أكد رئيس مجلس الامة مرزوق علي الغانم اليوم الخميس ضرورة التلاحم والالتفاف نحو الهوية الوطنية الشاملة الجامعة انطلاقا من التوجيهات الاميرية السامية الداعية الى صون استقرار الوطن ومقدراته.
جاء ذلك في كلمة القاها الغانم في الجلسة الختامية لدور الانعقاد العادي الاول من الفصل التشريعي ال15 لمجلس الامة داعيا الى المساهمة "ولو بشكل بسيط في تخفيف حدة التوتر في المنطقة ملتفين حول قيادتنا السياسية وعلى رأسها سمو أمير البلاد".
واضاف الغانم "اننا نطوي اليوم دور انعقادنا الاول من الفصل التشريعي ال15 الذي جاء بعد انتخابات نيابية صاخبة قيل فيها ما قيل" واصفا اياها ب"انتخابات نيابية اجريت وسط ظروف سياسية بالغة الدقة خاصة على المستوى الاقليمي".
وأوضح "انني لست بصدد تقييم الفترة الماضية والحكم عليها فنحن كأعضاء في هذا المجلس شهادتنا مجروحة والحكم اولا واخيرا مسؤولية الشعب فهو الذي يراقب ويقيم ويحاسب لكن لا بأس من تسليط الضوء على حقائق ونقاط اراها جديرة بالاهتمام تتعلق بأداء المجلس".
وذكر ان اولى تلك الحقائق "هي ان البدايات دائما متعثرة وبطيئة وان خلق اجواء توافق سياسي واجماع على الاولويات تأخذ وقتا وهذه طبيعة الامور واذا كانت هناك من شهادة اجد لزاما علي الادلاء بها فإنها تتعلق بسمو الغالبية العظمى من النواب على اختلافاتهم السياسية وبعضها اختلافات مزمنة وكبيرة والوصول عبر التوافق والتحاور الى حلول وسط إزاء الكثير من الملفات" واستطرد "اقول هذا الكلام لأنني كنت شاهدا على هذا النفس التوافقي من الكثير من النواب في محاولة لتجنب الصدامات السياسية غير المبررة" موضحا " اننا لسنا وحدنا في هذا العالم واقول هذا الكلام لاذكر نفسي واذكركم باننا ونحن ندخل احيانا في اجواء تشاحن سياسي ننسى اننا نعيش في ظرف استثنائي ودقيق وسط اجواء توتر غير مسبوقة وفي ظل تقلبات جيوسياسية شديدة التحول والتغير".
واعتبر هذه الظروف "اجواء توتر وتصدع خطيرة طالت حتى الدائرة القريبة منا ولا اتحدث عن دائرة الأصدقاء والجيران فقط بل عن دائرة الاشقاء شركائنا في الدم بيتنا الكبير وعمقنا الاستراتيجي".
واضاف الغانم "اذا كانت الكويت وبفضل قيادة سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه ما زالت تتطلع اليها العيون والقلوب لتلعب دورا توفيقيا ودبلوماسية علاجية فاننا في الداخل علينا ان نكون محصنين اقوياء يشد بعضنا ازر بعض فلا مجال هنا لترف التخاصم غير الضروري ولا فسحة هنا لممارسة الطيش السياسي".
وأوضح انه يتوجب علينا ان نستذكر التوجيه السامي لسمو امير البلاد عندما خاطبنا سموه بأن "تبصروا فيما يحدث غير بعيد عنا ولنحمد الله على ما اسبغ علينا من نعم الامن والأمان والاستقرار والسلام والطمأنينة والهدوء والرفاه والعيش الكريم".
وشدد على انه انطلاقا من هذه التوجيهات السامية ومن اجل الحرص على صون استقرار الوطن وامنه علينا ان نكون ملتحمين حول هوية واحدة هي هويتنا الوطنية الشاملة الجامعة لنكون قادرين على الاسهام ولو بشكل بسيط في تخفيف حدة التوتر في المنطقة ملتفين في ذلك التوجه حول قيادتنا السياسية وعلى رأسها سمو أمير البلاد واثقين في حكمة وحنكة سموه مؤمنين بما نملكه من رصيد كبير من الثقة لدى اشقائنا وأخواننا في مجلس التعاون الخليجي لدول الخليح العربية".
واكد ضرورة "ألا ننسى بأن دورا دبلوماسيا كبيرا ينتظر دولة الكويت ونحن ندخل مجلس الأمن الدولي في مطلع العام المقبل ولكم ان تتخيلوا فقط حجم الملفات المزمنة التي ستعرض عليه وسيكون لزاما عليه التعاطي معها بعقلانية ونضج واحتراف".
وأعرب الغانم عن جزيل الشكر لاعضاء مجلس الامة من النواب واعضاء المجلس من الحكومة وعلى رأسهم سمو رئيس مجلس الوزراء واعضاء حكومته على ما قاموا به من عمل وجهد طوال دور الانعقاد وخص بالشكر نائب الرئيس والاخوة اعضاء مكتب المجلس في اعانته على ادارة اعمال المجلس.
كما توجه بجزيل الشكر والامتنان لامين عام مجلس الامة وكافة العاملين بالامانة العامة "الذين يعملون بكل جد ومثابرة كل في قطاعه وادارته واقسامه" مضيفا انه "لا يسعني الا ان اتقدم بالشكر والامتنان لحرس مجلس الامة قيادة وضباطا وضباط صف وافراد على المجهود الاستثنائي لحماية وتأمين مرافق المجلس لاسيما حس المسؤولية العالي لديهم وانضباطهم وطيب تعاملهم ورقي ادائهم مع زوار المجلس وضيوفه".
واشاد الغانم بكافة وسائل الاعلام المقروءة والمرئية والمسموعة على حسن متابعتها وتغطياتها لنشاطات واعمال المجلس المختلفة من جلسات ولجان وفعاليات مختلفة.
وابتهل الى الباري عز شأنه ان "يديم نعمة الامن والامان على وطننا الغالي بأمل اللقاء مرة اخرى بإذن الله في بداية دور الانعقاد القادم في اكتوبر المقبل وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه في ظل القيادة الحكيمة لسمو امير البلاد حفظه الله ورعاه وسمو ولي عهده الامين".