للمرة الثانية خلال تسعة أشهر، تتجه أنظار العالم نحو مدينة زيوريخ السويسرية حيث تشهد يوم الجمعة المقبل انتخاب الرئيس الجديد للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) خلال الاجتماع الاستثنائي للجمعية العمومية (كونجرس الفيفا) الذي يشهد أيضا التصديق على حزمة إصلاحات بهدف استعادة مصداقية الفيفا، وذلك وسط أمال بعدم وقوع المزيد من حالات الاعتقال للمسؤولين.
 ولن يتمكن السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا المنتهية ولايته من حضور الكونجرس كما كان مقررا في البداية، حيث تلقى عقوبة الإيقاف ثمانية أعوام عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم، بقرار من لجنة القيم بالفيفا فيما يتعلق ب»مبلغ مثير للشبهة» حوله إلى الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا)، والموقوف أيضا.
 وتمثل الانتخابات صفحة النهاية ل»عصر» بلاتر الذي عمل طوال أربعة عقود في الفيفا، منها 18 عاما قضاها في منصب الرئيس.
اللجنة التنفيذية تجتمع غدا
تجتمع اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) غدا الأربعاء، قبل يومين من الاجتماع الاستثنائي للجمعية العمومية (كونجرس الفيفا) الذي يشهد انتخاب الرئيس الجديد، وقد شهدت اللجنة تغييرات عديدة وغياب أعضاء بسبب عقوبات فرضت بعد الكونجرس الماضي في 29 مايو 2015.
ولن يشهد اجتماع اللجنة التنفيذية هذه المرة حضور الرئيس المنتهية ولايته جوزيف بلاتر (الموقوف)، ونائبي الرئيس ميشيل بلاتيني (الموقوف)، وألفريدو هاويت (يخضع للإيقاف المؤقت والحبس).
كذلك جرى تغيير عدد من الأعضاء من قبل الاتحادات القارية، وسيرأس الكاميروني عيسى حياتو النائب الأول لرئيس الفيفا اجتماع اللجنة التنفيذية باعتباره القائم بأعمال الرئيس.
وعادة ما كانت اللجنة التنفيذية تضم 25 عضوا بالإضافة إلى عضو منتدب والأمين العام.
لكن غياب بلاتر وبلاتيني وهاويت سيقلص عدد الأعضاء الرسميين في اجتماع الغد إلى 22 عضوا.
ولم يعد بلاتر وبلاتيني مدرجين من قبل الفيفا ضمن تشكيل اللجنة، بعد أن تلقيا عقوبة الإيقاف من قبل لجنة القيم في الفيفا في 21 ديسمبر الماضي.
ويضم اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المقرر يوم الأربعاء الموافق 24 فبراير 2016 كلا من: الرئيس الكاميروني عيسى حياتو (القائم بأعمل رئيس الفيفا).
ونواب الرئيس: الإسباني أنخيل ماريا وفيار ديفيد تشانجمن وبابوا غينيا والبحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة والإنجليزي ديفيد جيل والباراجوياني أليخاندرو دومينجيز (حل مكان مواطنه خوان أنخيل نابول المحبوس حاليا).
والأعضاء البلجيكي ميشيل دي هوج والتركي سينيس إرزيك والتركي ماريوس ليفكاريتيس والمصري هاني أبو ريدة والروسي فيتالي موتكو والبرازيلي فيرناندو سارني (حل مكان مواطنه ماركو بولو دل نيرو الذي استقال).
والأمريكي سونيل جولاتي وليديا نسيكيرا من بوروندي والأرجنتيني لويس سيجورا (حل مكان الكولومبي لويس بيدويا الذي استقال) والألماني فولفجانج نيرسباخ والتونسي طارق بوشماوي وكونستانت عومري من الكونغو الديمقراطية والماليزي الأمير عبد الله سلطان والكويتي الشيخ أحمد الفهد الصباح والياباني كوهزو تاشيما سونيا وبيان آمي من جزر توركوس وكايكوس العضو المنتدب للمهام الخاصة الأسترالية مويا دود والأمين العام الألماني ماركوس كاتنر (قائم بأعمال الأمين العام).
وقال حياتو إن الانتخابات «ستكون نقطة بداية لعهد جديد للفيفا وكرة القدم حول العالم» كما أن الإصلاحات «ستبدأ عملية إعادة بناء الثقة وإعادة تأسيس الفيفا كمنظمة رياضية حديثة احترافية موثوق بها.»
 كذلك يرأس حياتو اجتماع اللجنة التنفيذية للفيفا المقرر غدا الأربعاء بمقر الفيفا والذي يشكل بداية أيام حاسمة في إدارة كرة القدم.
 وتعقد أربعة اتحادات من الاتحادات القارية الستة الاجتماعات الأخيرة قبل الكونجرس بعد غد الخميس، بينما يعقد الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) اجتماعا استثنائيا للجمعية العمومية (كونجرس اليويفا) في اليوم نفسه، سيركز بشكل أساسي على تناول القضايا الإدارية ومن بينها التقرير المالي السنوي.
