في خطوة استراتيجية تعكس إيمان "نماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي" العميق بأهمية تمكين الشباب الكويتي ودورهم المحوري في قيادة العمل الإنساني والخيري، أعلنت الجمعية عن تعيين عدد من الكفاءات الشابة في مناصب قيادية عليا داخل قطاعاتها المختلفة.
تأتي هذه الخطوة تماشيًا مع رؤية الكويت للتنمية المستدامة، واستراتيجية الأمم المتحدة للشباب 2030، التي تؤكد على أهمية إشراك الشباب في صناعة القرار والتنمية المجتمعية الشاملة.
وفي هذا السياق، أوضح الرئيس التنفيذي لـ"نماء الخيرية" الأستاذ سعد العتيبي أن تمكين الشباب الكويتي من تولّي مناصب قيادية في نماء الخيرية هو جزء من التزام الجمعية بتجديد الدماء الإدارية وتوسيع آفاق العمل الخيري برؤى عصرية متجددة، مؤكدًا أن الجمعية لمست في السنوات الأخيرة حماسًا وطاقة كبيرة لدى الشباب، مما دفعها إلى ترجمة ذلك بإتاحة الفرصة لهم للقيادة والمبادرة.
وأضاف العتيبي: "إن هذه الخطوة لا تنفصل عن التوجه الوطني العام في دولة الكويت، الذي يضع رأس المال البشري الإبداعي في صلب أولويات خطة التنمية الوطنية (kndp)، باعتباره الركيزة الأساسية لتحقيق بقية الركائز التنموية. ومن هذا المنطلق، تسعى نماء الخيرية إلى المساهمة في تمكين المواطنين الكويتيين، وخاصة فئة الشباب، لتحقيق كامل إمكاناتهم وتعزيز دورهم في بناء اقتصاد متنوع وضمان مواطنة فاعلة ومنتجة."
وأوضح أن تعيين وليد البسام رئيساً لقطاع الشؤون المالية والإدارية والحوكمة، عبدالعزيز الإبراهيم رئيساً لقطاع الاتصال، خالد مبارك الشامري رئيساً لقطاع التنمية والإغاثة، إبراهيم الصانع مديراً لإدارة التسويق، وخليفة القبندي مديراً لإدارة العمليات والمبادرات، لم يكن مجرد خطوة إدارية، بل هو استثمار طويل الأمد في طاقات وطنية قادرة على الابتكار في مجالات الحوكمة، والاتصال، والتنمية، والتسويق، والعمليات.
ومن جانبه، أكد نائب الرئيس التنفيذي الأستاذ عبدالعزيز الكندري أن إدماج الشباب في مواقع صنع القرار داخل نماء الخيرية يعكس تحولاً استراتيجياً نابعاً من إيمان الجمعية بأن جيل اليوم هو قائد الغد، وأن تمكينهم اليوم هو استثمار في مستقبل التنمية والعمل الخيري بالكويت.
وأشار الكندري إلى أن اختيار هذه الكفاءات الشابة لا يُمثّل فقط منح مناصب إدارية، بل هو تجسيد لمنح الثقة وتحمل المسؤولية الوطنية لشباب أثبتوا جدارتهم ومهاراتهم في الميدان. وقال: "نحن نؤمن أن وجود الشباب، بما يمتلكونه من مهارات رقمية، وقدرات تواصل فعالة، وتفكير إبداعي، من شأنه أن يحدث نقلة نوعية في طبيعة المبادرات التي نقدمها، ويُقربنا أكثر من فئة الشباب التي نطمح لخدمتها."
وتابع: "هذه التعيينات تأتي ضمن خطة تطوير شاملة تهدف إلى رفع كفاءة الأداء وتعزيز مرونة العمل المؤسسي في نماء الخيرية، بما يواكب متطلبات العصر ويستجيب لمتغيرات الواقع الإنساني، ويدعم توجهات الدولة في تحقيق التوافق الفعال بين التعليم وسوق العمل، كما ورد في أوراق السياسات الصادرة عن مركز الكويت للسياسات العامة (kppc)، لا سيما في إطار ركيزة رأس المال البشري."
واختتم العتيبي قائلاً: "نثق تمامًا بقدرة هذه القيادات الجديدة على دفع نماء الخيرية نحو مستويات أعلى من التأثير والتميّز، ونتطلع إلى رؤية إنجازاتهم خلال المرحلة القادمة، والتي ستكون مليئة بالمبادرات النوعية والشراكات المثمرة محليًا وعالميًا. نماء الخيرية تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الإنجاز، يقودها شباب طموح، بروح وطنية، ورؤية تنموية شاملة، لتستمر الجمعية في أداء رسالتها الإنسانية في خدمة المجتمعات المستحقة، محليًا ودوليًا، بكفاءة وفعالية."
واختتم الكندري تصريحه بقوله: "نماء الخيرية كانت وستظل منصة رائدة لاحتضان الطاقات الوطنية، ونحن ملتزمون بإعداد جيل من القادة في المجال الإنساني قادر على تحقيق تطلعات الكويت في الريادة الخيرية والتنموية محليًا وعالميًا. تعيين قيادات شبابية في مواقع المسؤولية داخل الجمعية ليس مجرد تغيير إداري، بل هو جزء من خارطة طريق وطنية لبناء مستقبل الكويت لرأس مالها البشري، كما يؤكد مركز الكويت للسياسات العامة، مما يعزز مكانة الكويت في الاقتصاد القائم على المعرفة، ويمكّن شبابها من أن يكونوا صانعي التنمية وروّادها."