كان للاعتداءات التي شهدتها العاصمة البلجيكية بروكسل اليوم الثلاثاء وقع خاص على لاعبي المنتخب الفرنسي الذين عادوا بالذاكرة إلى ذلك اليوم الدامي من شهر نوفمبر الماضي.
بعد أربعة أشهر على اعتداءات باريس التي طالت مباراة المنتخب الفرنسي ضد ضيفه الألماني (2-صفر) في ستاد فرنسا الدولي، اعتقد لاعبو «الديوك» أن تلك المأساة التي أدت إلى مصرع 130 شخصاً أصبحت خلفهم لكن سرعان ما عادت إليهم ذكريات الثواني الأخيرة من مباراتهم مع أبطال العالم في سان دوني.
ويتحضر المنتخب الفرنسي الذي يستضيف نهائيات كأس أوروبا الصيف المقبل، للسفر إلى أمستردام من أجل لقاء ودي مع نظيره الهولندي قبل العودة إلى باريس لمواجهة روسيا الثلاثاء في ستاد فرنسا الدولي بالذات.
«من الصعب دوماً أن تشاهد التلفزيون وترى أحداثاً من هذا النوع»، هذا ما قاله مدافع أرسنال الإنكليزي والمنتخب الفرنسي لوران كوسييلني بخصوص اعتداءات بلجيكا، مضيفاً: «نقدم تعازينا لأسر الضحايا، كل الشعب الفرنسي مع البلجيكيين، كما كانوا مع فرنسا في نوفمبر».
كرة القدم تحتل مرتبة ثانوية
أما لاعب وسط ليستر سيتي متصدر الدوري الإنكليزي نغولو كانتي الذي استدعاه ديدييه ديشان إلى تشكيلة المنتخب للمرة الأولى، فقال بدوره: «عشنا في فرنسا لحظات مشابهة تماماً قبل أربعة أشهر. إنه أمر خطير جداً. كرة القدم تحتل مرتبة ثانوية بعد الذي حصل».
لكن لا وقت أمام المنتخب الفرنسي لكي «يغرق» في أفكاره رغم حجم التهديدات التي تواجه القارة الأوروبية بأكملها والتي دفعت وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف إلى القول بأن «أحداث بروكسل تذكرنا بحالة التأهب الأمنية القصوى الضرورية لضمان نجاح كأس أوروبا 2016» التي تقام بين 10 يونيو و10 يوليو المقبلين.
«هناك مباراة بانتظارنا يوم الجمعة ويجب أن نلعبها»، هذا ما شدد عليه كوسييلني، مضيفاً: «الحياة تستمر. من الصعب رؤية أعمال همجية تحدث في فرنسا أو بلجيكا، لكن يجب مواصلة محاولاتنا من أجل إعطاء المتعة والبسمة للمشجعين والمشاهدين. هذا الشيء الوحيد الذي يمكننا القيام به».
وواصل: «أنا لا أخشى على سلامتنا. وضع الاتحاد مستوى عالياً من الأمن وبوجود العديد من الأشخاص الذين يعملون حول المجموعة (المنتخب)، نحن هادئون». وبحسب الطاقم العامل في المنتخب، تم تعزيز الأمن بعد هجمات نوفمبر، ومنذ بداية المعسكر أمس الاثنين، لوحظ الحضور المكثف لعناصر الشرطة حول المركز الوطني لكرة القدم في كليرفونتين، بما في ذلك دوريات من الحرس الخيال.
وأمل كانتي أن تسير كل الأمور على ما يرام في مباراة الجمعة ضد هولندا لأننا «نثق بالمسؤولين ورجال الأمن».
أما مهاجم أتلتيكو مدريد أنطوان غريزمان الذي نجت شقيقته من الموت لأنها كانت متواجدة في مسرح باتاكلان حيث حصلت أيضاً اعتداءات 13 نوفمبر، فأشار إلى أن ما حصل في بروكسل أعاد دون شك ذكريات مؤلمة، مضيفاً: «ما حصل جعلني أفكر في بعض الأشياء التي أحاول ان انساها».
وكان مدرب فرنسا ديشان شدد الاثنين وقبل حوالي أسبوع على العودة إلى ستاد فرنسا الدولي من أجل مواجهة روسيا، على ضرورة «أنه لا يجب وليس باستطاعة أي شخص أن ينسى ما حدث، لكن لا يجب أن نذهب إلى هناك (ستاد فرنسا) مع الخوف والخشية. ستتخذ جميع التدابير الأمنية. عشنا لحظات مؤلمة جداً، لحظات درامية. ستاد فرنسا هو ملعبنا، لذلك يجب أن نذهب إلى هناك للعب مباراة كرة قدم، لكي يكون الاحتفال بأفضل وجه ممكن»<