دعا رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم إلى عمل عربي موحد بشأن القدس يستهدف الدوائر القارية والدولية مؤكدًا أهمية استخدام كل الأوراق الرابحة الكثيرة التي يملكها العرب.
 
وشدد الغانم على ضرورة ألّا ينعزل العرب عن المشهد الدولي ويتركوها للعدو الذي يجب ان يكون هو المعزول والشاذ والخارج عن الشرعية الدولية.
 
جاء ذلك في كلمة للغانم أمام القمة الطارئة للاتحاد البرلماني العربي التي عقدت في العاصمة المغربية الرباط لبحث موضوع القدس عقب القرار الامريكي باعتبارها عاصمة للكيان الصهيوني .
 
وقبيل الشروع بكلمته طلب الغانم عرض ( فيديو ) قصير أمام الاجتماع تضمن مشاهد عدة لمعاناة الشعب الفلسطيني وغطرسة قوات الاحتلال الاسرائيلي ، ثم عقب عليه قائلا "ما شاهدتموه للتو ، نحن مسؤولون بالدرجة الأولى ، عن التصدي له ، وسنساءل عنه يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ، الا من أتى الله بقلب سليم " .
 
وركز الغانم في كلمته على ضرورة ان يتوجه البرلمانيون العرب الى الدوائر البرلمانية القارية والدولية وعلى رأسها الاتحاد البرلماني الدولي معتمدين على لغة الحوار الانساني لشرح عدالة قضية الشعب الفلسطيني .
 
وقال في هذا الصدد " صحيح انه يجب الضغط والتحرك باتجاه واشنطن التي اعترفت بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ، فهذا مهم ، لكن ماذا عن تحركنا الواجب ، إزاء برلمانات أكثر من 170 دولة عضوة في الأمم المتحدة وفي الاتحاد البرلماني الدولي " .
ودعا الغانم الى ضرورة ألا تتحول الاجتماعات العربية حول القدس الى حلقة مفرغة من جلد الذات ، ونصب البكائيات ، وفتح محاكمات منفعلة لمن قصر ، ولمن تقاعس ، ولمن تراجع ، ولمن تناسى القضية المركزية وهي قضية فلسطين .
 
ومضى قائلا " أقول هذا ، لأنني على يقين بأن العدو يريدنا ان ننشغل بانفعالاتنا ، بدلا من أفعالنا ، وبتسرعنا ، بدلا من سرعتنا ، وبانشغالنا ، بدلا من شغلنا ، فيمضي الوقت ، ويتكرس ما هو قائم ، ويلهى العالم بأسره ، بتطور جديد ، ومستجد طاريء " .
 
واضاف " نحن في سباق مع الزمن والزخم مهم في السياسة ، وحرارة الأشياء ، شرط لتغير خامتها " .
 
وشدد الغانم على ضرورة وعي العرب بما لديهم من عوامل قوة وضعف مؤكدا على ضرورة التذكير بما يملكه العرب من اوراق رابحة وعناصر قوة.
 
وعدد الغانم في كلمته العديد من تلك العوامل ومنها عدالة القضايا ودعمها من الشرعية الدولية والعوامل الجغرافية والاقتصادية والسكانية وحيوية الشباب والمرأة العربية وتجذر روح المقاومة والنضال والمرابطة لدى الشعب الفلسطيني .
 
ومضى الغانم قائلا " من كل تلك الأشياء التي لنا ، يجب أن نعمل وننطلق، ومن يملك كل هذا الذي معه ، لا يجب عليه ان يستسلم ، ولا يجب أن يلعب دور النائحة الثكلى ، وقبل كل شيء ، لا يجب عليه ان يلعب دور العالة والعبء والحمل الثقيل " .
 
وقال الغانم " علينا التواصل مع رئاسة الاتحاد البرلماني الدولي ، ومع المجاميع الجيوسياسية التي يتألف منها الاتحاد ، حوارا وتفاهما وشرحا وتفاعلا لتشكيل جبهة ضغط ، ولتفعيل سلطة الاتحاد الأخلاقية ، ضد كل منتهك للنظام الأساسي للاتحاد وميثاق الأمم المتحدة ، ولتسليط الضوء على ضرورة تغيير آليات عمل الاتحاد ، بما فيها النظر في تغيير بعض بنود النظام الأساسي للاتحاد ، لتمكين هذا الكيان البرلماني الأممي من قوة ردعه الأخلاقية والمبدئية " .
 
