدد الملصقات في فعالية العام الماضي (73 ملصقاً).
وقد عكس الحدث التوجه الواضح لأعضاء هيئة التدريس نحو الأبحاث المشتركة، حيث تعدد الباحثين في تأليف المخرجات البحثية المعروضة، ويعتبر هذا التطور تأكيداً على إستراتيجية قطاع الأبحاث الرامية إلى تشجيع الباحثين على استكشاف أبعاد تداخل التخصصات في البحث العلمي، مما سيؤدي بلاشك إلى تقدم الأبحاث في جامعة الكويت عبر إنجاز الدراسات المشتركة.
ومن جانبٍ آخر، يهدف الحدث إلى تعزيز إمكانات البحث والتطوير المؤسسية، وتقوية التنافسية العلمية لجامعة الكويت لتناول التعقيدات العلمية والمجالات ذات الأهمية الإستراتيجية من خلال تبادل الخبرات، وتعدد التخصصات العلمية. لذلك، يذهب يوم الملصق لهذا العام 2015/2016 لما هو أبعد من التنظيم السنوي للحدث، حيث يدعم المزيد من وعي الباحثين بأهمية تسليط الضوء على المجالات التي تتطلب تناولها عبر الأبحاث المشتركة، مما يفتح الآفاق للاكتشافات العلمية والاختراعات المبتكرة.
وفي إطار هذا الهدف التنموي، قدم يوم الملصق للعام 2016 للباحثين من أعضاء هيئة التدريس، ومساعدي التدريس، وطلبة الدراسات العليا، والمشاركين من خارج جامعة الكويت، البيئة الملائمة لتبادل الاهتمامات والآراء حول الأفكار و المفاهيم الجديدة للأبحاث المتقدمة والمبتكرة.
وقد عقدت الفعالية في بهو مبنى الإدارة الجامعية في 28 مارس 2016، في موقع الخالدية الجامعي، وتضمنت أحدث المنجزات البحثية لكليات الهندسة والبترول ( 24 ملصقاً)، والعلوم ( 39 ملصقاً)، والعلوم الحياتية ( 11 ملصقاً)، وعلوم وهندسة الحاسوب (10  ملصقات)، والعمارة ( ملصقٌ واحد )، ومعهد الكويت للأبحاث العلمية ( 13 ملصقاً).
وقدم الباحثون للحضور شرحاً مختصراً حول محتويات ملصقاتهم العلمية، حيث تحدثوا عن أهم النقاط التي جاءت فيها، كما استفادوا من النقاش والتفاعل وتبادل الآراء، ويؤمن قطاع الأبحاث بالفائدة الكبيرة لمثل هذا التفاعل في تقدم الأبحاث المؤسسية، وخلق أجواء من الانفتاح العلمي بين مختلف التخصصات، مما سيفتح الأبواب للأبحاث المبتكرة في إطار سياسة القطاع التي تدعم عوامل الجودة، والأصالة، والاعتماد في أبحاث جامعة الكويت.
ويهدف عقد يوم الملصق العلمي سنوياً لتحقيق هذه الغاية تحديداً، حيث يسلط الضوء على الإنجازات العلمية والبحثية، ويعمل على تعزيز روح الإبداع والتنافس بين أعضاء هيئة التدريس من جميع الكليات، ولاختيار أفضل الملصقات المعروضة في يوم الملصق العلمي، خضعت جميع الملصقات المشاركة لعملية تقييم موحدة من قبل لجنة متخصصة تم تشكيلها لهذا الغرض، حتى يتم منح الجوائز تحت الفئات الثلاث المكونة من أعضاء هيئة التدريس، ومساعدي التدريس، وطلبة الدراسات العليا. وتهدف هذه الجوائز إلى تشجيع الباحثين على الإبداع والابتكار لتحقيق المخرجات البحثية المعتمدة عالمياً والناتجة عن الأبحاث ذات القيمة والأهمية العلمية والوطنية والاجتماعية.    
