شهدت مدينة (تورينو) الايطالية معرضا دوليا للفن المعاصر بعنابر مستشفى خال في حدث ثقافي استثنائي نظمته مبادرة (الآخرون) ضمن فعاليات "شهر الفنون" التي تحييه سنويا أول عاصمة لإيطاليا.وقال صاحب المبادرة والمروج الثقافي روبيرتو كازيراغي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان معارض (الآخرون) تهدف منذ انطلاقها قبل ثمانية أعوام الى انتقاء المواهب الجديدة من المبدعين وكذلك ساحات ودور العرض والجمعيات الثقافية التي تعكس تنوع المشهد الفني المعاصر حول العالم وثراءه.وأضاف كازيراغي أن اقامة المعرض هذا العام داخل عنابر وأقسام مستشفى (الملكة ماريا أديلايدى) التاريخي الذي توقف العمل به منذ نحو أربعة أعوام تعبر عن تفاعل الفن المعاصر مع احداثيات الواقع المتغير وتسعى الى اعادة ادراج مواقع ومنشآت سابقة في السياق الحضري الجديد للمدينة.وقال ان "النجاح المطرد والاقبال المدهش" لنحو 20 ألف زائر على هذا المعرض الذي أقيم من قبل في مبنى سجن (لي نووفي) وفي مقر بورصة المال القديمين يؤكد أهمية النشاط الثقافي والفنون المعاصرة ودورهما لاسيما الفنون التشكيلية في بث الحيوية في المجتمع الحديث حيث يتسم الفن "بالسيولة والترحل".وأوضح أن هذه المبادرة تتميز عن المعارض والفعاليات التقليدية كونها تمثل لحظة تفاعل ثقافي تسمح للتلاقي خاصة بين المنخرطين حديثا في مجال الابداع الفني من الفنانين وأصحاب المعارض الخاصة والنقاد والمختصين والجمهور وصولا الى مقتني الأعمال الفنية وجامعي المقتنيات.وفي هذا الصدد شدد كازيراغي على الأهمية الحيوية لجامعي ومقتنيي الفنون خاصة أصحاب المقتنيات الكبرى التي لا غنى عنها في الحياة الفنية والثقافية والحفاظ على البصمة المعاصرة والموروث التراثي للابداع الانساني بتنوعه الجامع.وثمن كازيراغي في هذا الاطار العناية الخاصة التي توليها الكويت منذ عقود للثقافة والفنون لتصبح منارة معروفة في الواقع العربي المعاصر سواء برعاية الدولة أو الجهود الخاصة مثل (مجموعة الصباح) الفريدة معبرا عن أمله أن ينضم في الاعوام المقبلة مشاركون يمثلون نبض الفن المعاصر الكويتي في معارض (الآخرون) التي شهدت 40 مشاركة من جميع القارات بينهم فنان وعارض مغربي.وفاز بجوائز المعرض ملتقى اتحاد فناني التصوير الفوتوغرافي الاستوني (فوكو) عن قسم "الشاشة الممتدة" لتركيبات الفيديو كما منحت الجائزة التقديرية لأعمال الفنان السوري فادي الحموي الذي قدمه معرض (شرق المكان الآخر) في برلين الذي نال "الجائزة الخاصة" بينما حازت قاعة عرض (سيسنا) بموسكو جائزة أفضل مشروع تنظيمي.