- مبدعين من قطر و مصر و تونس و لبنان يقدمون التراث الغنائي العربي بأوركسترا قطر الفيلهارمونية بالدوحة.
في ليلةٍ موسيقية حملت عبق الماضي وألق الحاضر، شهدت الدوحة أمسية استثنائية أحيتها أوركسترا قطر الفيلهارمونية تحت عنوان «كلاسيكيات الزمن الذهبي»، بقيادة المايسترو ( المصري )ناير ناجي، وبفكرة وإشراف فني من ( القطري ) الدكتور ناصر سهيم، الذي أطلق هذا المشروع لإعادة تقديم التراث الموسيقي العربي في ثوب أوركسترالي معاصر يجمع بين الأصالة والتجديد.
شارك في الحفل نخبة من نجوم الغناء العربي الشباب ، من بينهم ( السكندرية المصرية و المصري ) مروة ناجي و أحمد عفت و ( التونسي ) حمزة الفضلاوي، الذين أبدعوا في أداء مجموعة من روائع الغناء العربي التي شكلت وجدان أجيالٍ متعاقبة. فبدأت الأمسية بنفحات موسيقية خالصة، من خلال عزف مقطوعة "لونغا رياض" للموسيقار رياض السنباطي، تلتها باقة من الأغاني الخالدة التي غنتها أم كلثوم، مثل "إنت عمري"، و"أنا في انتظارك"، و"حيرت قلبي"، التي أضفى عليها الأداء الأوركسترالي طابعًا جديدًا، احتفظ بأصالتها وأضاف لها بعدًا دراميًا مؤثرًا.
كما تألق صوت عبد الحليم حافظ في الذاكرة من خلال تقديم أغنيتي "جانا الهوى" و"على حسب وداد قلبي"، بينما استُعيدت أجواء الطرب اللبناني الأصيل بأغنيتي "سهر الليالي" لفيروز و"على رمش عيونها" لوديع الصافي، بالإضافة إلى "الليل يا ليلى" التي صدحت بألحانها المميزة وسط تفاعل كبير من الجمهور. ومن الأغاني التي تركت بصمة مميزة خلال الحفل أيضًا اعمال فريد الاطرش و عبد الوهاب فضلا مجموعة متميزة لا مجال لحصرها..حيث تنقّل البرنامج بخفة بين المدارس الغنائية المختلفة، من الطرب الكلاسيكي المصري، إلى التراث الشامي واللبناني، وحتى الأغنية التراثية الشعبية، في استعراض فني لأداء الآلات الغربية والشرقية بتناغم دقيق، عكس احترافية العازفين وتمكّنهم من تقديم الموسيقى العربية بقالب عالمي راقٍ.
وجاءت هذه الأعمال بتوزيعات موسيقية جديدة، حملت توقيع مجموعة من الموزعين البارزين، هم الدكتور ناصر سهيم، محمد عويضة، أحمد عويضة وإسلام نور الحفناوي، الذين نجحوا في مزج فخامة الأوركسترا الغربية بدفء الألحان العربية الأصيلة، في توليفة موسيقية راقية أعادت للأذهان جمال الزمن الذهبي بروحٍ معاصرة.
وأكد الدكتور ناصر سهيم أن الهدف من هذا المشروع هو إحياء التراث الموسيقي العربي وتقديمه برؤية حديثة تواكب ذائقة الجمهور المعاصر، مشيرًا إلى أن الحفل يأتي ضمن جهود أوركسترا قطر الفيلهارمونية لتعزيز التواصل الثقافي والفني، وترسيخ الهوية الموسيقية العربية في قطر والمنطقة.
واختُتمت الأمسية وسط موجة من التصفيق الحار وإشادة الجمهور، الذي عبّر عن سعادته بالمستوى الرفيع للأداء، معتبرًا الحفل تجربة موسيقية استثنائية جمعت بين عبق الماضي وروح الحاضر، وأعادت إلى الواجهة سحر الموسيقى العربية الخالدة.
وقد حضر الحفل عدد من الشخصيات البارزة في الساحة السياسية، إلى جانب نخبة من الفنانين والإعلاميين، ما أضفى على الأمسية طابعًا ثقافيًا مميزًا… قدمت الحفل الاعلامية اللبنانية رانيا شهاب.