دور صانع السوق لافائدة منه ما لم يواكبه جدية الحكومة في تنشيط الاقتصاد

الضرائب يكون لها دور مهم في تحسين بيئة الأعمال إذا طبقت بشكل صحيح وسليم
 
 
أكد الرئيس التنفيذي في الشركة الكويتية للاستثمار بدر السبيعي أن خصخصة الشركة بيد الملاك، لافتا الى أنه قرار يحتاج إلى رؤية وقرار حكومي كون الشركة تتعامل في الاستثمار وليس في الأمن الغذائي أو أنها تعمل في مشروع استراتيجي. وتساءل السبيعي لماذا تتمسك الحكومة بالشركة وان ما تحتاجه هو قرار بسيط من الحكومة
وأوضح السبيعي على هامش ندوة “ التطلعات الاقتصادية في 2017 ومستقبل قطاع التكنولوجيا” أمس أن دور صانع السوق “لا فائدة منه” لو لم يواكبه عوامل أخرى تتمثل في جدية الحكومة في تنشيط الاقتصاد، وإلا سيظل مجرد أداة من أدوات السوق فقط . وعن تصورات الشركة بشأن صانع السوق مع هيئة أسواق المال ، أجاب باقتضاب أن هناك اتفاقية مع هيئة الأسواق ولا يمكن تناول أي ملاحظات تمت معها وفق للاتفاق معها. وبين أن صانع السوق يحتاج شراكة الحكومة مع القطاع الخاص في كافة مشاريعها والتحرك بجدية ولن يتغير شيء في بورصة الكويت. وبين ان نجاح أداة صانع السوق يعتمد على منظومة متكاملة ودخول القطاع الخاص في المشروعات الحكومية. 
وأضاف أن البورصة عاكسة للاقتصاد ولو تحرك الاقتصاد بشكل جيد سينعكس على البورصة ولابد من الحركة بشكل مكثف وعلى مجلس الأمة القادم أن يراعي الجوانب الاقتصادية وزيادة دورها. واستدرك بالقول ان الدولة تحتاج الى رؤية جادة للاقتصاد وبشكل واقعي.
  وتابع : ان بورصة الكويت سوف تعاني في طرح صانع السوق في حال لم تتدخل الحكومة بشكل جاد في الملف الاقتصادي وتنشيط القطاع الخاص. 
وحول ضريبة الدخل  والقيمة المضافة يرى السبيعي أن من شأنها تحسين بيئة الأعمال في الكويت لو طبقت بصورة سليمة وصحيحة على الشركات ، مشددا على ألا يكون الهدف منها  “ان تأخذ من الغني وتعطي الدولة” فهذا مفهوم خاطئ ، مشيرا الى ان أن آثارها الايجابية قد لا تكون في المنظور القصير وإنما في المدى المتوسط خلال 4 – 5 سنوات المقبلة .
وأكد السبيعي أن الشركة لديها اهتمام بالاستثمار في قطاع التكنولوجيا وكان هناك فقاعات في العقار والأسهم، كما ان هذا قطاع مهم جدا في الحياة بشكل عام. وبين أن هناك جدية في دراسة الفرص الاستثمارية في هذا القطاع كونه يدخل في كل مجالات الحياة.
وتوقع السبيعي ان يكون 2017 أفضل من العام الحالي كونه سيشهد الكثير من التحديات مثل مجلس الأمة القادم ويحتاج الى رؤية في التعامل مع الملف الاقتصادي بشكل متكامل.   
وبينت الشركة الكويتية للاستثمار في بيان لها أن قطاع التكنولوجيا يمثل التوجهات الاستثمارية في الدول الكبرى في مقدمتها النمو المتسارع الذي يشهده قطاع التكنولوجيا في أميركا وأوروبا وآسيا متمثلا في الشركات المعنية بتصنيع الروبوتات التي تستخدم في مختلف القطاعات التجارية والصناعية والخدمية لتأمين سير الإجراءات والأعمال بشكل آلي ودقيق وبأقل الأخطاء. 
