- اسم الكويت اقترن في المحافل الدولية بقيم الخير والتراحم والتكافل
- العمل المحلي ركيزة أساسية لتعزيز التنمية المستدامة وصناعة مستقبل أكثر إشراقاً
- الهيئة احتضنت 4 مؤتمرات بشأن سوريا والتزمت بنحو 1.3 مليار دولار
- «الرعاية التلطيفية».. بكلفة 5.3 مليون دينار لتخفيف آلام ذوي الأمراض المستعصية
- في 2018 أطلقت مبادرة لإطعام مليار جائع بمشاركة 43 منظمة دولية 
- مبادرة «نعمتي» نموذج رائد لحفظ النعمة أطعم آلاف الأسر وحفظ ملايين الدنانير 
- «تمكين» تشمل 49 برنامجاً تدريبياً لآلاف العاملين بالتعاون مع المنظمات الدولية 
- «سند» لغزة: التزام كويتي بملياري دولار لتعزيز التعافي والتدخلات المنقذة للحياة

تؤكد الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية التزامها بالمسؤولية الوطنية من خلال مشاريع تعليمية وصحية وتطوعية داخل الكويت، مع امتداد عطائها الدولي لدعم الإغاثة والتنمية في مناطق الأزمات مثل غزة وسوريا والسودان، لترسخ صورة الكويت كواحة للرحمة والتكافل العابر للقارات.
وانطلاقًا من رؤيتها العالمية، تبنّت الهيئة نهجًا استراتيجيًا يرتكز على المشاريع النوعية ذات الأثر المستدام، حيث وجّهت جهودها إلى تنفيذ مشروعات تنموية نموذجية في المجالات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية، مستهدفةً المجتمعات الأشد احتياجًا، وفق رؤية واضحة ومنظومة عمل مؤسسية تقوم على الحوكمة الرشيدة، والدراسات العلمية والميدانية، والشراكات الفاعلة مع كبرى المنظمات الإنسانية.
 وقد أسهم هذا العطاء المتواصل في رفع اسم الكويت عاليًا بين الأمم، بوصفها داعمًا أصيلًا للسلام والتنمية، حتى اقترن ذكرها في المحافل الدولية بقيم الخير والعطاء، والتراحم والتكافل، والبناء والعمران. 
وهكذا غدت الكويت نموذجًا مضيئًا يُحتذى في ميدان العمل الإنساني العالمي، ورسخت صورتها واحةً للرحمة والعطاء العابر للقارات والحدود.
دور الهيئة الخيرية محليًا
منذ نشأتها، أولت الهيئة الخيرية اهتمامًا خاصًا بالعمل داخل الكويت، فبادرت إلى إطلاق مشاريع تعليمية وصحية نوعية، وتفعيل أنشطة فرقها التطوعية التي شكّلت شبكة دعم وحماية للأسر المتعففة، وسعت إلى تلبية احتياجاتها الأساسية بكرامة وإنسانية. 
وفي هذا الإطار، برزت مشروعات رائدة ذات أثر تنموي مستدام، عكست التزام الهيئة العميق بخدمة المجتمع الكويتي.
وإلى جانب نشاطها الممتد في شتى بقاع العالم، تؤكد الهيئة أن مسؤوليتها الوطنية تمثل جزءًا أصيلًا من رسالتها، انطلاقًا من إيمانها بأن العمل الخيري يشكّل ركيزةً أساسية من ركائز التنمية المستدامة، وأن النهوض بالوطن يتطلب تضافر الجهود بين القطاعين الحكومي والخاص، إلى جانب مؤسسات المجتمع المدني، بما يسهم في صناعة مستقبلٍ أكثر إشراقًا للكويت وأبنائها. 
وانسجامًا مع هذه القناعة، أطلقت الهيئة حزمةً من المشاريع والمبادرات الوطنية، التي يجري استعراضها في الفقرات التالية، ترجمةً لالتزامها بدورها التنموي ومسؤوليتها المجتمعية.
مركز الرعاية التلطيفية
في عام 2011م دشّنت الهيئة الخيرية مركز الرعاية التلطيفية في منطقة الصباح الطبية، بالشراكة مع الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان، وبالتعاون مع وزارة الصحة، ليكون الأول من نوعه في منطقة الخليج والشرق الأوسط في تقديم الرعاية التلطيفية لذوي الأمراض المستعصية.
وقد جاء هذا المشروع الرائد بدعم كريم من أهل الخير – أفرادًا وشركات وجمعيات – حيث بلغت تكلفته أكثر من (5,313,785) دينارًا كويتيًا، ليقدّم خدمات علاجية ونفسية واجتماعية متميزة، تستهدف بشكل خاص كبار السن من مرضى السرطان والأمراض المزمنة، عبر 92 سريرًا موزعة على أربعة أجنحة مجهزة بأحدث الإمكانات.
