تستقبل المملكة العربية السعودية، حجاج بيت الله بجملة من الاستعدادات الرقمية والتقنية التي تواكب تحديات العصر لتظهر للعالم نموذجاً متقدماً واستثنائيا في العمل من خلال تنفيذ مبادرات متطورة تقنياً وبيئياً تتناسب مع احتياجات الحدث.
وقد أطلقت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني تمرينها لموسم للعام الحالي بهدف تعزيز الجاهزية السيبرانية للجهات الوطنية المشاركة في الحج وتنمية مهارات المتخصصين لديها في ذات المجال وتمكينها بما يسهم في تقديم تجربة متكاملة لضيوف الرحمن بأعلى معايير الراحة والتميز والأمان.
وجاء التمرين ضمن برنامج تعزيز الأمن السيبراني لموسم الحج الذي تنفذه الهيئة لتعزيز الجاهزية السيبرانية للأنظمة التقنية والخدمات المقدمة في موسم حج هذا العام ودعم الجهود الوطنية الرامية إلى تسخير جميع الإمكانات لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن.
وشارك في التمرين أكثر من 300 جهة وطنية يمثلها أكثر من 800 مسؤول ومتخصص في مجال الأمن السيبراني، حيث يتضمن إجراء محاكاة لأنواع مختلفة من الهجمات السيبرانية باستخدام بيئة تقنية واقعية لتمكين المشاركين فيه من تطبيق آلية الاستجابة للحوادث الطارئة بدءا من الاستعداد والاكتشاف والتحليل ثم الاحتواء والتعافي وإجراءات ما بعد الحادثة.
وشمل التمرين مشاركة المعلومات والدروس المستفادة وذلك عبر منصة متخصصة تم بناؤها واستضافتها وتشغيلها محلياً بالتعاون مع الذراع التقنية للهيئة الشركة السعودية لتقنية المعلومات (سايت).
كما أطلق التطبيق الوطني الشامل (توكلنا) خدمة استعراض تصاريح الحج لهذا العام وذلك بالربط مع المنصة الرقمية الموحدة لتصاريح الحج (منصة تصريح) التي دشنتها مؤخراً وزارة الداخلية بالشراكة مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا).
وتعمل الخدمة على تسهيل استعراض جميع أنواع تصاريح الحج من الجهات الحكومية كافة التي تشمل بطاقة تصريح الحاج والتراخيص والتصاريح التي تخول حامليها من حجاج الداخل والخارج الدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة بالتكامل التقني مع وزارة الحج والعمرة عبر منصة (نسك) مثل تصريح العاملين في موسم الحج وتصريح المتطوعين في أعمال الحج كافة والمركبات التي تنقلهم.
وعلى الصعيد الصحي، رفعت هيئة الصحة العامة (وقاية) جاهزيتها بحزمة من البرامج والإجراءات الوقائية استعدادا لموسم الحج، حيث تشمل جهوداً توعوية وتدريبية وإجراءات ميدانية متكاملة ومنها تنفيذ فرضيات تحاكي ظروف الحالات الطارئة والمهددات الصحية بما يضمن اختبار كفاءة التدخلات وتعزيز سرعة الاستجابة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة.
كما تبرز أهمية وحدات الأمراض المعدية المتنقلة في استعدادات هيئة الصحة العامة التي تم تسييرها إلى المشاعر المقدسة بهدف تعزيز الجاهزية الصحية ورصد الأمراض المعدية بشكل استباقي إذ توفر المختبرات خدمات الفحص والتحليل الميداني مما يسهم في سرعة الاكتشاف ودقة التدخلات الصحية اللازمة في مواقع تجمع الحجاج.
اما مختبرات الهيئة العامة للغذاء والدواء، فقد أكملت استعداداتها للمشاركة في جهود تعزيز سلامة الغذاء والدواء لضيوف الرحمن خلال موسم الحج من خلال العمل على أحدث الأجهزة والتقنيات المخبرية المتقدمة إلى جانب تنفيذها لبرامج الدراسات الميدانية لتطوير الإجراءات ودعم اتخاذ القرار بناء على معلومات دقيقة وتفصيلية.
واتبعت الهيئة العامة للطرق أحدث التقنيات في الصيانة من بينها استخدام معدة حديثة تعمل على إعادة تدوير كامل طبقات الأسفلت وما تحتها وتعد هذه إحدى تقنيات إعادة التدوير البارد في الموقع.
وتعتبر هذه التقنية صديقة للبيئة حيث تعيد استخدام ما يصل إلى 100 بالمئة من المواد الموجودة مما يقلل الحاجة إلى المواد الخام ويحد من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن النقل والاستخراج فضلا عن تقليص زمن تنفيذ أعمال الصيانة.
وسخر مركز إرشاد الحافلات الناقلة لحجاج الخارج بمكة المكرمة أحدث التقنيات الذكية ضمن خطته التشغيلية لموسم الحج من خلال توجيه الحافلات وإيصالها بكفاءة عالية إلى مساكن الحجاج في العاصمة المقدسة عبر منصة (أرشدني) الذكية التي تدار من خلال غرفة تحكم ومراقبة متكاملة.
وأطلق المركز الوطني للأرصاد، ورشة عمل الأثر المناخي بمشاركة ممثلي 48 جهة حكومية وميدانية معنية بأعمال موسم الحج لدعم منظومة الرصد في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة.
كما أطلقت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي خطتها التشغيلية لموسم الحج التي تضمنت 120 مبادرة إثرائية و10 مسارات إثرائية ذكية لتعزيز التجربة الرقمية لحجاج بيت الله الحرام و50 برنامجاً علمياً.
وشملت الخطة تدشين النسخة الثانية من الروبوت الاصطناعي (منارة) بعدة لغات بالإضافة إلى النسخة المطورة من الشاشات التفاعلية الذكية والمقرأة العالمية الإلكترونية وتطبيق سورة الفاتحة الرقمي وبوابة قاصد وتطبيق إعلام الحرمين.
كما أطلقت وكالة الشؤون الدينية بالمسجد النبوي أكبر مشروع قرآني إثرائي عالمي في موسم الحج ويتضمن إنشاء منصة رقمية عالمية متكاملة لتعليم القرآن الكريم وتوظف أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ودشنت الرئاسة العامة للشؤون الدينية بالمسجد النبوي، النسخة الأولى من تطبيق (المساعد الذكي الإثرائي) الذي يهدف إلى خدمة الزائرين وضيوف الرحمن خلال موسم الحج من خلال حزمة من الخدمات الرقمية الإثرائية المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي وبما يسهم في تعزيز تجربة الزائر داخل المسجد النبوي الشريف بعدة لغات عالمية.