يشغل التعليم الديني مكاناً بارزاً في العالم الإسلامي فهو موجود في غير دولة منه ،  بدأت بالتعليم الأزهري في مصر قبل 80 عاماً ، فاضطلع بمسئولية الحفاظ على القيم الإسلامية ومحاربة أي غزو يمثل تهديداً مباشراً للمجتمعات ، وإكساب الفرد سمات المواطن الصالح، حيث تعمل مضمامينه على تنمية الشخصية الإنسانية في مختلف جوانب الحياة الإيمانية والعقلية والاجتماعية والروحية والجمالية . ويمكن التعليم الديني الطلاب من الوعي التام بحقيقة تفسيرالدين للحياة ، فإذا لم يشب الناشئة على الإيمان بعقيدة آبائهم فالمجتمع إلى زوال  . 
ولأن الأزهرالشريف قد حمل أمانة الرسالة الإسلامية إلى كل الشعوب عبر حفاظه على الحضارة العربية والإسلامية وإحياء التراث الإسلامي ليكون أساسا لرقي العلوم والآداب وتنميتها وتطويرها لإضافة رصيد جديد من العلم إلى التراث الأصيل .  فقد ظل يؤدي رسالته الدينية والتربوية والعلمية لأكثر من ألف عام ، وتمثلت هذه الرسالة في حفظ القرآن الكريم ، والأحاديث النبوية ، وما يتصل بهما من تعاليم دينية تحافظ على الأفراد والأسرة والمجتمع فاهتم الأزهر بالتربية الخلقية بالإضافة إلى اهتمامه بالفرد والمجتمع وبيان صلة الدين بالمجتمع وكذلك بيان الصلة بين العلم والمجتمع من ناحية وبين الدين والعلم من ناحية أخرى . 
ومن تلك المنطلقات بدأت تجربة التعليم الديني في دولة الكويت مستلهمة من تجربة الأزهر الشريف فكانت البداية عام 1947 في عهد الشيخ احمد الجابر الصباح الحاكم العاشر للكويت الذي حكم الكويت من عام 1921 حتى عام 1950 ، عندما اقترح الشيخ عبد العزيز حماده - وكان أحد رجال الدين والعلم  والقضاء المشاهير، اقترح على سمو الأمير انشاء معهد متخصص لتعليم ابناء الكويت المواد الاسلامية لتأهيلهم لتولي الامامة والخطابة في المساجد بعد زيادة عددها لاتساع الرقعة السكانية . وللشيخ عبدالله السالم الصباح امير دولة الكويت في الفترة من 1950 حتى عام 1965 قول مأثور آنذاك حينما قال " أريد أن أرى في الكويت أزهرًا صغيرًا يؤدي الرسالة التي يؤديها الأزهر على أرض مصر " .
واستقبل أول معهد ديني بالكويت بمنطقة شرق طلابه في بداية العام الدراسي 1946 / 1947 وقسمت المراحل الدراسية فيه الى ثلاثة اقسام هي القسم التجهيزي ويعد الطلاب للالتحاق بالسنة الاولى الابتدائية ومدة الدراسة به سنة واحدة ثم القسم الابتدائي ومدة الدراسة فيه أربع سنوات ثم القسم الثانوي ومدة الدراسة فيه أربع سنوات ايضا يحصل الطالب بعدها على شهادة ثانوية تؤهله للدراسة في كلية دار العلوم او الازهر الشريف في مصر أو العمل بإحدى الوظائف الدينية . وكان من اهم اهداف التعليم الديني في الكويت توثيق صلة الطالب بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بما يعينه على فهم القرآن الكريم والسنة النبوية وأهدافها وتربية الطالب تربية صالحة عمادها صحة العقيدة وسلامتها.
وقد تخرج من المعهد الديني كوكبة من الخريجين المتميزين الذين حملوا الدعوة الى الله الى جانب قيادتهم حركة العلم والتربية والفكر في شتى المجالات وكانت اول دفعة قد تخرجت من المعهد الديني في عام 1952 . وارتبطت بمسيرة المعهد مجموعة من الاسماء التي ساهم اصحابها في تأسيس التعليم الديني في الكويت في مقدمتهم الشيخ عبدالله الجابرالصباح والشيخ يوسف بن عيسى القناعي والشيخ عبدالعزيز حماده وعيد بداح المطيري.