واضاف " مسؤوليتنا كبرلمانيين عرب أن ننسق جهودنا ، وأن نعمل بشكل جماعي ومشترك ، لأنني أعرف تماما حجم القدرات والعلاقات ، والرصيد الذي تملكه كل دولنا العربية ، من المغرب وحتى الكويت" .
 
واشار في ختام كلمته الى ورقة العمل التي تقدم بها الوفد الكويتي للاجتماع الطاريء والتي تضمنت العديد من النقاط والاقتراحات العملية التي تتعلق بحشد التأييد البرلماني الدولي ، نصرة لقضية الشعب الفلسطيني وقضية القدس .
وفيما يلي النص الكامل لكلمة الغانم : 
بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الخلق ، محمد بن عبدالله ، النبي الأمين ، وعلى آلهوصحبه أجمعين 
معالي الأخ / حبيب المالكي 
رئيس مجلس النواب بالمملكة المغربية الشقيقة 
أصحاب المعالي رؤساء البرلمانات ورؤساء الوفود البرلمانية العربية 
الأخوات ، والأخوة الحضور 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول المولى في محكم التنزيل " وقفوهم انهم مسؤولون "
صدق الله العظيم 
أيها الأخوة
أما وقد حدث ما حدث 
ودون الخوض في مقدمات وحيثيات الملف 
سأقول بشكل حاسم وقاطع 
نحن هنا ، منفتحون على كل نقاش ، ومتقبلون لكل عصف ذهني ، بشأن موضوع القدس 
لكننا ، ولأكن صريحا معكم ، غير مستعدين في ذات الوقت ، للدخول في حلقة مفرغة من جلد الذات ، ونصب البكائيات ، وفتح محاكمات منفعلة لمن قصر ، ولمن تقاعس ، ولمن تراجع ، ولمن تناسى قضيتنا المركزية ، ومسألتنا الأولى 
أقول هذا ، لأنني على يقين بأن العدو يريدنا ان ننشغل بانفعالاتنا ، بدلا من أفعالنا 
وبتسرعنا ، بدلا من سرعتنا 
وبانشغالنا ، بدلا من شغلنا 
فيمضي الوقت ، ويتكرس ما هو قائم ، ويلهى العالم بأسره ، بتطور جديد ، ومستجد طاريء
نحن في سباق مع الزمن
والزخم مهم في السياسة 
وحرارة الأشياء ، شرط لتغير خامتها 
أيها الأخوة 
علينا قبل كل شيء أن نعرف ما لنا ، وما علينا 
وأعرف انكم واعون تماما لما علينا ، ومدركون لجوانب النقص فينا ، ونقاط الضعف بنا 
أعرف انكم مدركون لمأزقنا العربي ، وأمراضنا المزمنة في ملفات الديمقراطية وحقوق الانسان ، والإرهاب ، والاحترابات الداخلية المذهبية والعنصرية والمناطقية ، وغياب الحكم الرشيد ، واختلالات الاقتصاد ، والتفجرات السكانية ، وأزمات المياه ، والفساد ، وغيرها من ملفات
أعرف انكم تعرفون ما علينا 
لكن ماذا عما لنا ؟
أليس مهما ، إعادة التذكير بما لنا ؟
 
لنا الكثير أيها السادة ,,,,,
 
لنا الشباب الواعد الذي برغم كل شيء ، ما زال يكافح ويناضل ويبدع وينجح
لنا المرأة ، التي ما انفكت كل يوم ، تحقق النصر تلو النصر ، اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا.
 
لنا المرابطون هناك، برغم تخلي العالم عنهم ، يقدمون الشهيد تلو الشهيد ، والقربان اثر القربان
 
لنا أبناء القدس ، برغم كل التغريبات ، وتضييع البوصلات ، متشبثين بهويتهم المقدسية المشرقية ، إسلاميا ومسيحيا
 
