استضافت دولة الكويت، ممثلة في الصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، فعاليات منتدى "روّاد الخليج" الذي أقيم أمس برعاية وزير التجارة والصناعة خليفة العجيل، وبحضور وكيلة الوزارة مروة الجعيدان، وبمشاركة نخبة من رواد الأعمال والخبراء وصناع القرار من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي.
وأكدت المدير العام للصندوق الوطني المهندسة بسمة الجاسر في كلمتها الافتتاحية أن المنتدى يمثل الحدث الخليجي الأبرز الذي يجمع رواد الأعمال بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي وتمكين المبادرين وتبادل الخبرات والخروج بأفكار مبتكرة تسهم في بناء مستقبل ريادي مزدهر.
وقالت الجاسر إن الريادة ليست مجرد مشروع اقتصادي، بل هي ثقافة تجسد الإرادة والشغف والمسؤولية الوطنية، مشيرة إلى أن الصندوق الوطني، ومنذ تأسيسه، حرص على خلق بيئة حاضنة للمبادرين من خلال منظومة متكاملة من الخدمات التمويلية وغير التمويلية تشمل الدعم التسويقي، والتدريب، والتوجيه، ونقل الخبرات، لبناء ثقافة ريادية فاعلة.
وأضافت أن تنظيم المنتدى يأتي بالتزامن مع اللقاء التشاوري لوزراء التجارة والصناعة ورواد الأعمال في دول مجلس التعاون الخليجي، بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون، وذلك بهدف تعزيز التواصل بين المبادرين وتوسيع فرص التوسع التجاري ودعم النجاح المشترك، بما يسهم في بناء جيل خليجي قادر على الابتكار والنمو ومواجهة تحديات السوق.
وأوضحت الجاسر أن المنتدى يسعى إلى تشجيع الحوار وتبادل الخبرات والأفكار بين رواد الأعمال، وتوفير منصة للتواصل وبناء شراكات استراتيجية خليجية تسهم في تمكين المبادرين وتعزيز التعاون الاقتصادي، لافتة إلى أهمية تنمية المهارات وبناء المعرفة من خلال التفاعل المباشر مع الخبراء والمتخصصين في مجال ريادة الأعمال.
وثمّنت دعم الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي لهذا الحدث الذي يأتي ضمن سلسلة من الفعاليات التي تُنظَّم بالتناوب بين دول المجلس، بهدف تعزيز التكامل في منظومة ريادة الأعمال الخليجية وتمكين الشباب من تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الناجحة في كل دولة.
وبيّنت أن تعزيز التعاون بين مؤسسات ريادة الأعمال الخليجية يمثل الطريق الأمثل نحو بناء اقتصاد خليجي مبتكر يقوده شباب طموح، مؤكدة أن المنتدى يعد منصة خليجية جامعة لترسيخ التكامل الاقتصادي بين دول المجلس، وفتح المجال أمام المبادرين لتطوير شراكات استراتيجية ومبادرات مشتركة تسهم في رفع تنافسية الاقتصادات الخليجية.
وتضمّن المنتدى ورشتي عمل حول مهارات عرض المشاريع على المستثمرين واستراتيجيات التوسع التجاري في السوق الخليجي باستخدام الذكاء الاصطناعي، إلى جانب ثلاث حلقات نقاشية تناولت محاور حول"التحديات وفرص توسع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في السوق الخليجي"، "استراتيجيات تمكين المبادرين وبناء شبكات العلاقات العامة" و"الاندماج الاقتصادي الخليجي والوصول إلى الأسواق والدعم الحكومي".
وأكد المتحدثون أن المنتدى يجسد أهداف رؤية الكويت 2035 الهادفة إلى تحويل البلاد إلى مركز مالي وتجاري إقليمي وعالمي جاذب للاستثمار، يقوم فيه القطاع الخاص بدور قيادي في النشاط الاقتصادي، ضمن بيئة مؤسسية محفزة تدعم التنمية البشرية وتكرّس القيم الوطنية والهوية الاجتماعية.
وأشار المشاركون إلى أن الكويت تمتلك المقومات الأساسية لتحقيق هذه الرؤية المستقبلية، بما في ذلك موقعها الجغرافي المتميز، وبنيتها التشريعية المتطورة، ونظامها القضائي المتكامل، إلى جانب سياسة خارجية متزنة جعلتها شريكًا موثوقًا في دعم التعاون الاقتصادي الخليجي والدولي.