أكد الاتحاد الأوروبي اليوم السبت أنه سيحافظ على "اتصال وثيق" مع بريطانيا وبناء "شراكة طموحة جديدة" معها رغم دخول اتفاقية الخروج من التكتل (بريكسيت) حيز التنفيذ.
وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان "اليوم تغادر المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي وتصبح دولة ثالثة.. بينما نأسف لقرار المملكة المتحدة بمغادرة الاتحاد فإننا نحترم هذا الخيار تماما ونحن مستعدون للمضي قدما".
وأوضح أن "التمثيل الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي سيكون اعتبارا من الآن من خلال وفد للتكتل (سفارة) تحت سلطتي بصفتي الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد".
وأشار بوريل إلى تعيين الدبلوماسي البرتغالي جواو فالي دي ألميدا كأول رئيس لوفد الاتحاد الأوروبي إلى المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وايرلندا الشمالية عقب إتمام (بريكسيت) قائلا "أثق بأنه سيعمل بلا كلل لضمان تعاون سلس بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة".
كما لفت إلى أن مقر التمثيل السابق للمفوضية الأوروبية في لندن أصبح مقر بعثة الاتحاد الأوروبي موضحا أن عمله يبدأ اعتبارا من اليوم السبت.
واوضح انه "بالإضافة إلى المسؤوليات التقليدية لوفد الاتحاد الأوروبي في دولة ثالثة ومنها التمثيل الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي وتنسيق اعمال الاتحاد الأوروبي وتعزيز دوره في البلد المضيف فإن وفد الاتحاد الأوروبي إلى المملكة المتحدة سيقوم بدور رئيسي في ضمان تنفيذ اتفاقية الخروج".
وقال بوريل "لن تنتهي العلاقة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.. نحن على اتصال وثيق وسنظل كذلك. رغبتنا هي بناء شراكة طموحة جديدة عبر التعاون في مجالات التجار والاقتصاد وإنفاذ القانون والعدالة الجنائية والسياسة الخارجية والأمن والدفاع".
وكانت أجراس عدد من المباني الحكومية في لندن دقت عند الساعة الحادية عشرة من مساء الجمعة معلنة خروج بريطانيا رسميا من الاتحاد الاوروبي بعد 47 عاما من انضمامها اليه وثلاثة أعوام ونصف العام على تنظيم استفتاء (بريكسيت).
وتجمع آلاف البريطانيين امام مبنى البرلمان وقرب مبنى رئاسة الوزراء بمنطقة (ويستمنستر) وسط العاصمة لندن احتفالا بالخروج فيما حمل بعضهم لافتات تصف الحدث ب "يوم الاستقلال" بينما دوت مكبرات الصوت بالنشيد الوطني البريطاني.
وتزينت رئاسة الوزراء وعدد من المباني الرسمية بالأعلام والأضواء عاكسة ألوان العلم البريطاني.
ووصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الحدث بأنه "بزوغ فجر جديد لاستعادة البلاد سيادتها الكاملة وانطلاقها في مسيرة جديدة للبناء".
وقال جونسون في خطاب مسجل ان حكومته ستبدأ تنفيذ مشاريع ما بعد الخروج من الاتحاد الاوروبي والانطلاق بتحقيق ما تم التعهد به من سياسات في مختلف المجالات.
واكد من جانب اخر ان بريطانيا لن تدير ظهرها لأصدقائها وشركائها الأوروبيين وستظل مصممة على أن تبقى كل الروابط معهم قائمة.
يذكر انه من المقرر ان تنطلق قريبا مفاوضات التجارة الحرة بين لندن وبروكسل بهدف إتمامها قبل تاريخ 31 ديسمبر المقبل.