قطاع واعد
وتُعد الشركة الكويتية للاستثمار أول شركة محلية تقوم بتسليط الضوء محليا على قطاع استثماري واعد عالميا ، لما له من أهمية في الدول الكبرى، حيث سيكون محور اهتمام الغالبية من المستثمرين خلال السنوات المقبلة، إذ ان هناك عددا متزايدا من الشركات المدرجة المتخصصة في مجال الروبوتات والآخذة في النمو القوي، حيث يرى الخبراء  إن الاستثمار في مثل هذه الشركات يخفض معدلات تقلب قيمة المحافظ الاستثمارية، ويستعرضون خلال الندوة كيفية الاستثمار في قطاع تكنولوجيا الروبوتات وأثرها على حركة التجارة ودورها في سوق الاسهم. ولفتت الشركة  الى أهمية ما شددت عليه الندوة بضرورة اختصار وقت اتخاذ القرار والسعي للاستثمار على ضوء التوجهات المرشحة للاستمرار على المدى الطويل مع ضرورة أن يمتلك المستثمر مهارات تكنولوجية ومالية .
تكنولوجيا الروبوتات
واستعرضت الندوة مفهوم تكنولوجيا الروبوتات وكيفية الاستثمار فيها وأثرها على حركة التجارة ودورها في سوق الاسهم، حيث يرى رئيس الثيماتيكس بكاندريم ان هناك عددا متزايدا من الشركات المدرجة العالمية والآخذة في النمو القوي والتي تتمتع برؤوس أموال تزيد عن 250 مليون دولار لكل شركة، مؤكدا  إن الاستثمار في مثل هذه الشركات يخفض معدلات تقلب قيمة المحافظ الاستثمارية مقارنة بالاستثمار في شركات جديدة وأصغر حجما منها.
وأضاف ان هذه الشركات حققت عائدا للمساهمين فيها تجاوز 200% في وقت لم يطرأ كثير من التحسن على أداء مؤشر “أم أس سي آي العالمي” خلال الفترة ذاتها أداء فاق أفضل ما قدمته من أداء في السابق وذلك خلال السنوات العشر الماضية.
ويرى ان هذه الصناعة تتمدد وتنمو ليست فقط في السوق الأميركي ولكن الى أسواق كاليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا ، حيث تعد هذه الدول أكثر تقدما في استخدام الروبوتات الصناعية، وتسعى شركاتها الى تعزيز وجودها في هذه الصناعة بهدف دعم قاعدتها الصناعية الضخمة.
ورأى الخبراء ان قرار شراء الأسهم أو بيعها في هذا القطاع يجب أن يقوم على تحليل أساسي دقيق، إذ ان أي مستثمر ضمن هذه الاستراتيجية يحتاج لانتهاج نظام قوي للشراء والبيع وهو ما تتطلع إليه الكويتية للاستثمار.
 وأكدت الشركة سعيها الدائم لتقديم الأفضل والجديد للمستثمرين سواء عبر طرح الأدوات والمنتجات الاستثمارية من خلال صناديقها ومحافظها المحلية والعالمية أو من خلال التوعية الدائمة للمستثمرين، لافتة الى ان قطاع التكنولوجيا قد يكون له نصيب في توجهات الشركة المقبلة لجهة إنشاء محفظة بشأنه متى ما توافرت فرص مواتية في هذا الخصوص لتعزيز المحفظة الاستثمارية والسعي نحو تحقيق عوائد جيدة للمستثمرين بالشركة . 
تطورات الأسواق
وتحرص الشركة الكويتية للاستثمار على إطلاع المستثمرين على آخر التطورات بالأسواق الإقليمية والعالمية والمصحوبة بالتوقعات التي تمكن المستثمر من اتخاذ قراراته الاستثمارية في مختلف القطاعات، إذ  ان الشركة تنتقي أفضل متخصصين يستعرضون خلاصة خبراتهم أمام المستثمرين الكويتيين والخليجيين.
وأعقب انتهاء الخبراء من محاضراتهم دارت نقاشات وتساؤلات مختلفة حول الموضوعات المطروحة والتي تناولها خبراء “ كاندريم”، وهي من اهم الندوات نظرا لتوقيتها الذي يأتي قبيل الانتخابات الاميركية بثماني أيام وأيضا قربها من نهاية العام ، لاسيما وأن  المحاضرين تطرقوا الى عدة محاور منها أحداث العام الجاري ومدى تأثير انتخاب الرئيس الأميركي الثامن والخمسين على الاوضاع الاقتصادية العالمية، وكذلك انعكاسات التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي وكذلك التطرق الى نمو الاقتصاد الصيني خلال 2016 على عكس التوقعات التي أشارت الى حدوث تراجع.