لجأ محققو الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» برنامجا خاصا يستخدمه المراقبون الماليون من اجل كشف مبلغ الميلوني دولار الذي دفعه الرئيس المستقيل للسلطة الكروية العليا السويسري جوزف بلاتر لرئيس الاتحاد الاوروبي للعبة الفرنسي ميشال بلاتيني عام 2011، وذلك بحسب ما كشف مصدر مقرب من فيفا. وبدأت السلطات الكروية استخدام هذا البرنامج السويسري التصميم والذي بامكانه تحليل الاف الحسابات في وقت سريع، من اجل تعقب عمليات نقل الاموال المشكوك بها في عالم كرة القدم.
وقال المصدر المقرب من فيفا ان هذا البرنامج «يدقق بشكل خاص في الحسابات المتعددة الاصحاب».
ويسلط البرنامج الضوء على اسماء الاشخاص الذين يرتبط بهم الحساب المشكوك به دون ان يكونوا الصاحب الاساسي للحساب.
وتستخدم الهيئة الاتحادية للرقابة المالية في المانيا نسخة مماثلة ايضا.
واضاف المصدر الذي تحدث شرط ان يبقى اسمه طي الكتمان نظرا لحساسية قضية بلاتر-بلاتيني: «بامكانه تحليل الاف الحسابات بسرعة كبيرة، ويسلط الضوء على معاملات مشبوهة».
ويؤكد الرجلان وجود عقد شفهي بينهما يقضي بتقاضي بلاتيني مبلغ مليون فرنك سويسري سنويا، لكن لم يتم دفع الراتب باكمله.
واسقط القضاء الداخلي لفيفا تهم الفساد عن بلاتر رئيس السلطة الكروية العليا منذ 1998 وبلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبي منذ 2007 لكنه اتهمهما بـ»تضارب المصالح» و»سوء الإدارة».
وفرضت الهيئة على بلاتيني دفع غرامة قدرها 80 الف فرنك سويسري (74 الف يورو)، وبلاتر 50 الف فرنك سويسري (46295 يورو).
ويملك بلاتر وبلاتيني اللذان كانا حتى الان اقوى مسؤولين في عالم كرة القدم، فرصة الاستئناف امام الفيفا ثم بعد ذلك امام محكمة التحكيم الرياضي. بيد ان ضيق الوقت في حسم القضية نهائيا قد يحرم بلاتيني من الترشح وخوض معركة رئاسة فيفا المقررة انتخاباتها في 26  فبراير المقبل. واشار المصدر الى ان الخطوة التي لجأ اليها فيفا باستخدام البرنامج الخاص كانت «استثنائية جدا» بسبب مكانة الشخصين المعنيين.
وكان المدعي العام الاميركي السابق مايكل غارسيا حقق في منح كأس العالم لروسيا عام 2018 وكأس العالم لقطر عام 2022، لكن مبلغ المليوني دولار لم يكن ضمن الادلة الموجودة في تقريره وتم اكتشافه لاحقا بفضل هذا البرنامج، بحسب ما اكد المصدر.
وتتولى السلطات السويسرية التحقيق بالمبلغ غير الشرعي الذي دفعه بلاتر لبلاتيني ما سيؤجل النشر الكامل لتقرير غارسيا بشأن موندياليي روسيا وقطر وذلك لاسباب قانونية بحسب ما يؤكد فيفا.
وتحدث المصدر عن هذه المسألة قائلا: «لم يتخذ القرار النهائي بشأن نشر تقرير غارسيا»، مشيرا الى ضرورة مراجعة النيابة العامة في بيرن للتأكد من ان النشر لن يؤثر على الادلة في القضية القائمة حاليا، اي قضية بلاتر وبلاتيني. واضاف بان امام بلاتر وبلاتيني 10 ايام لاسئناف قرار الايقاف الذي يحرم الاول من دخول مقر فيفا في زيوريخ والتحدث باسم السلطة الكروية العليا التي تزعمها لمدة 17 عاما، او حتى المراسلة على ورق يوجد عليه شعار فيفا.
المباراة الحقيقية
«لقد بدأت المباراة الحقيقية»، هذا ما قاله الفرنسي ميشال بلاتيني، الموقوف 8 أعوام من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم والراغب باللجوء إلى محكمة التحكيم الرياضية، لوكالة فرانس برس عبر الهاتف أمس الثلاثاء.
وقال النجم الفرنسي السابق: «أنا أقاتل ضد هذا الظلم، من محكمة إلى محكمة. لكن في هذا الوقت تم تلطيخ اسمي في الصحف. مهما يحصل فقد تشوهت صورتي، لقد وضعوني في نفس الحقيبة مع بلاتر».
وكانت هيئة القضاء الداخلي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أوقفت الاثنين الرئيس المستقيل السويسري جوزيف بلاتر ورئيس الاتحاد الأوروبي بلاتيني ثمانية أعوام عن ممارسة أي نشاط مرتبط بهذه الرياضة في قضية مرتبطة بدفع مبلغ مثير للجدل قدره 1.8 مليون يورو.
وأسقط القضاء الداخلي للفيفا تهم الفساد عن بلاتر رئيس الفيفا منذ 1998 وبلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم منذ 2007 لكنه اتهمهما بـ»استغلال النفوذ» و»سوء الإدارة».
وهذه القضية تتعلق بعملية «دفع غير شرعي» من قبل بلاتر إلى بلاتيني في 2011 من دون أي عقد خطي لهذا المبلغ لقاء عمل قام به الفرنسي لمصلحة الفيفا بين 1999 و2002.
وأضاف بلاتيني: «أعضاء لجنة الاخلاق تورطوا في عرقلة ترشحي لانتخابات رئاسة فيفا، وفي المتاجرة بدلاً من الأخلاقيات. ليسوا أخلاقيين بل مثيرين للشفقة».
وعن عدم اتهامه بالفساد من قبل اللجنة، قال بلاتيني: «سعيد أيضًا! الفساد غائب في هذه الحالة. أبدأ من فرضية أن الحقيقة ستظهر وسيتم الاعتراف ببراءتي».
ويملك بلاتر وبلاتيني اللذان كانا حتى الآن أقوى مسؤولين في عالم كرة القدم، فرصة الاستئناف أمام الفيفا ثم بعد ذلك أمام محكمة التحكيم الرياضي. بيد أن ضيق الوقت في حسم القضية نهائياً قد يحرم بلاتيني من الترشح لرئاسة الفيفا في 26  فبراير المقبل.
وأعلن بلاتر وبلاتيني أنهما سيلجآن إلى محكمة التحكيم الرياضي.
وأوقفت لجنة الأخلاق المستقلة بلاتيني وبلاتر في السابع من أكتوبر الماضي عن ممارسة جميع الأنشطة الكروية لمدة 90 يوماً أي حتى الخامس من يناير 2016 في أطار القضية نفسها.
وعواقب الحكم قاسية على بلاتيني أكثر منها على بلاتر. فالرئيس الحالي للفيفا لم يكن يأمل سوى في البقاء على رأسها حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة بينما يطمح بلاتيني إلى منصب الرئيس.
في ظل إيقاف بلاتيني، سيكون التنافس مفتوحاً على مصراعيه في انتخابات 26 فبراير المقبل بين نائب رئيس فيفا السابق الأمير الأردني علي بن الحسين ورئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ البحريني سلمان بن إبراهيم وأمين عام الاتحاد الأوروبي جياني إينفانتينو ورجل الأعمال الجنوب إفريقي طوكيو سيكسويل والمساعد السابق لأمين عام الفيفا الفرنسي جيروم شامبانيي.