وقد أعرب مدير جامعة الكويت أ.د. حسين الأنصاري عن سعادته بافتتاح يوم الملصق العلمي للكليات العلمية، مشيرا إلى أن المشاركة في هذا العام تفوق الأعوام السابقة مما يدل على الجدية في البحث العلمي والذي يشهد تطورا ملحوظا في جامعة الكويت عاما بعد عام ، مضيفا أن ما شاهده في الكليات النظرية والإنسانية والكليات العلمية أكثر 150 ملصق علمي وهو مؤشر إيجابي يدل على زيادة الانتاج البحثي.
وذكر أ.د. الأنصاري أن الهدف من هذا اليوم أن يقوم الباحث بعرض أبحاثه للمجتمع الأكاديمي والمجتمع الكويتي، مبينا أن تلك الأبحاث في أغلبها تحل مشكلات في البيئة الكويتية وتطرح حلولا جديدة ومبتكرة في مختلف المجالات، مشيرا أن هذا اليوم يعد حافزا للباحثين كونهم يعرضون الملصق أمام لجنة تحكيم تقيم انتاجهم البحثي ، كما أن هناك جوائز مقدمة للباحثين الفائزين.
وأضاف أ.د. الأنصاري أنه بإمكان طلبة الماجستير وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المساندة الاستفادة  من هؤلاء الباحثين ، حيث أنها تعد فرصة جيدة للالتقاء مع مختلف الكليات والأقسام العلمية ، وبالتالي تكون هناك شراكة بحثية فيما بينهم.
وأشاد أ.د. الأنصاري بالمشاركة الفعالة لمعهد الكويت للأبحاث العلمية، فضلا عن الجامعات الأخرى مثل MIT، مشيرا إلى أن ما تطمح إليه الإدارة الجامعية هو التعاون البحثي الجماعي وليس البحث الفردي ، حيث أن هناك أبحاث مقدمة اشترك فيها أكثر من 20 باحث، مما يكسب الخبرة والتي أصبحت اليوم خبرة عالمية .
 وأفاد أ.د. الأنصاري إلى أن نتائج الأبحاث سيتم نشرها في مجلات عالمية علمية محكمة وعلى مستوى عال ، وهذا مؤشر جيد يعطي الفرصة للاستفادة من هذه الخبرات .
وتقدم بالشكر لإدارة الأبحاث ولجميع الكليات وعمداء الكليات على حضورهم ، مؤكدا على أن دور جامعة الكويت النظر لمشكلات المجتمع التي من حولنا ومحاولة وضع الحلول العلمية والمنطقية المناسبة لها، والذي يعد عملا تنمويا للكويت .
ومن جانبه أكد نائب مدير الجامعة للأبحاث الأستاذ الدكتور طاهر الصحاف حرص جامعة الكويت على إبراز جهود أعضاء هيئة التدريس وطلبة الدراسات العليا في البحث العلمين مشيرا ان يوم الملصق العلمي هو أحد الوسائل التي تعرض نتائج الأبحاث والدراسات التي يمتد العلم بها لعام أو أكثر.
وأوضح الدكتور الصحاف أن يوم الملصق العلمي يتيح الفرصة للباحثين وأعضاء هيئة التدريس والطلبة بالاطلاع على الأبحاث في نفس المجال إلى جانب تبادل المعلومات والخبرات، آملا أن تنشر هذه الأبحاث في مجلات علمية عالمية محكمة وأنه أحد الأهداف التي تسعى إليها الجامعة حيث أنه يعكس مكانه جامعة الكويت ضمن الجامعات العالمية.
وأضاف أنه في أغلب المؤتمرات العلمية العالمية هناك جلسات مخصصة للملصقات العلمية إلى جانب معارض تنظم لهذه الأبحاث والدراسات حيث أنها أحد الوسائل الفعالة لعرض هذه الجهود العلمية.
وأفاد ان هناك تقدما في أعداد الابحاث التي عرضت اليوم مما يدل على اهتمام أعضاء هيئة التدريس بالبحث العلمي مؤكدا ان الجامعة تحرص على مشاركة اعضاء هيئة التدريس بالأبحاث وزيادة النشاط العلمي والبحثي والسعي إلى رفع مستوى الجامعة الأكاديمي والعلمي.