أعربت السيناتور الديموقراطية عن ولاية مينيسوتا في مجلس الشيوخ الأمريكي، إيمي كلوبوشار، أمس الأحد، عن انفتاحها للتفاوض مع الرئيس دونالد ترامب بشأن وعده ببناء جدار على الحدود الجنوبية مع المكسيك.
وأوضحت أن تمويل الحدود يتضمن أكثر من مجرد أموال لبناء جدار فعلي، وقالت "نحن على استعداد لتمويل الجدار إذا توصلنا لاتفاق ونتأكد من أننا نفعل شيئاً بشأن إصلاح الهجرة".
وفي حديث مع قناة "أي بي سي" نيوز، سألت السيناتور الديموقراطية إذا ما كانت رغبتها للتفاوض بشأن تمويل الجدار يرجع إلى الحصول على الأولويات الديموقراطية، مثل حماية برنامج "الحالمين" المعروف باسم "داكا" الذي يسعى ترامب لإلغاءه.
وقالت "عندما نتحدث عن تمويل الجدار، فإننا نتطرق إلى تمويل الحدود وعدد الموظفين، يعني باختصار نحن نتحدث عن مجموعة كاملة من الأشياء التي تهدف إلى إرساء الأمن وحماية الحدود".
وهدد ترامب الخميس الماضي، مرة أخرى الديمقراطيون بإغلاق الحكومة في ديسمبر(كانون الأول) المقبل، إذا لم يتم دعم التعديلات الكبيرة على قوانين الهجرة التي تريدها إدارته، وقال في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر "يمكن أن يحدث، نعم".
وأضاف أنه "فيما يتعلق بالأمن الحدودي، فالجدار جزء منه وهو مهم للغاية، وربما الجزء الأكثر أهمية، ولكن هل يمكن أن يكون هناك إغلاق؟ يمكن بالتأكيد وسيكون الأمر متعلقاً بأمن الحدود والذي يعتبر الجدار جزءاً منه".
وبدورها، أعربت السيناتور أنها لا تعتقد أنه يجب أن تغلق الحكومة، مشيرة إلى أن الأمر يقع بين يدي الرئيس وحزبه، وكما ألقى الرئيس باللوم على الديمقراطيين في زيادة أعداد المهاجرين الذين يحاولون عبور الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
ورداً على اتهامات ترامب للديموقراطيين، أضافت "لقد أخبرتني أمي دائماً إذا فعلت شيئاً خاطئاً فعلي تحمل المسؤولية عنه ولا ألقي اللوم على طفل آخر، هذا هو بالضبط ما يفعله الرئيس هنا، فهو يسيطر على البيت الأبيض، ويسيطر حزبه على مجلس النواب ومجلس الشيوخ، وبالتالي عليهما القيام بشيء ما".
وتابعت "قبل كل شيء، كان يجب عليه أن يعمل مع هذه الدول في أمريكا الوسطى منذ فترة طويلة حتى يحاول الوصول إلى نقطة لم نشهد فيها هذا الكم الهائل من الأشخاص الذين يتوافدون، ثانياً نحتاج إلى إصلاح شامل للهجرة في البلاد".
وذكرت أن "الحزب الديموقراطي لديه الإرادة لتمويل الجدار الحدودي، من أجل أمن أفضل ودمجه مع بعض الإصلاحات المعقولة، بما في ذلك أشياء مثل مسار المواطنة، والتأكد من أن لدينا عمال في حقولنا وفي مصانعنا، هذا مانحتاج إليه".
وأوضحت أن ترامب لم يبد تعاوناً مع الحزب، في إشارة إلى اختياره تسليح وتسييس الحدود بدلاً من التفاوض، وقالت "لقد حاولنا التفاوض معه، لكنه لم يعطي نعم كإجابة"، وأضافت "لديه فرصة هنا، خاصة مع وصول كونغرس جديد لإنجاز ذلك، بالطبع نحن على استعداد للحديث عن هذا ولكن إذا كان يريد الاستمرار في ممارسة السياسة لن نكون قادرين على إنجازه".
وحول تقرير تقييم المناخ الوطني الرابع الصادر عن الكونغرس و13 وكالة اتحادية، نشرته الإدارة الجمعة الماضي، الذي حذر من أنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة التأثير السلبي لتغير المناخ، فقد يعيق النمو الاقتصادي بشكل كبير خلال العقود المقبلة.
وتساءلت "لقد قلت أن على الكونغرس أن يتحرك، ولكن ما الذي يمكن عمله على وجه التحديد لعكس هذا؟"، وأضافت أن "قواعد الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وقواعد القوة النظيفة التي نتبعها، نحن بالفعل في طريق التنفيذ يجب أن ننجزها، وثانياً معايير قياس المسافة المقطوعة للوقود، كنا واضحين على الطريق الصحيح، ثم تراجعت هذه الإدارة إلى الوراء".
وتتعارض نتائج التقرير بشكل مباشر مع سياسات ترامب، واستبدل خطة الطاقة النظيفة للرئيس السابق باراك أوباما بخطة جديدة من شأنها أن تؤدي إلى المزيد من تلوث الكربون.
وأوضحت أن الولايات المتحدة بحاجة إلى العودة لاتفاقية باريس للمناخ، التي انسحب منها الرئيس في يونيو(حزيران) العام الماضي، قائلة "لا تستطيع الإدارة من جهة، إصدار هذا التقرير المدمر الذي يظهر الحقائق، ومن ناحية أخرى لا تفعل أي شيء، لقد آن الأوان للتحرك".