يمثّل هذا المركز نموذجًا متطورًا للرعاية الإنسانية الشاملة التي تعنى بالمرضى في أدق مراحل حياتهم، وقد وصفه الخبراء بأنه يضاهي المراكز العالمية من حيث جودة الخدمة وتكاملها، إذ يجمع بين الرعاية الطبية المتقدمة والدعم النفسي والاجتماعي والروحي، بما يمنح المرضى حياةً أكثر طمأنينة وجودة.
شُيّد المركز على مساحة (6,602) متر مربع، ويمتد على أربعة طوابق، واستغرقت عملية إنشائه ست سنوات، منذ أن كانت فكرة على الورق حتى غدا واقعًا حيًا يُخفف آلام المرضى ويعيد إليهم الأمل. 
وبهذا الإنجاز الطبي الكبير، أثبتت الهيئة الخيرية دورها الريادي في قيادة المبادرات المجتمعية النوعية، وتعزيز الشراكة الفاعلة بين القطاعين الأهلي والحكومي في خدمة الوطن والإنسان.
مبادرة «نعمتي» نموذج رائد لإطعام المحتاجين
 واصلت مبادرة «نعمتي» نشاطها تحت مظلة الهيئة الخيرية خلال شهر رمضان المبارك لعام 2021م، من إحدى مرافق الهيئة، رافعة شعار «أعطِ المحتاج ما لا تحتاج»، وقد حظيت المبادرة بتفاعل واسع وقبول كبير من المتطوعين وأهل الخير، والتجار، ومورّدي المواد الغذائية، إلى جانب الجهات الرسمية والأهلية.
وتسعى المبادرة، التي دُشنت برعاية «مبرة البر الخيرية»، إلى تلبية احتياجات الأسر المتعففة داخل دولة الكويت من المواد الغذائية الأساسية، عبر توفير سلال غذائية متنوعة ومتكاملة، من خلال خمسة مسارات رئيسة: حفظ النعمة، وإطعام الطعام، وحماية البيئة، وتقليل الهدر، وتفعيل العمل التطوعي.
ومنذ انطلاقتها، نجحت «نعمتي» في حفظ أكثر من 3000 طن من المواد الغذائية، استفادت منها 6800 أسرة، كما وزّعت مليونًا و250 ألف وجبة، بمشاركة 2400 متطوع ومتطوعة، بما ساهم في حفظ ملايين الدنانير من موارد الدولة.
وتجسّد المبادرة نموذجًا رائدًا للعمل الإنساني المستدام، يربط بين إطعام المحتاجين، وصون النعمة، وحماية البيئة، ويعزّز ثقافة التكافل الاجتماعي والعمل التطوعي بأسلوب احترافي ومنظّم.
مبادرة «تمكين» لتطوير أداء العاملين في القطاع الخيري
منذ تدشينها في أكتوبر 2018، برزت مبادرة «تمكين» لتطوير أداء العاملين في القطاع الخيري بوصفها إحدى المبادرات النوعية الرائدة التي أطلقتها الهيئة الخيرية، بالشراكة الاستراتيجية مع وزارة الشؤون الاجتماعية، بهدف بناء القدرات المؤسسية، وتعزيز التميز المهني، وحماية سمعة العمل الخيري.
وخلال الفترة الممتدة من انطلاقتها وحتى يوليو 2025، نفذت المبادرة 49 برنامجًا تدريبيًا نوعيًا، تنوعت بين ورش عمل ودورات ومحاضرات متخصصة، واستهدفت آلاف العاملين في الجمعيات والمؤسسات الخيرية داخل دولة الكويت وخارجها، وأسهمت في رفع كفاءاتهم المهنية، وتعزيز وعيهم بمفاهيم الحوكمة والامتثال وإدارة المخاطر، وترسيخ ثقافة مؤسسية حديثة في القطاع الثالث.
وتنوعت محاور برامج «تمكين» لتشمل التميز المؤسسي والحوكمة، وإدارة المشاريع والتنمية المستدامة، والتقنية الحديثة والذكاء الاصطناعي، وخدمة المتبرعين وتجربة المانحين، والتواصل والإعلام، والسلامة والالتزام المالي والقانوني، إلى جانب تنمية القدرات الشخصية والشرعية، فضلًا عن أنشطة تفاعلية وتأهيلية ربطت بين الجانبين النظري والتطبيقي. كما تميّزت البرامج بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين المحليين والدوليين، من ذوي الخبرات الأكاديمية والميدانية المتنوعة، من بينهم ممثلون عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومنظومة الأمم المتحدة، ووحدة التحريات المالية، إلى جانب خبراء في مجالات الحوكمة، والذكاء الاصطناعي، والاتصال المؤسسي، وإدارة السمعة، وفقه الزكاة والعمل الخيري.