واضافة إلى ذلك فقد كان لبعض شيوخ الأزهرالشريف ومعلميه دور كبير في نشأة المعهد وهم الشيخ علي حسن البولاقي والشيخ عبدالرحمن جلال والشيخ عبدالحكيم نعناع والشيخ محمد عبدالرؤوف والشيخ كامل شاهين والشيخ عبدالمجيد القمري والأستاذ محمد محمود نجم . كما تولى عدد من خريجي المعهد الديني في الكويت عددًا من الحقائب الوزارية ورأسوا محاكم وعملوا مستشارين ودبلوماسيين وفي مواقع عديدة من مجالات العمل الوطني الديني في دولهم .
وبعد مرور 76 عاما على انشاء التعليم الديني لاتزال دولة الكويت توليه  رعاية فائقة وقد عززت دوره بإنشاء  عدد من المعاهد المتعددة لاستكمال رسالة الأجداد والآباء  ، فبات عدد الدارسون في التعليم المتوسط والثانوي من البنتين والبنات 3192 طالب وطالبة يتلقون تعليمهم عبر 924 معلم ومعلمة – إحصاء 2023 - تحت مظلة إدارة التعليم الديني في 6 معاهد كبرى ،  للبنين منها ( قرطبة متوسط – السميط ثانوي – الفحيحيل متوسط وثانوي  - الصليبخات متوسط ) بينما للبنات منها ( الفروانية متوسط وثانوي – قرطبة متوسط وثانوي بنات ) وهناك أيضًا المراكز المسائية  الدينية  الثانوية لتعليم الكبار ، البنون   ( السميط قرطبة – الجهراء – الفحيحيل )  - البنات  ( الفروانية - قرطبة – الجهراء – الرقة  ) .
ومؤخرًا بعد تطبيق الدولة لقرار الإحلال لتوطين المعلمين الكويتيين مواضع المعلمين الوافدين وإصدار وزير التعليم قرارا انهاء خدمات أكثر من الفي معلم ومعلمة ،  أعرب عدد من قيادات التعليم الديني عن انزعاجهم من تغييب رأيهم في معايير الاختيار للمعلمين المقرر انهاء أعمالهم من التعليم الديني ، بل طالب عدد من الموجهين ومديري المعاهد استثناء التعليم الديني من قرار الإحلال نظرًا لخصوصيته فبعض مواده معمقة بشكل مغاير لنظيرتها في التعليم العام ، فكيف يستوي المعلمون هنا وهناك ؟ لاسيما  تخصصي اللغة العربية والعلوم الشرعية التي تنقسم إلى سبعة أقسام وليس من الإنصاف فيها والمنطق تساوي معلم التربية الإسلامية في التعليم العام الذي يعمل داخل قسم وحيد يدرس مادة واحدة مع نظيره في التعليم الديني  "معلم  شرعي " الذي تظله أكثر من ستة أقسام يمكن له التنقل بينها  لتدريس أحد مواد (  فقه – قران – حديث – سيرة – منطق – توحيد – تفسير  ) إن استقلالية التعليم الديني النوعي منذ انشائه قبل 70 عامًا ونيف هو ما مكنه أن يسهم في تخريج النخب المؤهلة تأهيلاً شرعيًا متزنًا حكيمًا معتدلًا فلا افراط ولا تفريط ، بسواعد المعلمين أصحاب الخبرات من خارج وداخل الكويت ، لاسيما خريجي جامعة الأزهر فقد كان أحد شروط التعيين في التعليم الديني الكويتي في باكورته أن يكون المعلم خريج جامعة الأزهر، فكيف اليوم يتم استبعاد  الكفاءات من أبناء الأزهر وغيرهم من أصحاب الخبرات من ذوي البصمات الإيجابية في التعليم الديني بالكويت من خريجي الجامعات العربية العريقة ؟ سؤال وجهته قيادات بالتعليم الديني إلى صناع معايير تطبيق قرار الإحلال مطالبين بالحفاظ على التعليم الديني بإعادة النظر في تلك المعايير والعودة لأهل الميدان لتطبيق معايير منصفة لا تضر التعليم الكويتي بشكل عام ، ولا تحدث خللًا في مخرجات التعليم الديني بالكويت  ليظل منارة يفخر بها العالم الإسلامي .