 وفي العام الماضي، ألقي القبض على سبعة مسؤولين في أحد الفنادق بمدينة زيوريخ قبل يومين فقط من الكونجرس الذي شهد انتخاب بلاتر لولاية خامسة في 29 مايو، كما ألقي القبض على مسؤولين اثنين آخرين في الفندق نفسه في كانون ديسمبر قبل اجتماع للجنة التنفيذية ناقش تحقيقات فساد تجريها الولايات المتحدة الأمريكية شملت 41 شخصا وكيانا حتى الآن.
 كذلك تجري هيئة الإدعاء السويسرية تحقيقات في الفيفا ضمن القضية التي أطاحت ببلاتر من الفيفا وكذلك ميشيل بلاتيني من رئاسة الاتحاد الأوروبي (يويفا)، حيث عوقب بلاتيني كذلك بالإيقاف ثمانية أعوام بعد تلقيه مبلغ المليوني دولار «المثير للشبهة» في عام 2011، بدعوى أنه نظير عمل أنجزه للفيفا قبلها بعشرة أعوام.
 وقطعت العقوبة الطريق أمام بلاتيني للمنافسة على رئاسة الفيفا، ليتقدم الأمين العام جياني إنفانتينو إلى الانتخابات ممثلا لليويفا في الصراع على رئاسة الفيفا.
 وتصب الترشيحات بشكل كبير لصالح إنفانتينو وكذلك البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي للعبة.
قائمة المرشحين
 وتضم قائمة المرشحين أيضا الأردني الأمير علي بن الحسين، الذي خسر انتخابات 2015 أمام بلاتر، والفرنسي جيروم شامبين الأمين العام المساعد سابقا بالفيفا ورجل الأعمال الجنوب أفريقي طوكيو سيكسويل.
 وتجرى الانتخابات بنظام التصويت السري من قبل الاتحادات ال209 الأعضاء بالفيفا.
ولا يتوقع أن يحصل أحد المرشحين على أغبية الثلثين (140 صوتا) المطلوبة للفوز في الجولة الأولى، بينما يشترط حصول مرشح على 105 صوتا على الأقل في الجولة الثانية للفوز بمقعد الرئاسة.
 ويحظى إنفانتينو بدعم اليويفا والاتحادات ال53 الأعضاء به وكذلك اتحاد أمريكا الجنوبية (كونميبول) ويشمل عشرة أصوات، ويحتاج أيضا إلى حصد أغلب الأصوات ال35 من اتحاد الكونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي).
 أما الشيخ سلمان، فيمكنه توقع الحصول على الأغلبية من 46 صوتا آسيويا كما أنه يحظى بتأييد من القارة الأفريقية التي تضم 54 صوتا.
 أما الأصوات ال11 المتبقية فتخص اتحادات الأوقيانوس.
 وتعهد جميع المرشحين بإصلاحات شاملة بالفيفا وهو ما سيجري تمهيد الطريق أمامه من خلال حزمة إصلاحات طالب بها الكثير من النقاد ورعاة الفيفا منذ فترة طويلة.
 وتتضمن الإصلاحات تغييرات إدارية واسعة من بينها تغييرات في دور الرئيس ووضع حد أقصى لفترات كبار المسؤولين وتشكيل مجلس يحل مكان اللجنة التنفيذية لا تكون لديه السلطات التنفيذية، بالإضافة إلى تعزيز الشفافية بشكل عام.
 ومع ذلك يرى البعض، أن تلك التغييرات ليست شاملة بالشكل الكافي، كما لا يرى البعض في أي من المرشحين البارزين، رئيسا مناسبا للفيفا.
 وشنت منظمات حقوقية هجوما على الشيخ سلمان بسبب ادعاءات تورطه في اعتقالات وتعذيب لاعب خلال الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها البحرين في عام 2011، وهو ما نفاه الشيخ سلمان.
 كذلك يرى البعض أن إنفانتينو يمثل النظام السابق، بعد أن اعتبر البعض أيضا أن بلاتيني «مرشد» لبلاتر ويحظى بحمايته، وذلك قبل أن يخرج من السباق على الرئاسة.
المساعدات المالية للاتحادات
دخلت المساعدات المالية التي يقدمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الى الاتحادات ال209 الاعضاء عبر العالم في المزايدات الانتخابية للمرشحين، في وقت تمر فيه المنظمة الكروية الاهم، ليس في أخطر أزمة عرفتها منذ تأسيسها قبل أكثر من قرن وحسب، بل أيضا في ظروف مالية صعبة.
وأظهرت البيانات المالية للفيفا في العام الماضي عجزا ينذر بدخول هذه المنظمة في نفق صعب مع مرور الوقت في حال لم تستعد توازنها وهيبتها وثقة الشركات الراعية التي انسحبت تباعا من ضخ الملايين بعد فضائح الفساد التي ضربتها قبل أقل من عام.
ويقدم الفيفا مبلغ 250 الف دولار سنويا الى كل اتحاد وطني، كما كان يساهم عبر مشروع الهدف ببناء مقرات لهذه الاتحادات وتأمين احتياجاتها من المعدات والاجهزة الرياضية.