قال سفير جمهورية مصر العربية لدى دولة الكويت أسامة شلتوت أمس الأول، إن العلاقات (المصرية - الكويتية) تمثل نموذجاً يحتذى في التعاون العربي المشترك مشيدا بما يربط البلدين من روابط رسمية وشعبية راسخة قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها السفير شلتوت في حفل السفارة المصرية لدى البلاد بمناسبة الذكرى الـ(73) لثورة 23 يوليو 1952 بحضور وزير الدولة لشؤون البلدية ووزير الدولة لشؤون الإسكان عبد اللطيف المشاري وعدد من المسؤولين وممثلي البعثات الدبلوماسية لدى البلاد.
وأشار إلى ان ما تشهده العلاقات (المصرية - الكويتية) من تطور ملحوظ في مختلف المجالات وتبادل الزيارات رفيعة المستوى ومنها زيارة الدولة التي قام بها سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، إلى مصر في أبريل 2024 والتي شكلت محطة مهمة في مسيرة التعاون الثنائي.
وذكر أن ثورة يوليو 1952 مثلت نقطة تحول في تاريخ مصر الحديث حيث أرست مبادئ الاستقلال الوطني والسيادة والنهضة الشاملة وأسهمت في دعم حركات التحرر الوطني في إفريقيا والعالم العربي وأسست لمبدأ عدم الانحياز.
وأعرب عن شكره وتقديره للحكومة الكويتية والشعب الكويتي على ما لقيه من حسن استقبال وكرم ضيافة طوال فترة عمله مؤكدا حرص مصر على تعزيز أواصر التعاون بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين
واشاد شلتوت بمستوى الحضور من مسؤولين ومواطنين ومحبين لمصر والذي يؤكد حب الكويتيين لمصر وشعبها مشيدا بالعلاقات الاخوية بين شعبي البلدين الشقيقين
وعن مهمته المقبلة قال عند عودتي الى مصر سوف تسلم منصب مساعد وزير الخارجية لإحدى الادارات والعمل على تطوير العلاقات المصرية مع الدول المعنية
وعن السفير الجديد قال ان السفير محمد جابر أبو الوفا عمل بالكويت كنائب لرئيس البعثة ولديه خبرة ودراية بالمجتمع الكويتي فضلا عن علاقاته المتميزة مع المسؤولين بالكويت حيث انه سيتكمل مسيرة تطوير التعاون بين بلدينا الشقيقين في جميع المجالات
ودعا الكويتيين لزيارة مصر وقال بيتي مفتوح للأصدقاء الكويتيين ونقول لهم دائما اهلا وسهلا بكم في بلدكم الثاني مصر لافتا الى انه لاقى كل الترحاب والمحبة اثناء فترة عمله بالكويت
واضاف كانت فترة عملي بالكويت ممثلا لبلدي مصر من أهم مراحل حياتي الدبلوماسية وستبقى الكويت حاضرة دائما في قلبي وسأزورها مستقبلا
واضاف كانت فترة عملي بالكويت ممثلا لبلدي مصر من أهم مراحل حياتي الدبلوماسية وستبقى الكويت حاضرة دائما في قلبي وسأزورها مستقبلا
نص كلمة السفير شلتوت
في 23 يوليو من عام 1952 ، انطلقت شرارة واحدة من أعظم الثورات في تاريخ مصر الحديث، بقيادة ضباط أحرار آمنوا بوطنهم وبحق شعبهم في الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، فلم تكن الثورة مجرد تغيير في نظام الحكم، بل كانت بداية لعهد جديد حمل آمال الملايين من المصريين في التحرر من الاستعمار، وبناء جيش وطني قوي، وأرست مبادئاً لا تزال حية في وجدان كل مصري حر ، وأسست لمرحلة من الاستقلال الوطني والسيادة والنهضة الشاملة، وكان لها أثرها الكبير على مكانة مصر الإقليمية والدولية، إذ تحولت إلى ركيزة أساسية في دعم حركات التحرر الوطني في إفريقيا والعالم العربي، وأسست لمبدأ عدم الانحياز ، ومثلت صوت الشعوب الساعية إلى الاستقلال والكرامة
ونحن إذ نستذكر هذه الذكرى العزيزة، نجدد العهد على مواصلة البناء والعمل من أجل مصر الحديثة القائمة على الكفاءة والعدالة والمشاركة التي تُعْلي مصلحة الوطن، وتضع الإنسان المصري في صدارة أولوياتها في ضوء القيادة الحكيمة وتوجيهات فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قاد مع أبناء شعبه ثورة الثلاثين من يونيو نحو الجمهورية الجديدة منذ ذلك الحين، ولتبدأ مصر مرحلة جديدة من الإعمار والمشروعات في طريق التنمية الشاملة وبناء مصر الحديثة بسواعد أبنائها المخلصين.
