تُعد جمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية من الجمعيات الكويتية الرائدة في ميدان العمل الخيري والإنساني، وقد تأسست في 11 رمضان 1401 هـ الموافق 2 يوليو 1981م، استمرارًا لنهج العالم الجليل الشيخ عبد الله النوري – رحمه الله – في دعم الدعاة والمحتاجين. وجاء تأسيسها بمبادرة من أسرته ومحبيه لتكون امتدادًا لرسالته المباركة، ويترأس مجلس إدارتها حاليًا المهندس جمال عبد الخالق النوري.
حضور محلي مؤثر… مشاريع نوعية وأثر ملموس
وفي تصريح صحفي، أكّد مدير قطاع تنمية الموارد والإعلام عبداللطيف الدواس، أن الجمعية تولي أهمية كبرى للعمل الخيري داخل الكويت، حيث نفذت خلال الأعوام الماضية سلسلة من المبادرات الحيوية.
ففي قطاع التعليم، قدّمت الجمعية الدعم لآلاف الطلبة غير القادرين على تغطية الرسوم الدراسية. كما ساهمت في علاج مرضى السرطان وتكفلت بإجراء عمليات تركيب مفاصل الركبة لعدد من المرضى من ذوي الدخل المحدود.
وخلال جائحة كورونا، كانت الجمعية من أوائل المبادرين بإطلاق حملات الدعم الغذائي والطبي للأسر والعمالة المتضررة وكذلك دعم الجهود الحكومية، إلى جانب تنفيذ مشاريع إفطار الصائم داخل الكويت كل عام، وتوزيع الأضاحي للأسر المتعففة.
وشملت مشاريعها الموسمية كذلك كسوة الشتاء التي استفاد منها العمالة والأسر المحتاجة، إلى جانب اهتمام خاص بتنمية الناشئة من خلال مركز "ورتّل" القرآني، ودعم البعثات الطلابية الخارجية من خلال برنامج البعوث الطلابية.
وأكد الدواس أن هذه الجهود تمت بالشراكة مع مؤسسات وطنية مرموقة مثل بيت الزكاة، الأمانة العامة للأوقاف، البنك التجاري الكويتي، وبيت التمويل الكويتي، وعدد من مؤسسات النفع العام، وهو ما يعكس قوة التعاون بين مؤسسات المجتمع في دعم الفئات الأضعف.
توسع خارجي مدروس… وآلاف المشاريع في أكثر من 80 دولة
وعلى الصعيد الدولي، أوضح الدواس أن الجمعية نفّذت خلال الفترة من 2013 إلى 2025 أكثر من 74 ألف مشروعًا في أكثر من 80 دولة حول العالم، بتكلفة إجمالية تقدر بــ 520 مليون دولار.
وأشار إلى أن هذه المشاريع شملت:
17,000 مشروع إغاثي وإنساني.
حفر نحو 20,000 بئر مياه نظيفة.
بناء وترميم أكثر من 6,100 مسجد.
تشييد أكثر من 500 مدرسة ومنشأة تعليمية.
مشاريع طبية ومجمعات صحية في المناطق ذات البنية التحتية الضعيفة.
مئات الوحدات والمجمعات السكنية للفقراء والمحتاجين، وكذلك عدد كبير من القرى السكنية النموذجية.
مظلة كفالات واسعة… ورعاية شاملة للمستحقين
وفي محور آخر، لفت الدواس إلى أن الجمعية وسّعت من نطاق برامج الكفالات، حيث بلغ عدد المكفولين حتى عام 2025 نحو 15,007 مستفيد، توزّعوا على:
12,211 يتيمًا في فلسطين، سوريا، اليمن وغيرها من الدول الفقيرة الأخري.
1,771 طالب علم و359 حافظًا للقرآن الكريم.
199 إمام مسجد، و100 داعية، و113 من ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى 254 أسرة متعففة.
شراكات دولية مرموقة… واعتراف أممي بالمصداقية
أكد الدواس أن "النوري الخيرية" نسجت علاقات تعاون مع جهات دولية مرموقة، منها:
المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين
البنك الإسلامي للتنمية
منظمة اليونيسيف
مؤسسة سبارك (spark)
وقد توّج هذا التعاون بمنح الجمعية لقب "رائدة العطاء في دعم القضايا الإنسانية" من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهو تقدير دولي يعكس الثقة العالية في أداء الجمعية وجودة مشاريعها.
الشفافية… الحوكمة… والتطوع النشط
وأكد أن جميع مشاريع الجمعية تخضع لـنظام رقابي محكم يضمن الشفافية والحوكمة والتدقيق المالي، والتدقيق الخارجي، مشيرًا إلى أن الأثر المستدام ومراعاة كرامة المستفيد هي من أولويات الجمعية في تنفيذ أي مشروع.
كما ثمّن الدور الكبير الذي تؤديه الفرق التطوعية في العمل الميداني، موضحًا أنها تشارك في تنفيذ المبادرات الإغاثية داخل الكويت وخارجها، خاصة في أوقات الكوارث والطوارئ، مما يعزز من سرعة الاستجابة وجودة التدخل.
جهود إغاثية حاضرة في قلب الأزمات
في إطار دورها الإنساني الفاعل، أوضح الدواس أن جمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية قدمت استجابة سريعة وفعالة للعديد من الكوارث والأزمات التي أصابت شعوبًا شقيقة وصديقة، وذلك من خلال تنفيذ حملات إغاثية عاجلة لتوفير الغذاء والدواء والمأوى، بالتعاون مع شركائها الميدانيين، وشملت تدخلات الجمعية أزمات إنسانية كبرى مثل: أزمة اللاجئين السوريين، والعدوان على غزة، وأزمة اليمن والسودان، وزلازل تركيا وسوريا، والمغرب، وأفغانستان، إضافة إلى فيضانات باكستان وليبيا، وانفجار مرفأ بيروت، وحريق مخيمات الروهينجا.
الوقف… استدامة الخير
وختم الدواس تصريحه بالتأكيد على أن الوقف هو ركيزة أساسية في تمويل واستمرار مشاريع الجمعية، حيث تعمل النوري الخيرية على تنمية أوقافها واستثمارها بعناية عبر صرفها في أوجه الخير المختلفة "وقفية بر الوالدين - وقفية الأضاحي - وقفية المعاقين - وقفية الرعاية الطبية - وقفية الرعاية الأسرية - وقفية من كسب يدي - وقفية التعليم والتأهيل - وقفية القرآن الكريم - وقفية رعاية الأيتام" ، بما يضمن استدامة الخير ووصوله إلى مستحقيه في كل زمان ومكان.
هذا وقد وأوضح الدواس أن هذا العطاء الكويتي الممتد قد تحقق بفضل الله أولاً، ثم برعاية حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح – حفظه الله ورعاه – للعمل الإنساني، وبدعم مباشر ومتابعة من وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الخارجية، اللتين تمثلان مظلة تنظيمية ورقابية رائدة تضمن سلامة الإجراءات وتيسير الوصول إلى المحتاجين حول العالم.
واختتم الدواس تصريحه بتقديم جزيل الشكر والامتنان إلى المتبرعين الكرام من أهل الكويت والمقيمين فيها، الذين لم يبخلوا بعطائهم، وكانوا شركاء حقيقيين في صناعة هذا الأثر المبارك، مؤكدًا أن تبرعاتهم هي النبض الحقيقي الذي يحرك عجلة المشاريع ويمد جسور الرحمة للمحتاجين، ويجسد روح التكافل التي طالما اشتهرت بها الكويت حكومة وشعبا علي مر السنين