“اصحى يا نائم وحد الدائم”.. عبارة رمضانية شهيرة تشتهيها الآذان في مصر، فعليها يستيقظ مواطنون منذ عقود، ويطلقها “مسحراتي” مترجل يقرع بعصا صغيرة طبلة ويردد عبارات متوارثة؛ فيوقظ النيام لتناول طعام السحور في شهر رمضان المبارك.
غير أنه في مدينة دكرنس بمحافظة الدقهلية ، يتلألأ مسحراتي بالأنوار، إذ يطوف الأربعيني محمد أحمد، وفق ما تابعته وكالة “الأناضول”، الشوارع مرتدياً ملابس تتزين بمصابيح صغيرة على ظهر جمل تزين بالمثل، ليوقظ السكان بطريقته الجديدة اللافتة منذ بداية رمضان في 11 مارس الجاري.
ويقرع أحمد، الذي يشتهر باسم “الدهشان”، طبلته في شوارع المدينة حتى قبيل آذان صلاة الفجر، ويطلق عبارات منها: منها “الله الله.. اذكر الله”، “وحدوا الله”.
وكثيراً ما يطلب منه مواطنون، خلال جولته قبيل السحور، أن ينادي بأسماء أطفالهم كي يسعدوهم ويستيقظوا لتناول السحور معهم، فيردد بصوته المرتفع: “سحورك يا أحمد.. وحد الله واذكروا الله”.
ومهنة المسحراتي ورثها “الدهشان” أبا عن جد، وظهوره بالملابس والجمل المضيئين يهدف إلى إدخال البهجة على قلوب الناس، كما قال.
وعادة ما ينتظر أطفال وكبار “الدهشان”، في مروره اليومي طيلة شهر رمضان، ويلتف حوله أطفال يرددون خلفه بعضا مما يرفع به صوته من ذكر وعبارات فلكورية.
وخلال جولته يومياً، يتلقى المسحراتي نقودا من بعض السكان كلُ حسب استطاعته، تكريما له وتشجيعا على الاستمرار في مهنة تعود إلى عقود في مصر، ويقل عدد العاملين بها مع مرو السنين.
وأول من نادى بالسحور في مصر هو عنبسة ابن إسحاق، وكان يمشى من مدينة الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص في القاهرة، ليوقظ النيام، في بداية القرن الثالث من الهجرة، وفق تقارير صحفية محلية.
وتوجد مهنة المسحراتي وعباراته الرمضانية الشهيرة في دول عربية وإسلامية كثيرة، وعادة ما ينتظره الأطفال من عام إلى آخر وتغمرهم السعادة حين ينادي بأسمائهم.