أعرب الوفد الدائم لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة في جنيف عن قلقه البالغ تجاه استمرار تدهور الأوضاع الصحية والإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي الجولان السوري المحتل، نتيجة استمرار الاحتلال والإجراءات القمعية والانتهاكات الممنهجة التي تطال المدنيين، بما في ذلك التهجير القسري وتدمير البنية التحتية الصحية في مخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات ذات الصلة.
جاء ذلك في بيان القاه نائب المندوب الدائم المستشار عبد الله الخبيزي أمام لجنة الأوضاع الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي الجولان السوري المحتل في إطار البند 20 من اعمال الدورة 78 لجمعية الصحة العالمية «أعلى جهاز لاتخاذ القرار في منظمة الصحة العالمية».
ولفت الخبيزي إلى التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية التي تبرز حجم التحديات التي يواجهها النظام الصحي الفلسطيني في ظل الحصار المفروض وتقييد حركة المرضى والطواقم الطبية، مندداً بالاعتداءات المتكررة على المرافق الصحية وسيارات الإسعاف التي حرمت آلاف المدنيين الفلسطينيين من حقهم الأساسي في الرعاية الصحية والوصول غير المعوق إلى الخدمات.
كما أعرب الخبيزي عن إدانة دولة الكويت الشديدة للتصعيد غير المسبوق في قطاع غزة الذي أسفر عن مآس إنسانية وصحية جسيمة من بينها إصابات جماعية وانتشار الأمراض ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات وانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية، لاسيما في ظل القيود التي تفرضها قوات الاحتلال على إدخال المساعدات الإنسانية.
وفي السياق ذاته أكد الخبيزي على ضرورة تمكين منظمة الصحة العالمية من أداء مهامها بشكل كامل وغير مقيد في الأرض الفلسطينية المحتلة والجولان السوري المحتل، فضلاً عن توفير الدعم الفني والمالي اللازمين لتلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة في هذه المناطق.
وجدد الخبيزي التأكيد على موقف دولة الكويت الثابت والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني بما في ذلك حقه في الوصول إلى خدمات صحية شاملة وآمنة، مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لضمان حماية المدنيين وايقاف الانتهاكات التي تهدد حياتهم وصحتهم وكرامتهم.
كما ذكر بموقف دولة الكويت الداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
كانت اللجنة قد صادقت على قرار مقدم من المجموعة العربية يتعلق بالأوضاع الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي الجولان السوري المحتل يدعو الى رفع الحصار عن قطاع غزة وإدخال المساعدات الصحية والإنسانية وضمان حرية حركة المرضى، كما يدعو منظمة الصحة العالمية لاتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة لتعزيز النظام الصحي الفلسطيني وحماية المرافق الصحية والعاملين بها.
ومن المقرر أن تعتمد جمعية الصحة العالمية مشروع القرار المتعلق بالأوضاع الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وفي الجولان المحتل في جلستها العامة، خلال هذه الدورة 78 المتواصلة حتى 27 من مايو الجاري.