أكد الأمين العام للمنظمة العربية للطاقة (aeo) جمال اللوغاني ضرورة فتح آفاق جديدة لرسم خارطة طريق عربية مشتركة نحو تحول طاقي شامل وعادل يواكب التطورات العالمية ويواجه تحديات المناخ ويعزز مكانة دولنا العربية في الاقتصاد العالمي.
وقال اللوغاني في كلمته الافتتاحية للاجتماع الـ32 لخبراء البيئة وتغير المناخ في الدول الأعضاء بالمنظمة في دولة الكويت اليوم الخميس إن الاجتماع فرصة لتبادل الآراء ووجهات النظر حيال مختلف القضايا المتعلقة بسير مفاوضات تغير المناخ مؤكدا ضرورة تنسيق المواقف بين دول المنظمة نظرا إلى علاقتهاالمباشرة بالموضوع محل النقاش والبحث.
وأضاف أن الاجتماع الذي يعقد يوما واحدا يأتي في ظل مرحلة جديدة ومعقدة تعكس حجم التأثير البيئي على كل أنواع الأنشطة الاقتصادية وفي وقت تتزايد التحذيرات العالمية من تداعيات تغير المناخ مما ينعكس بدوره على حجم التحديات والفرص التي تواجه الدول العربية وسط التحولات العالمية المتسارعة على كل الصعد.
وأوضح أن الاجتماع يعقد في وقت بالغ الأهمية حيث يستعد الجميع للجولة المقبلة من المفاوضات الأممية في مدينة (بيليم) بالبرازيل خلال شهر نوفمبر المقبل مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يحمل في طياته العديد من التحديات لعل أهمها ما يتعلق بالدور الأمريكي بعد انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس الإطاري للمناخ.
وذكر من بين تلك التحديات أيضا تأخر تقديم خطط المناخ الوطنية (ndcs) حتى الآن وأزمة الإقامة والبنيةالتحتية واللوجستيات لمؤتمر الأطراف القادم (كوب 30) والتمويل المخصص للدول النامية لمواجهة آثار تغيرالمناخ الذي لا يزال غير كاف قائلا إن مؤتمر الأطراف المقبل يواجه تحديات متعددة ما قد يؤثر على قدرته في تحقيق تقدم ملموس بقضايا تغير المناخ.
ودعا اللوغاني إلى تضافر الجهود للدول الأعضاء والمنظمات العربية لضمان نجاح عملية التفاوض مؤكدا أهمية الموقف العربي الموحد الذي تم تبنيه في اجتماعات (جولة بون للمناخ) في يونيو 2025 وخلال اجتماع المجموعة العربية التفاوضية الذي عقد في القاهرة الشهر الماضي.
وأوضح أنه يجب على مفاوضي الدول العربية التعامل بحذر من أجل أخذ المصالح العربية بعين الاعتبار وكذلك الحق في التنمية والاقتصاد المستدام "ونحن كدول منتجة للوقود الأحفوري نمثل جزءا من الحل عبر الاستثمار في تقنيات جديدة كالطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر والاقتصاد الدائري للكربون".
من جانبه استعرض مدير إدارة الطاقة في الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي الدكتور محمد الرشيدي في كلمته عددا من إنجازات دول المجلس في مجالات تحولات الطاقة وخفض الانبعاثات والتغير المناخي مؤكدا أنها تمثل أولوية استراتيجية لها انسجاما مع رؤيتها الوطنية والتزاما بموجب اتفاقية باريس للمناخ وأهداف التنميةالمستدامة.
وذكر الرشيدي أنه في مجال تحولات الطاقة تبنت دول المجلس استراتيجيات طموحة لتوسيع الاعتماد على الطاقة المتجددة حيث يجري تنفيذ مشروعات تتجاوز عشرات الغيغاواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وأفاد بأن السعودية تعمل على برنامج وطني ضخم للطاقة المتجددة وتستهدف إزاحة أكثر من مليون برميل مكافئ يوميا من الوقود السائل بحلول عام 2030 إضافة إلى مشروع (نيوم) للهيدروجين الأخضر الذي يعد الأكبر من نوعه عالميا.
وأوضح أن الإمارات نفذت واحدا من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم (نور أبوظبي) وتستعد لتشغيل محطة (الظفرة) بقدرات قياسية في حين أعلنت سلطنة عمان استراتيجيتها للهيدروجين الأخضر وتسعى لاستقطاب استثمارات كبرى في هذا المجال.
وأشار إلى أن قطر تواصل التوسع في مشاريع الطاقة الشمسية لدعم استراتيجيتها الوطنية بينما تعمل الكويت على مشروع الشقايا للطاقة المتجددة كمنصة رائدة في حين أطلقت البحرين مبادرات لرفع مساهمة الطاقة النظيفة في مزيج الطاقة الوطني.
وفيما يتعلق بمجال خفض الانبعاثات قال الرشيدي إن دول المجلس تطبق مبادرات لالتقاط الكربون وتخزينه وخفض حرق الغاز وكفاءة الطاقة في الصناعة والكهرباء مشيرا إلى أن السعودية أنشأت أكبر معمل في العالم لالتقاط وتنقية ثاني أكسيد الكربون تابع لشركة (سابك) وتعمل على بناء مركز ضخم في الجبيل بطاقة استيعابية تصل إلى 44 مليون طن سنويا بحلول 2035.
وأكد الرشيدي أن دول المجلس تعمل على الاقتصاد الدائري للكربون وهو نهج متكامل لخفض وإعادة استخدام وإعادة تدوير وإزالة الانبعاثات وقدمت تقارير الشفافية الأولى إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ كما أطلقت السعودية (مبادرة السعودية الخضراء) و(الشرق الأوسط الأخضر) لخفض 278 مليون طن من الانبعاثات سنويا بحلول 2030.
وأشار في هذا السياق إلى أن دول الخليج تستثمر في مشاريع كبرى للتشجير وزيادة الغطاء النباتي وتحسين كفاءةاستهلاك المياه وهذه الجهود تعكس التزام دول المجلس بدورها المسؤول كشريك فاعل في الجهود الدولية لمعالجة التغير المناخي "وتؤكد أن منطقتنا رغم اعتمادها التاريخي على الطاقة الهيدروكربونية ماضية بخطى ثابتة نحو مستقبل أكثر استدامة وتوازنا بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة".
وأكد الرشيدي أن ما تحقق من إنجازات وما تبذله دول مجلس التعاون يعكس حرصها على أن تكون شريكا فاعلا في الجهود الدولية لمعالجة التغير المناخي وضمان أمن واستدامة الطاقة.