أعلنت شركة «فولكسفاجن» الألمانية لصناعة السيارات أن سلطات النقل الألمانية ستسمح لها باستدعاء 460 ألف سيارة ديزل إضافية لإصلاحها على خلفية فضيحة الانبعاثات.
ووفقا لـ «الألمانية»، فقد ذكرت الشركة في بيان أن جميع السيارات ستفى بالمتطلبات القانونية عقب التعديلات، وكانت فولكسفاجن قد استدعت أول دفعة في خطاب للعملاء في (مايو الماضي)، ولكنها أرجأت بدء عملية التعديل، وقد اعترفت في (سبتمبر) 2015 أنها عملت على تركيب برنامج في ملايين من السيارات من أجل التلاعب بنتائج اختبارات الانبعاثات.
وكان ماتياس مولر الرئيس التنفيذي لـ «فولكسفاجن» قال خلال الاجتماع السنوي للمساهمين في 22 (يونيو) إن الحلول الفنية لما يزيد على 3.7 مليون سيارة قد نالت الموافقة من هيئة النقل الاتحادية، وشملت فضيحة الانبعاثات 11 مليون سيارة لـ «فولكسفاجن» على مستوى العالم من بينها نحو 8.5 مليون سيارة في أوروبا.
وتدرس ولايتا هسه وبادن فورتمبرج الانضمام إلى بافاريا في مقاضاة شركة فولكسفاجن بسبب الأضرار الناجمة عن فضيحة التلاعب، وقالت متحدثة باسم وزارة مالية ولاية بادن فورتمبرج - حيث تقع مقار شركة دايملر وسيارات بورشه التي تنتجها فولكسفاجن - إن الولاية تدرس اتخاذ إجراء قانوني ضد «فولكسفاجن»، مضيفة أن الولاية كانت تملك 65 ألف من الأسهم التفضيلية للشركة عندما تكشفت الفضيحة.
وتدرس ولاية هسه هى الأخرى اتخاذ إجراءات قانونية ضد فولكسفاجن في حين قالت ولايات شلسفيج هولشتاين ونورد راين فستفاليا وراينلاند بالاتينات ومدينة برلين إنها لا تدرس اتخاذ إجراء قانوني، وأفادت وزارة المالية الألمانية أنها لا تدرس اتخاذ إجراء قانوني على المستوى الاتحادي.
وتواجه «فولكسفاجن» دعاوى قضائية في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وغيرهما ونفقات تقدر بمليارات الدولارات فيما يتعلق بتلاعبها في اختبارات الانبعاثات وهي أكبر فضيحة في تاريخ الشركة، وذكرت ولاية بافاريا أن صندوق معاشات تقاعد الموظفين الحكوميين بالولاية خسر نحو 700 ألف يورو(780 ألف دولار) بعد هبوط أسهم «فولكسفاجن»، مشيرة إلى أن صندوق المعاشات التابع للولاية سيقيم دعوى قضائية ضد «فولكسفاجن» الشهر المقبل.
وهبطت أسهم «فولكسفاجن» في أعقاب إعلان جهات رقابية أمريكية في (سبتمبر) الماضي تلاعب الشركة في حجم انبعاثات الديزل ما أضر بماليات وصناديق معاشات التقاعد في الولايات الألمانية.
من جهة أخرى، غرمت هيئة مكافحة الاحتكار الإيطالية «فولكسفاجن» خمسة مليارات يورو (5.54 مليار دولار) بسبب تضليل مشتري السيارات فيما يتعلق بنتائج انبعاثات الديزل، وقالت الهيئة الرقابية الإيطالية إنها ستفرض أعلى غرامة ممكنة على فولكسفاجن التي ذكرت أنها سوقت سيارات تعمل بالديزل خضعت لاختبارات الانبعاثات الملوثة باستخدام تطبيق برمجي أعطى نتائج متدنية بشكل مصطنع.
وتمر أكبر شركة أوروبية لصناعة السيارات بأكبر فضيحة لها على الإطلاق وتواجه تحقيقات جنائية في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ودول أخرى بشأن مزاعم أنها غشت في مثل تلك الاختبارات.
وسجلت «فولكسفاجن» مزيدا من التراجع في مبيعات طرازاتها الرئيسة في الوقت الذي تكافح فيه الشركة للخروج من فضيحة التلاعب في قيم عوادم سياراتها التي تعمل بالديزل، وفي صدارة الأسواق التي شهدت تراجعا في حجم المبيعات، جاءت الأسواق الأمريكية التي تراجعت فيها مبيعات الشركة بنسبة 8.1 في المائة وكذلك الأسواق الألمانية التي تراجعت فيها المبيعات بنسبة 15.6 في المائة، فيما تراجعت المبيعات بنسبة 25.4 في المائة في أسواق أمريكا الجنوبية التي تشهد ركودا اقتصاديا، حسبما أظهرت بيانات الشركة.
وقالت «فولكسفاجن» إن مبيعات طرازاتها الرئيسة مثل جولف وباسات وتيجوان وجيتا انخفضت بنسبة 1.8 في المائة خلال (يوليو) الماضي إلى 449100 سيارة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.