توقع محللون أن تؤثر فضيحة تلاعب «فولكسفاجن» بقيم العوادم، التي تفجرت خلال الأيام الماضية في سوق العمل في ألمانيا. وبحسب هؤلاء فإنه من المنتظر حدوث ارتفاع طفيف في أعداد العاطلين عن العمل في أكبر اقتصاد أوروبي خلال العام المقبل.

وكشفت نتائج استطلاع أجرته وكالة الأنباء الألمانية بين محللين اقتصاديين في مصارف ألمانية كبرى أن هذا الارتفاع يرجع بالدرجة الأولى إلى التدفق القوي للاجئين، فيما رأى بعض المختصين أن فضيحة تلاعب «فولكسفاجن» بقيم العوادم يمكن أن تؤثر في سوق العمل.

وقال هربرت ديس رئيس العلامة التجارية «فولكسفاجن» في بيان أمس إن نحو خمسة ملايين سيارة تحمل هذه العلامة التجارية مرتبطة بفضيحة الغش في بيانات انبعاثات السيارات التي تعمل بالديزل.

وبحسب مجموعة فولكسفاجن فإن نحو 11 مليون سيارة في أنحاء العالم ربما تأثرت بالفضيحة، فيما أعلن ألكسندر دوبرينت وزير النقل الألماني أن شركة فولكسفاجن للسيارات تلاعبت بقيم انبعاثات العوادم لـ 2.8 مليون سيارة ديزل مبيعة في ألمانيا.

وذكر دوبرينت أنه وفقا للمعلومات الحالية فإن تلك السيارات تعمل بمحركات ديزل سعة 1.6 لتر ولترين، مضيفا أنه من المحتمل أيضا أن يكون التلاعب قد طال سيارات ديزل سعة 1.2 لتر، متوقعا أن يكون هناك تلاعب محتمل في تلك السيارات أيضا، حيث يجرى حاليا استجلاء أمور أخرى خلال المحادثات مع فولكس فاجن.

وقررت المجموعة تعيين ماتياس مولر - رئيس وحدة بورشه التابعة لها - رئيسا تنفيذيا جديدا للمجموعة عقب رحيل مارتن فينتركورن الذي استقال بسبب فضيحة الغش في بيانات انبعاثات سياراتها التي تعمل بالديزل. وقال برتهولد هوبر القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة «فولكسفاجن» في مؤتمر صحافي إن ماتياس مولر يتمتع بمؤهلات استراتيجية واجتماعية قوية، مضيفا أننا نقدر نهجه الحاسم والبناء. من جهة أخرى، توقع المحللون حدوث تراجع قوي في أعداد العاطلين خلال أيلول (سبتمبر) الجاري وذلك بأخذ العوامل الموسمية في الاعتبار، إذ أشارت التوقعات إلى أن أعداد العاطلين سيصل خلال الشهر الجاري إلى نحو 2.7 مليون شخص بتراجع قدره نحو 100 ألف شخص مقارنة بعددهم في آب (أغسطس) الماضي، و110 آلاف شخص مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.

وعزا المحللون التراجع بالدرجة الأولى إلى انتعاش سوق العمل في الخريف، ومن المنتظر أن تعلن الوكالة الاتحادية للعمل عن الأرقام الرسمية الأربعاء المقبل.

إلى ذلك، توقعت أندريا نالس، وزيرة العمل الألمانية، ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل في ألمانيا، عازية السبب إلى تدفق الأعداد الهائلة من اللاجئين. وقالت نالس في تصريح لإحدى القنوات التلفزيونية إننا نفكر أن يزيد التدفق على سوق العمل الألماني بشكل واضح خلال العام المقبل، مبينة أن هذا الأمر يعني تحديا كبيرا بالنسبة لوكالات العمل في ألمانيا.

وأكدت الوزيرة الألمانية أن الكثيرين من الأشخاص يمكن دمجهم في سوق العمل، ولكنها أشارت في الوقت ذاته إلى أنه لا يمكن أن يحدث ذلك بين ليلة وضحاه، مضيفة أنه لهذا السبب سيرتفع عدد العاطلين عن العمل.

وفي سياق متصل، أشارت تقديرات معهد «إيفو» الاقتصادي الألماني إلى أن أغلب اللاجئين القادمين إلى ألمانيا غير مؤهلون بقدر كاف للالتحاق بسوق العمل في البلاد.

ويرى المختصون في المعهد أن على المهاجرين أن يقبلوا بأسرع ما يمكن بوظائف مدفوعة الأجر حتى لا تثقل أزمة اللاجئين كاهل دافعي الضرائب بصورة دائمة. ويتوقع المختصون أن تتكبد الدولة تكاليف إضافية بقيمة عشرة مليارات يورو من جراء تدفق اللاجئين، وهي القيمة نفسها تقريبا التي أشارت إليها تقديرات الحكومة الألمانية.