أغلق سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) تعاملات جلسة بداية الاسبوع على ارتفاع طفيف وسط استمرار المزيد من عمليات المضاربة على اسهم كبيرة وصغيرة ليغلق المؤشران الوزني و(كويت 15) في المنطقة الحمراء والمؤشر السعري في المنطقة الخضراء.
ويبدو أن حال الترقب والانتظار قد بدأ يفرض نفسه على وتيرة الاداء العام انتظارا للاعلانات المالية للشركات المدرجة عن الربع الثاني من العام 2015 علاوة على افتقاد السوق الى محفزات فنية داخلية وعوامل خارجية متعلقة بتراجعات اسعار النفط وتطورات الأزمة اليونانية التي القت بظلالها السلبية على عموم اسواق المال.
وسارت حركة التداولات على نفس النسق الذي سلكته خلال الجلسات الماضية منذ بداية شهر رمضان حيث مازالت الاسهم الشعبية دون ال100 فلس هي المحرك الأساس لمنوال الأداء العام للسوق وسط تدن واضح في احجام السيولة والتي جاءت أقل من المتوقع ان تمت مقارنتها بالاسبوع الماضي.
وكان لافتا أن عمليات البيع لم تكن في مستوياتها التي كانت تتوقعها شرائح المستثمرين في السوق حيث حاول بعض المتعاملين الضغط على مستويات العديد من الاسعار في محاولات لخفضها من أجل التجميع وهو ما ظهر جليا في منتصف الجلسة وفي الدقائق الأخيرة.
ويتوقع استمرار اداء السوق على ما هو عليه خلال الاسبوع الجاري وقد تمتد هذه الحالة الى ما بعد انقضاء اجازة عيد الفطر حيث يفضل العديد من المستثمرين عدم الولوج في اية اوامر ما دام كبار الصناع غائبين عن السوق بعد ان فضل العديد منهم اللجوء الى اسواق مال خليجية اخرى حيث الفرص هناك ما زالت مواتية . يذكر أن المؤشر السعري لسوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) اغلق الجلسة اليوم على ارتفاع 5ر8 نقطة ليصل عند مستوى 3ر6190 نقطة في حين بلغت القيمة النقدية نحو 9ر6 مليون دينار تمت عبر 1569 صفقة نقدية وكمية اسهم بلغت 2ر63 مليون سهم.
ذلك وتباين أداء المؤشرات الكويتية في جلسة، امس ، بالتزامن مع استمرار سيطرة حالة الترقب والحذر على أغلب المتداولين ترقباً لنتائج استفتاء اليونانيين لتحديد ما إذا كانوا يقبلون تطبيق إجراءات تقشف إضافية، أم تترك اليونان منطقة اليورو بعد معاناة اقتصادية استمرت سبع سنوات، بحسب محللين.
وارتفع المؤشر السعري في نهاية الجلسة بنسبة 0.14% إلى مستوى 6190.39 نقطة بربحية بلغت 8.5 نقطة. وهبط المؤشر الوزني بنسبة 0.32% خاسراً 1.33 نقطة عند مستوى 417.59 نقطة، وتراجع مؤشر «كويت 15» بنحو 0.60% بما يوازي خسارة 6.07 نقطة عند مستوى 1011.99نقطة.
وقال المُحلل الفني والاقتصادي في M & R للاستشارات المالية بأسواق الخليج علي العنزي : “تراجع المؤشر الرئيسي للسوق الكويتي اليوم يعود إلى حالة الحذر التي يعيشها المتداولون ترقباً لنتائج استفتساء بقاء اليونان في منطقة اليورو من عدمه”.
وادلى  اليونانيون بأصواتهم، امس اثناء مثول ، لتحديد ما إذا كان يقبلون تطبيق إجراءات تقشف إضافية مقابل الحصول على دعم دولي في استفتاء محفوف بالمخاطر من المرجح أن يحسم ما إذا كانت اليونان ستترك منطقة اليورو بعد معاناة اقتصادية استمرت سبع سنوات.

واليونانيون منقسمون بشأن قبول عرض من الدائنين يصفه رئيس الوزراء ألكسيس تسيبراس بأنه “مُذل” ويحث الشعب على رفضه. ويقول المستثمرون وواضعو السياسات الأوروبيين: إن الرفض سيضع اليونان على طريق الخروج من منطقة اليورو، ويزعزع استقرار الاقتصاد والأسواق المالية في العالم.
وأوضح “العنزي” أن “ما يحدث في اليونان ليست لها صلة مباشرة بما يجري للاقتصاد الكويتي أو البورصة المحلية، ولكن الأمر يتعلق بنفسيات المتعاملين بالأسواق المالية، بالإضافة إلى أن مثل هذه الأخبار سوف تؤثر على الاقتصاد العالمي، ومن ثم على أسعار البترول العالمية، والتي تتأثر بها الأسواق المالية كما رأينا في الفترة الماضية”.
وتصدر قطاع “التكنولجيا” قائمة الارتفاعات بنمو نسبته 0.95%، فيما تصدر قطاع “الاتصالات” قائمة التراجعات بهبوط نسبته 0.6% تقريباً. وجاء على رأس ارتفاعات الأسهم سهم “قرين قابضة” بنمو نسبته 9.52% إلى 11.5 فلس، فيما جاء سهم “بيت الطاقة” على رأس التراجعات بنسبة 6.15% إلى 61 فلساً.
وقال “العنزي”، إن “الارتفاع الطفيف الذي سجله المؤشر الرئيسي يعود إلى عمليات زيادة مراكز مضاربية في بعض الأسهم المضاربية”. وتراجعت السيولة اليوم بحوالي 29.1% إلى 6.93 مليون دينار تقريباً، مقابل نحو 9.77 مليون دينار كانت في الجلسة السابقة، بينما ارتفعت أحجام التداول لتصل لحوالي 63.29 مليون سهم، مقابل 81.11 مليون سهم تقريباً يوم الخميس الماضي، بتراجع بلغت نسبته 22%. أمَّا عدد صفقات اليوم فبلغ 1569 صفقة، مقابل 2107 صفقات في الجلسة الماضية.
وبين “العنزي” أن “مستويات السيولة في البورصة تأثرت اليوم بحالة الترقب التي يمر بها المتداولون اليوم، ولكن ليس بشكل مُلفت، وذلك لأن تلك الفترة من العام وهي شهر رمضان السيولة تكون مستوياتها متدنية وتتأرجح ما بين 8 إلى 10 ملايين دينار”. وبالنسبة لنشاط تداولات الأسهم، فقد تصدر سهم “أدنك” كميات التداول بأحجام بلغت 14.9 مليون سهم تقريباً، بسيولة بلغت 491.22 ألف دينار، بتنفيذ 154 صفقة، متراجعاً بنسبة 3.13% إلى 33 فلساً.
وجاء سهم “الكويت الوطني” على رأس قائمة السيولة بقيم تداولات بلغت 1.42 مليون دينار، بكميات تُقدر بحوالي 1.67 مليون سهم، بتنفيذ 28 صفقة، مُستقراً عند مستوى 850 فلساً.
وتوقع “العنزي” “ أن “يرتبط أداء الأسهم الكويتية في جلسة، يوم غدٍ الاثنين، بأداء الأسهم الآسيوية، والتي ستكون أولى الأسواق افتتاحاً في الجلسة ، بعد ظهور نتائج الاستفتاء النهائية”، مؤكداً على أن المؤشرات تظهر من الناحية الفنية اتجهاها للتراجع.