اعتبرت شركات نفطية «اجتماع فيينا» بمثابة الفرصة الأخيرة لاستعادة توازن السوق، التي تعاني وفرة المعروض وفائض المخزونات.
وقال مسؤولو شركات إن الآمال مازالت قوية في السوق بقدرة الاجتماع الوزاري المقبل لمنظمة «أوبك» الشهر المقبل فى إقرار خفض الإنتاج والدفع في اتجاه التغلب على وفرة المعروض وفائض المخزونات ودفع السوق في اتجاه توازن العرض والطلب ومن ثم تعافي الأسعار.
وفي هذا الإطار قال سيفين شيميل مدير شركة في جى إندسترى الألمانية، إن استمرار ضعف الأسعار وتقلبات السوق ما زالا يضغطان بقوة على الاستثمارات التي تعمل بشكل سريع ومكثف حاليا من أجل رفع معدلات الكفاءة وضغط تكاليف الإنتاج وما زالت تقلص في أنشطتها الاستثمارية ما يهدد مستقبل المعروض النفطي، مشددا على أن اجتماع فيينا قد يكون الفرصة الأهم وربما الأخيرة في استعادة الاستقرار والتوازن وإنقاذ الاستثمارات من حالة الانكماش المستمرة على مدار عامين.
وقال إن حديث إيران المستمر عن ضرورة استعادة حصتها السوقية من صادرات النفط الخام رغم ما حققته من قفزات في الفترة الماضية يجدد المخاوف من فرص قبولها لحصة من خفض الإنتاج خلال الاجتماع الوزاري المقبل لـ «أوبك».
من جانبه، قال مايكل تورنتون المحلل في مبادرة الطاقة الأوروبية، إن استمرار تزايد الحفارات النفطية الأمريكية يؤكد انتعاش مقبل لصناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة وهو ما يجدد القلق من عودة تخمة المعروض، مشيرا إلى أنه من الواضح سرعة تأقلم شركات النفط الصخري مع مستوى الأسعار المنخفض ورغبتهم القوية في العودة للسوق وتعويض فترة الانكماش الحاد السابقة.
وأشار إلى أن المنتجين في اجتماع «أوبك» المقبل يحتاجون إلى إبداء قدر أكبر من المرونة في المواقف من أجل مصلحة السوق، لافتا إلى أن إصرار إيران على الوصول إلى مستوى أربعة ملايين برميل يوميا وتجاوزه قد يعطل التوافق مرة أخرى.
من ناحيته، أشار سباستيان جرلاخ رئيس مجلس الأعمال الأوروبي، إلى أن منطقة الشرق الأوسط تتمتع بمزايا إنتاجية متفردة فلديها قدرات إنتاجية موثوقة وواسعة وقليلة التكلفة في الإنتاج، وهو ما يتطلب العمل على جذب الاستثمارات الدولية للاستفادة من هذا الإنتاج المميز وذي التنافسية العالية.
وأضاف، أن جذب الاستثمارات ليس مهمة سهلة بل يحتاج إلى دور قوي للدولة في تطوير التشريعات ومنح الحوافز التي تشجع على زيادة الاستثمارات إلى جانب عوامل أخرى شديدة الأهمية في مقدمتها الاستقرار السياسي، وهو من أبرز الصعوبات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط في المرحلة الحالية بسبب الصراعات في ليبيا وسورية والعراق.