 لنا الجغرافيا
لنا الطاقة
 
لنا البحار والانهار والمخزون الحضاري ، وذاكرة العالم القديم
لنا الأصالة ، صمام أمان ، ضد كل عقد النقص الثقافية ، مقابل الغريب الذي سرق الأرض ، ويريد ان يسرق حضارة غيره ، وينسب نفسه زورا لتلك الأرض العتيقة ، ارضنا الفلسطينية 
لنا 350 مليون عربي ، ومليار ونصف المليار مسلم ، وأكثر من ستة مليارات انسان ما زال يتعاطف معنا ، ويرى قضية فلسطين ، قضية عادلة لشعب أعزل ، احتلت أراضيه وهجر في منافي الأرض 
لنا القرارات الدولية ، وتقارير المنظمات الحقوقية ، وصرخات المثقفين والمفكرين والادباء والفنانين حول العالم 
وأخيرا
لنا إرادة البقاء ، والصبر ، والمقاومة ، ورفض الاستسلام برغم كل التسويقات لمشاريع السلام غير النزيهة 
من كل تلك الأشياء التي لنا ، يجب أن نعمل وننطلق 
ومن يملك كل هذا الذي معه ، لا يجب عليه ان يستسلم ، ولا يجب أن يلعب دور النائحة الثكلى 
وقبل كل شيء ، لا يجب عليه ان يلعب دور العالة والعبء والحمل الثقيل
أيها الاخوة
نحن لسنا وحدنا في هذا العالم 
فقط لنتذكر تلك الحقيقة المهمة 
صحيح انه يجب الضغط والتحرك باتجاه واشنطن التي اعترفت بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ، فهذا مهم 
ولعلكم سمعتم كلمات قادة العالم الإسلامي يوم أمس ،كلها تصب في هذا الاتجاه 
لكن ماذا عنا نحن ؟
كبرلمانيين ؟
كممثلي للشعوب العربية 
ماذا عن تحركنا الواجب ، إزاء برلمانات أكثر من 170 دولة عضوة في الأمم المتحدة وفي الاتحاد البرلماني الدولي 
ماذا عن مواقفهم الرافضة لمثل تلك الخطوة الأمريكية الأحادية 
لماذا نترك هذه الساحة الدولية الواسعة وننسحب ؟
لماذا نريد اشعار شعوبنا بأننا وحدنا ؟
معزولون 
منكفئون على ذواتنا 
في الوقت الذي يجب أن يكون عدونا هو المعزول ،والشاذ ، والخارج على الشرعية 
وأنا هنا أتساءل ،،،
من الذي يجب ان يتوارى ويتهرب وينعزل ويتخفى ؟ 
المجرم أم الضحية ؟ !!!
من هذه الحقيقة يجب أن ننطلق
والى كل الدوائر الإقليمية والقارية والدولية يجب أن نتوجه ، مسلحين بعدالة قضيتنا ، ومدرعين بكل مباديءالشرعية الدولية التي بحوزتنا 
أولى تلك الدوائر ، وهي الأهم لنا كبرلمانيين عرب ، هو الاتحاد البرلماني الدولي 
علينا التواصل مع رئاسة الاتحاد ، ومع المجاميع الجيوسياسية التي يتألف منها الاتحاد ، حوارا وتفاهما وشرحا وتفاعلا 
لتشكيل جبهة ضغط ، ولتفعيل سلطة الاتحاد الأخلاقية ، ضد كل منتهك للنظام الأساسي للاتحاد وميثاق الأمم المتحدة ، ولتسليط الضوء على ضرورة تغيير آليات عمل الاتحاد ، بما فيها النظر في تغيير بعض بنود النظام الأساسي للاتحاد ، لتمكين هذا الكيان البرلماني الأممي من قوة ردعه الأخلاقية والمبدئية .
مستخدمين لغة الإنسانية التي تجمعنا ، مؤمنين بأن الانسان أيا كان أصله أو دينه أو عرقه ، هو انسان في النهاية ، مفطور على الحب والسلام والرغبة في العيش الكريم 
مسؤوليتنا كبرلمانيين عرب أن ننسق جهودنا ، وأن نعمل بشكل جماعي ومشترك ، لأنني أعرف تماما حجم القدرات والعلاقات ، والرصيد الذي تملكه كل دولنا العربية ، من المحيط الى الخليج 
ولعل ورقة العمل التي تقدم بها وفدنا الى الاجتماع ،تحتوي على العديد من النقاط والاقتراحات العملية التي تتعلق بحشد التأييد البرلماني الدولي ، نصرة لقضية شعبنا الفلسطيني وقضية القدس 
وكما أكدنا في ورقتنا ،،،
نحن منفتحون على كل تعديل واضافة تساهم في جعل موقفنا العربي ، أكثر حسما وتحديدا ، دون الوقوع في فخ العموميات ، وشرك المواقفية والشعارية ، والدخول في دائرة جلد الذات ، بصورة لا تنتج الا مزيدا من الإحباط والجمود والتبلد السياسي وثقافة الانهزام .
عاشت فلسطين حرة أبية ، وعاشت القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته