أعرب ماريو دراجي رئيس البنك المركزي الأوروبي ، عن خيبة أمله من عجز «عديد» من حكومات دول منطقة اليورو عن القيام بالإصلاحات الهيكلية التي يمكن أن تساعد على تحفيز النمو الاقتصادي لمنطقة العملة الأوروبية الموحدة.
ووفقا لـ «الألمانية» فقد كان البنك المركزي الأوروبي قد ذكر في وقت سابق من الشهر الحالي أنه يتوقع نمو اقتصادات منطقة العملة الموحدة التي تضم 19 دولة من دول الاتحاد الأوروبي بنسبة 1.5 بالمئة خلال العام الحالي ثم بنسبة 1.7 بالمئة العام المقبل. وكان البنك قد أعلن توسيع برنامج شراء الأصول الرامي إلى ضخ مزيد من السيولة النقدية في النظام المالي للمنطقة. وقال دراجي الإيطالي الجنسية في كلمة له في مركز بروموتيا للدراسات الاقتصادية في مدينة بولونيا الإيطالية «عندما يتعلق الأمر بتجسيد خطة الإصلاحات، فإن كثيرا من دول منطقة اليورو يعاني التردد» في تطبيق هذه الإصلاحات.
وأضاف أن «هذه الإصلاحات الهيكلية كانت أساسية من أجل التعامل مع ثلاثة عوامل تعرقل نمو منطقة اليورو، وهي ضعف الطلب المحلي وزيادة معدل الدين العام وانخفاض الثقة بالاقتصاد»، معتبرا الانضباط المالي وعلاج مشكلة الديون المشكوك في تحصيلها في القطاع المصرفي أولوية لتحقيق النمو. وقال «إن التأخير على هذه الجبهة يمثل عقبة كبيرة أمام النمو»، في إشارة إلى التردد في مساعدة المصارف من أجل التخلص من الديون المشكوك في تحصيلها.
يذكر أن دراجي، صاحب الدور الكبير في حماية منطقة اليورو من الانهيار أثناء ذروة الأزمة المالية اليونانية، يؤكد دائما أنه لا يمكن إلقاء عبء إخراج اقتصاد منطقة اليورو من عثرته على عاتق البنك المركزي فقط.
في سياق متصل، ذكر مكتب الإحصاءات للاتحاد الأوروبي أمس، أن الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو سجل نموا يفوق التوقعات في تشرين الأول (أكتوبر) ويرجع الفضل في ذلك إلى تحسن إنتاج السلع الرأسمالية والمعمرة مثل البرادات والسيارات. ووفقا لما أظهرته بيانات «يوروستات» أن الإنتاج الصناعي في 19 دولة تتعامل باليورو نما 0.6 بالمئة على أساس شهري وبلغ معدل النمو السنوي 1.9 بالمئة.
وتوقع اقتصاديون في استطلاع أجرته «رويترز» نموا شهريا 0.3 بالمئة و1.3 بالمئة على أساس سنوي.
وزاد إنتاج السلع الاستهلاكية المعمرة في تشرين الأول (أكتوبر) 1.8 بالمئة و4.2 بالمئة على أساس سنوي. كما زاد إنتاج الطاقة والسلع الاستهلاكية غير المعمرة على أساس شهري وسنوي. وكان الانخفاض الوحيد لإنتاج السلع الوسيطة التي تستخدم في إنتاج سلع أخرى وتراجعت 0.1 بالمئة على أساس شهري لكنها سجلت زيادة سنوية 1.5 بالمئة.
وفي سياق آخر، بحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مع نظيرهم التركي مولود تشاووش أوغلو أمس في بروكسل، جهود دفع المفاوضات الرامية إلى انضمام تركيا للكتلة الأوروبية قدما. ومن المقرر الإعلان رسميا خلال اللقاء انطلاق فصل جديد من المفاوضات الخاصة بالاندماج الاقتصادي لتركيا في الاتحاد الأوروبي.
وإلى جانب المباحثات الأوروبية الجديدة مع تركيا، تنطلق أيضا بشكل رسمي المفاوضات الأوروبية مع صربيا بشأن الانضمام للاتحاد، التي تركز بالدرجة الأولى على العلاقة الصعبة بين صربيا وكوسوفو وكذلك قضية الرقابة المالية في صربيا.