شهدت جبهات القتال في السودان هدوءاً نسبياً الأسبوع الماضي، ما عدا عمليات قصف مدفعي محدودة في مدينة الفاشر غرب البلاد، وهجمات للطيران المسير التابع للجيش على مدينة نيالا وبعض مناطق تجمعات «قوات الدعم السريع»، بينما ظلت محاور القتال الرئيسية الساخنة في شمال وغرب إقليم كردفان ساكنة، مع عمليات صغيرة يجري تضخيمها أحياناً من قبل طرفي القتال.
أثارت حالة «الهدوء الحذر» تساؤلات عديدة حول ما إن كان التوقف المفاجئ للعمليات البرية الكبيرة، هي هدنة «غير معلنة» بين الطرفين المتقاتلين، ربما تحت الضغط الإقليمي والدولي، أم أن الهدوء مجرد «استراحة محارب» يستعيد خلالها المقاتلون أنفاسهم، وتعيد القوات ترتيب أوضاعها وتسليحها من أجل معارك كبرى قادمة، أم أن هناك ثمة تحول في مسار الحرب؟
شهدت مدينة الفاشر في الأسابيع الماضية هجمات كبيرة من «قوات الدعم السريع» استهدفت «الفرقة 16» التابعة للجيش، كما شهدت أيضاً بابنوسة في ولاية غرب كردفان هجمات مشابهة على مقر «الفرقة 22» التابعة للجيش، الذي أعلن أنه تصدى للهجمات على المدينتين اللتين تُعدان «جيوباً» داخل مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع». ثم هدأت العمليات حول المدينتين، أسوة بمناطق القتال الساخنة الأخرى - مثل في كردفان، ومثلث الحدود مع ليبيا ومصر - التي ظلت ساكنة وسط هدوء حذر. ومنذ أن سيطرة «قوات الدعم السريع» على بلدتي الخوي، والنهود في غرب كردفان، ومدينة الدبيبات في جنوب كردفان، منذ نهاية مايو الماضي، لم تشهد المنطقة عمليات عسكرية كبيرة.
ففي تلك المعارك ألحقت «الدعم السريع» هزيمة بالقوات المهاجمة القادمة من مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان والتي صاحبتها حملة إعلامية كبيرة بأن القوات المهاجمة ستتجه لتحرير إقليم دارفور بأكمله، لكنها هُزمت واضطرت للتراجع إلى مدينة الأبيض التي أتت منها.