قال مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، مسعود أحمد، إن الدول العربية المصدرة للنفط ما زالت تشهد نشاطا رغم تراجع الأسعار، حيث تنمو قطاعاتها غير النفطية بنسبة 3 بالمئة.
ويترقب المتعاملون في سوق النفط اليوم نتائج أعمال لجنة خبراء «أوبك» وثماني دول غير أعضاء في المنظمة، التي تعقد في مقر المنظمة في فيينا، وذلك لبحث ظروف السوق الراهنة وكيفية تلبية تطلعات المنتجين في الاستقرار وتحسن الأسعار، على أن يرفع الاجتماع توصياته للاجتماع الوزاري رقم 168 الذي سيعقد يوم 4 (ديسمبر) المقبل في مقر «أوبك».
يأتي ذلك في وقت مالت أسعار النفط الخام إلى الارتفاع في الأسواق الدولية، بدعم من تغطية مراكز قصيرة، بالرغم من استمرار حالة وفرة المعروض، واستمرار القلق على معدلات نمو الاقتصاد الدولي، إلا أن حالة عدم الاستقرار ما زالت تهيمن بشكل واسع على سوق النفط.
من جهته، أبلغ رئيس مجلس الأعمال الأوروبى سباستيان جرلاخ ، أن حالة عدم الاستقرار في سوق النفط قد تستمر بعض الوقت، حتى تعافى الطلب على نحو جيد ويجذب الأسعار نحو الارتفاع والتوازن بين المعروض والطلب، موضحا أن كل المؤشرات تؤكد أن صناعة النفط واستثماراتها ستتعافى تدريجيا وستتغلب على كثير من الصعوبات الراهنة.
 وأضاف جرلاخ، أن هناك اهتماما جيدا وكبيرا من دول الخليج بتطوير وتنمية قطاع الصناعات غير النفطية الذي يحقق معدلات نمو جيدة حاليا، مضيفا أنه فى المستقبل قد تتجاوز 5  بالمئة، واصفا إياه بالأمر الجيد والضروري لتنويع الموارد الاقتصادية والإسراع في برامج التنمية الصناعية الشاملة التي تمكن من تحقيق معدلات نمو اقتصادي جيدة ومستقرة.
بدوره، أوضح ماركوس كروج كبير محللى «ايه كنترول» لأبحاث النفط والغاز، أن كثيرا من مراكز الانتاج في بحر الشمال تواجه أزمة كبيرة بسبب تراجع الأسعار، ما جعل شركة مثل «رويال داتش شل» تجمد أعمالها في هذه المنطقة حتى عام 2017.
وأشار إلى أن كثيرا من منتجي النفط الصخري والرملي ومستثمري بحر الشمال يعيدون حساباتهم بعد تعرضهم لخسائر اقتصادية فادحة تعيق الكثيرين عن الاستمرار في السوق وتدفع الآخرين إلى سياسات شديدة التقشف لخفض التكاليف وتجيء على حساب العمالة الماهرة والميزانيات المضغوطة وتجميد الاستثمارات المكلفة خصوصا البحرية.
بدوره، قال المحلل البولندي بيوتر فدفنسكي، إن تراجع الإنتاج الأميركى أصبح أمرا واقعا وحقيقة ستترسخ تدريجيا في السوق وكما كان الإنتاج الأميركي سببا في طفرة المعروض في العام الماضى فإن تقلصه سيساعد كثيرا على استعادة توازن السوق وارتفاع الأسعار إلى النحو الملائم لمصلحة المنتجين والمستهلكين على السواء.
ولفت إلى أن إنتاج «أوبك» مقبل على نمو جديد ومتسارع والدليل على ذلك مستويات قياسية تحققت في العراق كما دخلت السعودية بقوة إلى أسواق جديدة مثل شرق أوروبا خصوصا بولندا التي كانت روسيا مهيمنة عليها لسنوات طويلة.
وأكد أن الأسواق الأوروبية ستعتمد أكثر على نفط «أوبك» في المرحلة المقبلة خصوصا مع ضعف الآمال بشأن رفع الولايات المتحدة لقرارها القديم بحظر تصدير النفط للخارج حيث كانت الأسواق الأوروبية تتطلع لاستقبال النفط والغاز الطبيعى المسال من أميركا، مضيفا، «كما أن تقلص النفط الضيق الصخري والرملي جعل النفط التقليدي في الشرق الأوسط يستعيد الكثير من زخمه السابق».
وأشار إلى أن أوروبا تسابق الزمن حاليا لزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، مشيرا إلى أن هناك طفرات تحققها الدول الصناعية في هذا المجال بقيادة ألمانيا، إلا أن النفط سيظل مسيطرا على مزيج الطاقة العالمي لعقدين مقبلين على الأقل.