لعل من اقدم واشهر المشروبات الغازية التي كان يتناولها أهل الكويت قديما للتخفيف من شدة حرارة الصيف هو (شربت النامليت) او شراب الليمونايت الشهير الى جانب المشروبات الغازية القديمة الاخرى مثل (النامليت بوتيلة وسينالكو والصباح وزمزم وبوشي كولا).
ويتكون (شربت النامليت) او شراب الليمونايت باللغة الانجليزية من الماء والسكر وروح الليمون وبعض المواد الغازية وكان يجلب في البداية من الهند والعراق وايران حتى عام 1936 حينما أسس الكويتي محمد بوشهري أول مصنع في الكويت لانتاج شراب النامليت.
وحول هذا الموضوع قال الباحث في التراث الشعبي الكويتي الدكتور عادل محمد العبد المغني لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس انه منذ مطلع القرن الماضي ونتيجة احتكاك الكويت التجاري مع الهند تم جلب نوعية من المياه الغازية بدائية الصنع عرفت ب (شربت النامليت) وهو شراب حلو المذاق بطعم الليمون.
وأضاف أن زجاجة شربت النامليت أو (بطل النامليت) كما يطلق عليه باللهجة المحلية (وكلمة "بطل" مشتقة من لفظة "bottle" الانجليزية) كانت تختلف عن النوعية المعتادة في الوقت الحالي.
واوضح ان (غرشة) النامليت بوتيلة هي عبارة عن زجاجة محشورة في عنقها (تيلة) اي كتلة كروية زجاجية صغيرة لا تصل الى قاعها ولا تخرج منها وهي التي تسد فتحة القنينة وتمنع خروج المشروب وعند الشرب يتم الضرب على التيلة لتسقط في العنق ومن ثم يتم التحكم فيها بطرف اللسان للشرب.
وذكر العبد المغني ان (شربت النامليت) كان من اشهر المشروبات الغازية في الكويت منذ بداية عشرينيات القرن الماضي حتى مرحلة الخمسينيات وذلك لعدم وجود مشروبات أخرى مماثلة بالطريقة والشكل والمذاق .
ولفت الى انه "في فترة بداية الخمسينيات شهدت الكويت نشأة العديد من المعامل او (المصانع الصغيرة) لانتاج المشروبات الغازية حيث تولى ادارتها بعض اللبنانيين المقيمين في البلاد وذلك لمعرفتهم بها في لبنان وانتشارها هناك".
وبين "انه يلاحظ ان بعض الأسماء التي اطلقت على المشروبات الغازية في الكويت آنذاك اتخذت أسماء من اللهجة اللبنانية مثل (الكازوز الوطني) و (اورانجو) و(كامافروت) فكلمة (الكازوز) تطلق في بلاد الشام على زجاجات المشروبات الغازية".
وأشار الى ان زيادة أعداد معامل صنع المشروبات الغازية في تلك الفترة شكلت ضغطا لم تتحمله السوق المحلية الكويتية بسبب قلة عدد السكان وعدم تعود الناس على تناول تلك المشروبات وكان تقديمها يقتصر على الضيوف والأشخاص المهمين سواء في المقاهي أو في منازل الميسورين من أبناء الكويت.
واشار الى انه اضافة إلى ارتفاع ثمنها مقارنة بالظروف المعيشية للناس في ذلك الوقت فقد ادى كل ذلك إلى حالة من المنافسة الشديدة بين المصانع فبعضها لم يستمر طويلا فخرج من السوق وبعضها الاخر صمد رغم توالي الخسائر الكبيرة.
وبين العبد المغني أن من وسائل الدعاية التي كانت تقوم بها معامل المشروبات الغازية قديما للترويج لمنتجاتها هي توزيع المشروبات الغازية بالمجان على الأهالي أو طباعة صورة ل (صينية أو قلم أو كوب) اسفل (المغطاة) أي غطاء القنينة كنوع من الجوائز التشجيعية التي تمنح لمن يشتري علبة من المشروب الغازي.
وأكد انه رغم تعدد وسائل الدعاية التي لجأت اليها تلك المعامل قديما لترويج منتجاتها فإن شدة المنافسة وزيادة المعروض أدتا الى اغلاق معظمها مشيرا الى انه رغم مرور السنين فإن بعض تلك المشروبات ما زال طعمها ورائحتها المميزة عالقا في أذهان من عاصرها من جيل الأجداد والآباء في كويت الماضي الجميل.