أعلن تنظيم جديد يدعى "سرايا الجهاد" المسلح، مسؤوليته عن سلسلة الانفجارات التي هزت، الجمعة الماضي، مطار حماة العسكري وسط سوريا.
وذكر التنظيم، في بيان له، أن عناصره المنتمين إلى خلية نائمة خلف خطوط القوات الحكومية، قاموا بتفخيخ مستودعات الذخيرة وخزانات الوقود داخل حرم المطار، ومن ثم فجروها.
وكشفت مصادر مطلعة على المشهد السوري، أن تنظيم "سرايا الجهاد" المسلح، هو فلول عناصر تنظيم "جند الأقصي"، الذي اسسه "أبو عبد العزيز القطري"، عام 2014، وتم دمجه مع "جبهة النصرة"، في أكتوبر 2016 ، بعد اشتباكات دامية مع حركة أحرار الشام. 
وينتمي تنظيم "سرايا الجهاد" المسلح، أو"جند الأقصى"، لتيارات السلفية الجهادية، وتم تأسيسه مطلع 2014 على يد القيادي الفلسطيني في تنظيم القاعدة، محمد يوسف عثمان العثامنة، المكنى بـ"أبو عبد العزيز القطري"، المولود في منطقة "الفضل" وسط العاصمة العراقية بغداد عام 1956. 
ترجع أصول عائلة "أبو عبد العزيز القطري"، إلى قرية "عين غزال"، جنوب مدينة حيفا في فلسطين.
وبرز "أبو عبد العزيز القطري"، كحليف وثيق لجبهة النصرة، في معاركها ضد الأسد وفصائل "الجيش الحر" على حد سواء، ومهادن لتنظيم "داعش"، رغم إجماع فصائل المعارضة على قتاله. 
يقدّم "جند الأقصى" نفسه على أنه فصيل جهادي مستقل، يهدف إلى تحرير سوريا من نظام الأسد، وتطبيق "الشريعة الإسلامية" في "إمارة إسلامية"، تحكمها "خلافة راشدة"، على غرار الأهداف المعلنة لتنظيم "داعش"، وجبهة "فتح الشام" وباقي التشكيلات السلفية الجهادية في سوريا، وتم تصنيف "جند الأقصى"، كمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية، 20 سبتمبر  2016.
اندلعت في أكتوبر 2016 اشتباكات دموية بين "جند الأقصى"، وحركة "أحرار الشام"، في ريفي إدلب وحماة على خلفية اعتقالات متبادلة بين الطرفين، وعلى إثر الاشتباكات، بايعت "جند الأقصى" جبهة فتح الشام(هيئة تحرير الشام حاليا)، وقبلت الجبهة بيعتها وحل الجند واندماجهم كاملاً داخل فتح الشام.
غادر أبو عبد العزيز بغداد متوجهاً إلى أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي، للقتال ضد القوات السوفيتية هناك، وتعرف على أبرز القادة الجهاديين فيها أمثال عبد الله عزام وأسامة بن لادن وأيمن الظواهري، ثم انتقل وقاتل ضد القوات الروسية في الشيشان، ليعود إلى بغداد أواخر التسعينيات.
أسس أبو عبد العزيز خلية جهادية في العراق، وشن هجمات ضد أهداف مدنية تعكس فكر "القاعدة" وأدبياتها، استهدف فيها محلات مشروبات كحولية وسينما "سميراميس" ومناطق أخرى في بغداد، قبل أن يعتقل جهاز المخابرات العراقية جميع عناصر الخلية، فأعدم معظمهم وحكم القضاء العراقي على "أبو عبد العزيز" بالسجن المؤبد.
قبيل حرب العراق ودخول القوات الأمريكية إلى بغداد عام 2003، أطلق سراح "أبو عبد العزيز القطري"، ووضع تحت الإقامة الجبرية، لينضم مباشرة إلى زعيم "القاعدة" في العراق "أبو مصعب الزرقاوي"، ويؤسسان معا "كتائب التوحيد والجهاد" لمواجهة القوات الأمريكية.
انضوى أبو عبد العزيز لاحقا إلى جانب شقيقه عبد الحكيم في تنظيم "دولة العراق الإسلامية"، واعتبر أحد أبرز أمنيي وشرعيي التنظيم في حقب قادته "أبو مصعب الزرقاوي"، و"أبو حمزة المهاجر"، و"أبو عمر البغدادي".
مطلع عام 2012، دخل أبو عبد العزيز إلى سوريا برفقة نجله "أبو التراب"، والذي قتل في مواجهة قوات الأسد في العام ذاته، وأسس "سرايا القدس" التابعة لجبهة "النصرة"(هيئة تحرير الشام حاليا) بقيادة "أبو محمد الجولاني"، ليفك ارتباطه بها عام 2014، مؤسسا فصيل "جند الأقصى"، ويختطف في يناير  من العام ذاته، ووجد مقتولا في أحد آبار بلدة دير سنبل بريف إدلب، واتهم قائد جبهة "ثوار سوريا" جمال معروف بتصفيته.
ويعد حاليا "أبو ذر الجزراوي"، القائد العسكري لـ"سرايا الجهاد" المسلح، أو لـ"جند الأقصى"، كما يعتبر الموجه الفكري والسياسي لتحركاته على الأرض، ويتهم من أطراف المعارضة بصلاته الوثيقة مع تنظيم "داعش"، وتبنيه أفكارها بشكل كامل، ما أعطى "جند الاقصى"، طابع الغلو والتطرف.
أما "أبو أحمد القطري"، وهو نجل "أبو عبد العزيز القطري"، فهو المسؤول المالي عن "جند الأقصى"، وعمل في الآونة الأخيرة على توجيه الدعم لاستقطاب متطوعين جدد وفصائل مستقلة قبيل معركة حماة، وعقب انشقاقات شهدها الفصيل في فبراير  2014.
خلال يناير  2014، أعلنت جبهة "ثوار سوريا" بقيادة جمال معروف حربا شاملة على تنظيم "داعش"، في ريفي إدلب وحماة، نجحت فيها بطرد التنظيم من المحافظتين بشكل كامل، بالتزامن مع مواجهات مماثلة بين "الجيش الحر" والتنظيم في مدينة حلب وريفها الشمالي.
في هذه الأثناء، لعب "القطري" دور الوساطة بين جبهة "النصرة"، وتنظيم "داعش"، في مسعى للصلح بين الطرفين، ونأى بفصيله عن الصراع في الشمال السوري، ليختطف في السابع من كانون الثاني في ظروف غامضة، وعثر على جثته في أحد آبار بلدة دير سنبل في جبل الزاوية بريف إدلب، وهي مسقط رأس جمال معروف.
يتهم فصيل "جند الأقصى" بتصفية عدد من قادة فصائل المعارضة في الشمال السوري، أبرزهم الشيخ مازن قسوم، وهو أحد مؤسسي فيلق الشام والقائد العسكري البارز فيه، وذلك في يوليو  عام 2016.