في مدينة نابل الساحلية التونسية، يجد المواطنون، الذين ينتهكون قواعد التباعد الاجتماعي أنفسهم أمام حالة فريدة فرضتها عليهم ظروف وباء كوفيد-19.
ففي مدينة نابل، يفاجأ الناس بحكم كرة اليد عبد الحق تلاتلي، البالغ من العمر 19 عاما، يشهر البطاقات الحمراء والصفراء والزرقاء في وجوههم إذا ما انتهكوا قواعد التباعد الاجتماعي.
ويحاول تلاتلي، من خلال هذا السلوك الغريب بعض الشيء، أن يحمي الناس من الإصابة بفيروس كورونا، كما يحاول نشر الوعي بخصوص مخاطر الفيروس الذي أصاب 949 شخصا وأدى إلى وفاة 38 آخرين في تونس.
ويرتدي تلاتلي ملابسه كحكم لكرة اليد عندما يخرج إلى الشوارع كل يوم، حيث يمر على المحال التجارية ومكاتب البريد وأكشاك بيع الطعام محذرا الناس من مخاطر فيروس كورونا الجديد باللغة التي يجيدها.
وعلّق تلاتلي على مبادرته قائلا:"بصفتي حكما لكرة اليد، حبيت نساهم بدعم المجهود الوطني لمنع انتشار فيروس كورونا، لذلك ذهبت إلى الشارع وحاولت تطبيق قانون كرة اليد على الأشخاص الذين لا يحترمون قوانين الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي"، بحسب ما ذكرت رويترز.
وبينما يلاحظ سلوكيات المواطنين، يُشهر تلاتلي بطاقات تحذير صفراء أو حمراء أو زرقاء للأشخاص الذين يقفون أو يجلسون على مقربة من بعضهم البعض، ويتوقف لون البطاقة على درجة قرب الناس من بعضهم بعضا.
وعلى الرغم من مواجهته ردود فعل سلبية في بعض الأحيان، إلا أن ملاحظات تلاتلي كانت إيجابية في الغالب.
وعن ذلك قال "عندما نزلت إلى الشارع كان هناك أناس قبلوا ما أحاول القيام به، فيما رفضه آخرون. لم أرغب في الدخول في مناقشة مع أشخاص لا يحترمون التباعد الاجتماعي ولا يهتمون بالوضع الذي نحن فيه كثيرا، لأنني أردت استخدام أسلوبي الخاص باستعمال بطاقات صفراء وحمراء وزرقاء".
وكانت السلطات التونسية، وفي محاولة منها لمكافحة انتشار فيروس كورونا، قد فرضت حظر تجول ليليا وإجراءات عزل عام، ثم عمدت إلى تمديده حتى الرابع من مايو المقبل.