يطيب لي وأنا على بعد أشهر قليلة من انتهاء مهمتي في الكويت أن أنتهز هذه المناسبة لأتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى القيادة والحكومة والشعب الكويتي، على ما لقيته من حسن استقبال وكرم ضيافة طوال فترة عملي، وما لمسته خلال عملي مع أشقائي من الدعم والتقدير والعمل على تعزيز أواصر التعاون بين بلدينا الشقيقين في مختلف المجالات، وهو العمل الجاد الذي تكلل بتبادل زيارات القمة، حيث قام حضرة صاحب السمو سمو الأمير مشعل الأحمد الصباح بزيارة مصر في 2024 ، ثم استقبال فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في دولة الكويت في أبريل 2025 بدعوة كريمة من حضرة صاحب السمو أمير البلاد، وهي الزيارة التي شكلت مرحلة هامة في تطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين.
إن ما يربط مصر والكويت ليس فقط علاقات رسمية، بل روابط شعبية متينة مبنية على المحبة والتقدير المتبادل، وهو ما يجعل هذه العلاقة نموذجا يحتذى به في التعاون العربي المشترك، وفي ظل القيادة الحكيمة في البلدين، فإننا على ثقة بأن العلاقات المصرية الكويتية ماضية في طريقها نحو مزيد من التنسيق والتكامل، بما يعزز أمن واستقرار المنطقة بأسرها.
وفي هذا المقام، أدعوكم لزيارة مصر خاصة ونحن نستعد لافتتاح المتحف المصري الكبير في الربع الأخير من العام الجاري، وهو الصرح الحضاري الأكبر المخصص لحضارة واحدة في العالم، ليعكس قدرة مصر على الجمع بين التراث العريق والحداثة، ويرمز إلى رسالة ثقافية وحضارية للعالم.
وأضاف: أهنئ بداية أبنائي من الطلبة المتفوقين أوائل الثانوية العامة بالكويت وأشكرهم شكراً جزيلاً على تقديمهم صورة مشرفة لأبناء مصر ، كما أشكركم على الدور المشرف الذي تستمر الجالية في القيام به منذ سنوات طويلة في الكويت، دوراً يمثل نموذجا يحتذى به في الالتزام والجدية والعمل الوطني بما لا يدع مجالاً للشك بأنكم سفراء لقيم مصر النبيلة.
واختتم: لا يفوتني أن أتقدم برسالة شكر وتقدير إلى زوجتي الكريمة على دعمها المستمر ومساندتها لي في مسيرتي المهنية التي لولاها لم أكن لأصل لما أنا عليه اليوم، ولزملائي من أعضاء البعثة الدبلوماسية والقنصلية في الكويت، لما يبذلونه من جهد مخلص وحرص دائم على تمثيل مصر بأفضل صورة وخدمة وطننا الحبي بكل تفان وإخلاص.
ولا يفوتني كذلك أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير الى الوزير على تعاون مسؤولي شؤون البلدية، وأثني على سرعة استجابتهم في إنجاز الأعمال المطلوبة في محيط مقر السفارة. كما أتوجه بالشكر أيضاً إلى كافة الشركات والفنادق التي شاركت معنا في احتفالية هذا اليوم.