دافع الرئيس المصري عبد  الفتاح السيسي عن التدابير الامنية المتخذة في مصر في مقابلة نشرها موقع هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» أمس» قبل زيارته الى لندن والتي قوبلت بانتقادات.
وقال السيسي في المقابلة “عشنا خلال السنوات الخمس الاخيرة حالة من الثورة. نريد بعض الاستقرار، ولكننا لا نريد ان نحقق ذلك بالقوة أو الاكراه. بل نريد تنظيم وضبط المجتمع (...) ولكن مصر تواجه مشكلات جمة».
ومنذ عزل الرئيس محمد مرسي في 2013، قتل اكثر من 1400 من انصاره واعتقل اكثر من 15 الفا من الاخوان المسلمين وانصارهم وحكم على المئات بالاعدام في محاكمات جماعية سريعة انتقدتها الامم المتحدة.
وتعرضت التظاهرات التي نظمها شباب شاركوا في ثورة 2011 للمطالبة بالديموقراطية ولا ينتمون الى الاسلاميين لقمع شديد واعتقل قادتهم.
وقال السيسي ان هذه الاعتقالات “جرت في اطار القانون. هذه ليست اعتقالات مخالفة للقانون».
واضاف ان “مصر سائرة على طريق الديموقراطية” ووصف الانتخابات التشريعية الاخيرة التي كانت نسبة “المشاركة فيها ضئيلة” بانها “شفافة».
غادر الرئيس المصري صباح الاربعاء القاهرة الى لندن في زيارة تستمر ثلاثة ايام سيبحث خلالها مسائل التعاون الامني مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي يلتقيه الخميس في مقر الحكومة في داوننغ ستريت.
ودعت منظمة “اوقفوا الحرب” الى تظاهرة بعد ظهر الاربعاء في لندن احتجاجا على زيارة السيسي.
وقالت مديرة منظمة العفو الدولية كيت آلن ان زيارة السيسي “هي اختبار لمعرفة اذا كان كاميرون مستعداً لفعل اكثر من مجرد فرش السجاد الاحمر للقادة المستبدين».
واضافت “نريد من ديفيد كاميرون ان يطرح مسائل حقوق الانسان خلال مباحثاته مع الرئيس السيسي” متحدثة عن “احكام جماعية رهيبة بالاعدام” وعن “محاكمات جائرة” وعن “الاف المعتقلين” في مصر.
من جهة أخرى، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس الحلف الاطلسي الى التحرك من اجل اعادة اعمار ليبيا التي تعيش في الفوضى منذ الاطاحة بنظام معمر القذافي من خلال انتفاضة دعمها الحلف الاطلسي.
وجاء كلام السيسي في مقابلة مع صحيفة “دايلي تلغراف” البريطانية بمناسبة زيارته الى لندن حيث سيبحث مسائل التعاون في مجال الامن مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
وقال السيسي ان “ليبيا تشكل خطرا يتهددنا جمعيا. اذا لم تكن هناك حكومة فان ذلك يخلق فراغا ينشط من خلاله المتطرفون».
واضاف ان “المهمة لم تنته كليا بعد (...) يجب ان ندعم جميع الجهود من اجل مساعدة الشعب الليبي والاقتصاد الليبي».
واوضح “يجب ان نوقف تدفق الاموال والاسلحة والمقاتلين الاجانب الى المتطرفين. يتوجب على جميع اعضاء الحلف الاطلسي بما فيهم بريطانيا الذين ساهموا في الاطاحة بالقذافي ان يقدموا دعمهم».
ومن جهة اخرى، دحض السيسي في هذه المقابلة الفرضيات المتعلقة بالطائرة الروسية التي تحطمت السبت في سيناء المصرية والتي تحدثت عن اسقاطها بصاروخ او بقنبلة واصفا هذه الفرضيات ب”التكهنات التي لا اساس لها».
وانتقد ايضا العمليات الغربية في مجال التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا مؤكدا ان “ورقة التطرف والفوضى تتوسع ولا تتراجع. يجب ان نعيد تقييم اولوياتنا».
واتفق رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على اهمية ضمان امن مطار شرم الشيخ بسبب “الشكوك” حول اعتداء محتمل قد يكون تسبب بسقوط الطائرة الروسية السبت بحسب ما اعلنت لندن.
والسبت تحطمت طائرة ايرباص 321 تابعة لشركة متروجيت الروسية في صحراء سيناء بعد 23 دقيقة على اقلاعها من شرم الشيخ ما ادى الى مقتل كل ركابها ال224 ومعظمهم من السياح.
وبعد ساعات اعلن الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية انه “اسقط” الطائرة لكن بدون تحديد كيفية ذلك. ويجري تحقيق حاليا لكن الخبراء يؤكدون ان فرضية وجود قنبلة على متن الطائرة واردة بدون استبعاد ايضا فرضية الحادث.