وتهدف مبادرة «تمكين» إلى تطوير أدوات الاتصال المؤسسي، وتعزيز ثقة الجمهور والمتبرعين، وترسيخ مبادئ الشفافية والحوكمة الرشيدة، وبناء كوادر مؤهلة قادرة على مواكبة المتغيرات المتسارعة في بيئة العمل الخيري، بما يضمن استدامة الأثر وتعظيم الدور الحضاري والإنساني للمؤسسات الخيرية. 
دور الهيئة الخيرية دوليًا
واصلت الهيئة الخيرية حضورها الفاعل في الساحة الإنسانية الدولية، حاملةً عطاء أهل الكويت إلى أصحاب الحاجة في شتى بقاع العالم، ومعززةً صورة الكويت كداعم رئيس للسلام والتنمية المستدامة.
 ومن خلال شراكاتها مع المنظمات المحلية والدولية، وانطلاقًا من إيمانها العميق بقيم الاستدامة والتنمية، أسهمت الهيئة في تعزيز الدور الريادي للكويت في ميدان المساعدات الدولية. 
وبذلك قدّمت الهيئة نموذجًا مؤسسيًا مشرفًا، يعكس التزام دولة الكويت العميق تجاه قضايا الإنسان والتنمية في مختلف أنحاء العالم، ويضعها في مقدمة الدول السباقة إلى تقديم العون وقت الأزمات والكوارث، من خلال منظومة متكاملة من المبادرات والمشاريع النوعية، وفيما يلي عرض لأبرز الأمثلة والنماذج التي تجسّد هذا الالتزام.
المؤتمرات الدولية والمبادرات الإنسانية
بتوجيهات سامية من القيادة السياسية الكويتية، لعبت الهيئة الخيرية دورًا محوريًا في دعم القضايا الإنسانية العالمية من خلال استضافة وتنظيم مؤتمرات دولية ومبادرات إنسانية كبرى، تعكس التزام الكويت برسالتها الإنسانية.
 مؤتمر شرق السودان 2010م
 استضافت الهيئة مؤتمرًا دوليًا للمنظمات غير الحكومية لإعادة إعمار وتنمية شرق السودان، بلغت التزامات تلك المنظمات 120 مليون دولار، بالتوازي مع المؤتمر الدولي للمانحين والمستثمرين الذي استضافته الكويت حينها.
 دعم الوضع الإنساني في سوريا (2013-2016م)
 بالتوازي مع المؤتمرات الدولية للمانحين رعتها الكويت بالتعاون مع الأمم المتحدة، احتضنت الهيئة أربعة مؤتمرات للمنظمات الإنسانية المحلية والإقليمية والدولية غير الحكومية، وبلغت قيمة التزاماتها 1.3 مليار دولار لدعم المتضررين من الأزمة السورية.
 مؤتمر إعادة إعمار العراق 2018م
 وفي فبراير 2018م، حشدت الهيئة عشرات المنظمات غير الحكومية التي تعهدت بتقديم 337 مليون دولار لدعم الوضع الإنساني في العراق، بالتوازي مع المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق الذي استضافته الكويت.
 مبادرة إطعام مليار جائع 2018م
أطلقت الهيئة الخيرية خلال المؤتمر السنوي الثامن للشراكة الفعالة وتبادل المعلومات، مبادرة عالمية تحت شعار «إنسانية واحدة ضد الجوع»، بمشاركة 43 منظمة محلية وإقليمية ودولية. 
وحققت المبادرة على مدار عام كامل نحو 3 مليارات وجبة، و332 ألف مشروع، و2468 شراكة في مجالات التنمية المستدامة ومكافحة الجوع وسوء التغذية.
 مبادرة «سند» لدعم قطاع غزة
 في مايو 2024م، دشنت الهيئة الخيرية، بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، مبادرة «سند» لتعزيز التدخلات الإنسانية والتعافي المبكر في قطاع غزة، بهدف توحيد الجهود الدولية والخاصة لمواجهة الكارثة الإنسانية وتقديم دعم مستدام للمتضررين.
وجاءت المبادرة ضمن فعاليات المؤتمر التاسع للشراكة الفاعلة تحت شعار «شراكة إنسانية»، بمشاركة 147 منظمة محلية وإقليمية ودولية من 48 دولة.  وخصصت المبادرة إعلان برامج إنسانية بقيمة ملياري دولار، شملت مجالات الإغاثة الطارئة، الإيواء، الصحة، التعليم، والتمكين الاقتصادي، لتقديم الدعم المنقذ للحياة وتعزيز التعافي المبكر لسكان القطاع المتضرر.