دعا الرئيس الافغاني محمد غني اليوم الثلاثاء المجتمع الدولي الى الشراكة الاقتصادية مع بلاده والاستفادة من الامكانات المتاحة فيها رغم التحديات التي اعترف بوجودها والتي لا يجب ان تشكل عائقا مستداما أمام التنمية.
جاء ذلك بكلمة الرئيس الافغاني في أول أيام المؤتمر الدولي حول افغانستان والذي يستضيفه المقر الاوروبي للامم المتحدة في جنيف لمدة يومين بحضور ممثلين عن منظمات الامم المتحدة وبعض الدول المانحة والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
وقال غني ان أفغانستان تحتوي على موارد طبيعية بقيمة تريليون دولار لكن غياب رأس المال يحول دون الاستفادة منها مشيرا الى الفرص المحتملة للاستثمار والتي يمكن ان تنعكس ايجابا على المجتمع الافغاني.
وأشار الى الامكانات المتاحة للاستثمار الزراعي في أفغانستان والتي أثبتت التجارب انها تدر عائدا كبيرا اكثر مما يتوقع البعض لافتا الى الامكانات التصديرية التي دعمتها العلاقات التجارية مع الصين والهند على وجه الخصوص.
وأوضح ان تكرار التجربة الناجحة في التعامل مع عشرات المحاصيل الاخرى يمكن ان يستحدث قيمة مضافة أخرى للاقتصاد الافغاني ستوفر مئات الآلاف من الوظائف وفرص العمل بما في ذلك للنساء أيضا.
وأضاف ان زيادة الصادرات الزراعية لبعض المحاصيل ترك أثرا ملحوظا على تحسين أوضاع الكثير من الاسر الريفية التي تمكنت من الحصول على موارد مالية لتوجيه الاطفال نحو التعليم.
ورأى أن قطاع الزراعة يحتاج الى تمويل وتدريب لتحسينه بشكل عام بما في ذلك معالجة الاراضي ونظم الري والحفاظ على المحاصيل وإعدادها للتوزيع سواء في السوق المحلية او في الخارج.
كما حث المستثمرين من الدول المانحة والقطاع الخاص على الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة والبنية التحتية معتبرا انها استثمارات واعدة مع الاخذ في الاعتبار الموقع الاستراتيجي المهم لافغانستان بين جنوب شرقي القارة الآسيوية ووسطها.
وكان المؤتمر تناول في جلسة متخصصة مشكلتي التعليم وحقوق المرأة في أفغانستان حيث أشارت المشاركات الى ان قطاع التعليم الافغاني يعاني من نقص التمويل المخصص لبناء المدارس وتوفير التأهيل المناسب لاعداد المعلمين ولا سيما المعلمات اللاتي لا يمثلن سوى 25 بالمئة فقط من طواقم التعليم في البلاد وأغلبهن في المناطق الحضرية حصريا.
كما اوضحت المشاركات من منظمات المجتمع المدني ضرورة الاستثمار في البنى التحتية بالمناطق الريفية والنائية لتسهيل سبل التعليم بين الاطفال سواء كانوا ذكورا ام اناثا لما لذلك من اثر ايجابي على تنمية المجتمع.
وتطرق المؤتمر الى وجود فرق واسع بين قدرات النساء التعليمية ومتطلبات سوق العمل سواء في الاعمال الادارية او الانشطة الاقتصادية البسيطة ما يؤدي الى نوع من فقدان الثقة في القدرة على دخول المرأة الى سوق العمل لا سيما المرأة المعيلة, وتعول المشاركات من منظمات المجتمع المدني الافغاني على تحسين اوضاع المرأة وتوفير البيئة الآمنة لها للعمل مع كونها ربة بيت ومسؤولة عن رعاية اطفال في مختلف المراحل العمرية.
ويحظى المؤتمر باهتمام دولي واسع سواء من الدول المانحة او الاقليمية او منظمات المجتمع المدني لما يمثله من مرحلة تقييمية لما تم انجازه خلال العامين الماضيين منذ مؤتمر بروكسل والذي تعهدت فيه الدول المانحة بتمويل برامج تنموية بقيمة 15 مليار دولار امريكي.