أعلنت إسرائيل شن موجة غارات عنيفة على بيت حانون شمال قطاع غزة، مشيرة إلى أن عشرات الطائرات أغارت على ما لا يقل عن 35 هدفاً لحركة «حماس». وجاءت الغارات في وقت أفادت أنباء بمقتل أكثر من 100 شخص في أنحاء متفرقة من القطاع بينهم ما لا يقل عن 34 من منتظري المساعدات.
من ناحية ثانية، أثار مقتل شابَّيْن فلسطينيَّيْن بدم بارد قرب رام الله في الضفة الغربية، موجة غضب واسعة وسط دعوات أطلقها مسؤولون في السلطة الفلسطينية إلى تحرك شعبي لمواجهة «إرهاب المستوطنين».
وقتل مستوطنون في بلدة سنجل، شمال شرقي رام الله، الشابين سيف الدين مصلط ومحمد الشلبي وأصابوا عشرات آخرين، في أحدث هجوم لهم في الضفة.
وتبيّن أن مصلط يحمل الجنسية الأميركية، وكان يزور أقاربه في الضفة.
وشكَّل الهجوم المميت والمفاجئ في غزة شعوراً بالصدمة، والأكثر صدمة كان موقعه. في ليلة الاثنين، كانت مجموعة من الجنود الإسرائيليين تسير عبر طريق تستخدمه الدبابات والمدرعات على بُعد مئات الأمتار من السياج الحدودي عندما انفجرت قنبلة تم تفجيرها عن بُعد في جنود من كتيبة «نيتساح يهودا»، وهي وحدة مكونة من جنود متدينين متشددين.
هرع مزيد من الجنود الإسرائيليين، وفقاً لموقع «سي إن إن» الأميركي؛ لنجدتهم عندما انفجرت قنبلة ثانية تم تفجيرها عن بُعد أيضاً. وعندما انفجرت القنبلة الثالثة بعد لحظات، تبعها وابل من الرصاص من خلية تابعة لـ«حماس» كانت مختبئة في مكان قريب.
وفي غضون دقائق، قُتل 5 جنود إسرائيليين وأُصيب 14 آخرين بجروح، بعضهم إصابته حرجة.
وقع الهجوم في مدينة بيت حانون شمال شرقي قطاع غزة، التي يمكن رؤيتها بسهولة من مدينة سديروت الإسرائيلية، في منطقة كان من المفترض أن تكون تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية.
وخلص تحقيق أولي إلى أن خلية «حماس» وضعت العبوات الناسفة خلال الـ24 ساعة السابقة، حيث أعدت كميناً ضد القوات الإسرائيلية، التي اعتقدت على الأرجح أنها تعمل في أمان نسبي على مقربة من الأراضي الإسرائيلية.
يسلط هذا الهجوم المعقد الضوء على تحول «حماس» إلى تكتيكات حرب العصابات، حيث تشن الحركة المسلحة، التي أصابها الوهن والضعف بعد نحو 21 شهراً من الحرب، حملة لمواجهة الجيش الإسرائيلي. ولكن حتى في حالتها المستنزفة، واصلت «حماس» شن هجمات مميتة ضد القوات الإسرائيلية في القطاع.