بمناسبة انتهاء عمله في الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة "كيبك" ، وجه الرئيس التنفيذي للشركة وليد البدر كلمة الى العاملين في القطاع النفطي عموما وللعاملين في "كيبك" خاصة قائلا: يصادف اليوم الأحد ٢١ رمضان لسنة ١٤٤٥ الموافق ٣١ مارس لعام ٢٠٢٤ آخر يوم عمل لي في الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة. رحلة عمل امتدت على مدى ٣٦ عام في القطاع النفطي، اكتسبت من خلالها الكثير من العلم والمعرفة والخبرة العملية، لكن أثمن ما حصلت عليه هو معرفة وزمالة وصداقة الكثير منكم سواء من تقاعد أو من على رأس عمله. بدأت مسيرتي كمهندس مبتدئ في قطاع التسويق العالمي بمؤسسة البترول الكويتية ثم تدرجت في السلم الوظيفي وتنقلت بين عدة قطاعات وشركات على مدى رحلتي المهنية، وحصلت على عضوية عدة شركات سواء في القطاع النفطي أو القطاع الخاص ممثلا عن القطاع النفطي. واضاف: رحلة العمل كانت مليئة بالتحديات قد يكون أبرزها عندما تشرفت بتكليفي من قبل مجلس إدارة المؤسسة بتولي منصب الرئيس التنفيذي لشركة البترول الوطنية الكويتية في فبراير ٢٠١٩ وايضاً تكليفي بتولي منصب الرئيس التنفيذي للشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة في فبراير ٢٠٢١. حيث توليت مشاريع ضخمة فيها تحديات فنية كثيرة في كلتي الشركتين مثل مصنع الغاز لإزالة الغازات الحمضية ومشروع الوقود البيئي ومشروع خط الغاز الخامس ومشروع مرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال وآخيرًا مشروع مصفاة الزور. واضافة لتحديات العمل تعين علينا مجابهةجائحة كورونا التي اجتاحت العالم وأضافت صعوبات أكبر على صعيد العمل، حيث تأثرت فيها الصناعة النفطية، وانخفض الطلب على النفط، وأدى ذلك إلى انخفاض حاد لأسعار النفط، وفرضت الإجراءات الوقائية والحظر الجوي قيودًا على حركة السفر، أدت إلى نقص العمالة المطلوبة لتشغيل العمليات وتنفيذ المشاريع، وتأثر سير العمل. وقال البدر: لكن بفضل من الله ثم بفضل إخلاصكم وعملكم الدؤوب وجهودكم الكبيرة والعمل بروح الفريق الواحد، استطعنا التخلص من الصعاب والانتهاء من جميع المشاريع واحدًا تلو الآخر، تنفيذًا لاستراتيجية مؤسسة البترول الكويتية وايضاً إضافة مشاريع تنموية لدولة الكويت، حيث تزامن انتهاؤنا من المشاريع وتشغيلها مع ارتفاع أسعار النفط مما ساهم بشكل كبير في زيادة إيرادات الدولة وتحقيق فائض في الميزانية العامة. وزاد: أودأن أتطرق قليلًا إلى مشروع مصفاة الزور، هذا المشروع الجبار الذي صاحبته منذ بداياته كفكرة، ومن ثم أخذ الموافقات عليه والبدء في تنفيذه،حتى الانتهاء الكامل منه في ديسمبر ٢٠٢٣. هذه المصفاة التي أصبحت الآن محط أنظار العالم، ووضعت شركة كيبك على الخريطة العالمية، وأصبحت الأسواق العالمية تتابع وضع وتشغيل المصفاة بشكل يومي ومستمر. هذا ما كان ليتحقق لولا تظافر الجهود سواء في الشركة أو في القطاع، ولا ننسى ونستذكر جهود القياديين والعاملين السابقين الذي كان لهم الفضل في تذليل جميع الصعوبات عند بدء العمل في تنفيذ مشروع المصفاة والدفع به. كما أود أن أشير ايضًا إلى إنجاز آخر غير مسبوق على مستوى القطاع والدولة وهو تشييد وبناء مبنى ومقر للشركة في منطقة الأحمدي يسع لأكثر من ٥٠٠ شخص. هذا المبنى تم إنجازه خلال سنة واحدة فقط مع ميزانية متواضعة مقارنة بحجم مباني مماثلة. هذا العمل المميز حصل بفضل من الله ثم بتعاون وتظافر جهود أسرة كيبيك من عاملات وعاملين. وعلى صعيد متصل خاص بمستقبل شركة كيبك، كلي أمل ورجاء أن يتم إعطاء الضوء الأخضر لمشروع مجمع بتروكيماويات الزور (prize) في المستقبل القريب للمضي قدمًا للحصول على الموافقات من الجهات المعنية مثل مجلس إدارة الشركة ومجلس إدارة مؤسسة البترول الكويتية والمجلس الأعلى للبترول، حيث تم مؤخراً استكمال جميع الدراسات الاقتصادية والفنية والبيئية وايضاً مراجعة النموذج المالي والاقتصادي ودراسة الحساسية لاقتصاديات المشروع التي جاءت جميعها مشجعة وإيجابية. حيث يحقق هذا المشروع جزء رئيسي وكبير في استراتيجية المؤسسة وشركاتها ويعزز نمو القطاع النفطي الكويتي في مجال البتروكيماويات. وقال البدر: للصناعة النفطية طبيعة خاصة، نرى بها تحديات مختلفة، تستلزم المزيد من تضافر الجهود والعمل بروح الفريق الواحد، وأنا كلي يقين أنه بكفاءتكم وعطائكم، أنكم قادرين على مواجهة التحديات، وأرجو من الله أن يجعل القطاع النفطي الكويتي في أيد أمينة، ويستكمل مسيرة التطور والنمو. واضاف: كان لي شرف العمل معكم، فقد كنتم لي -بعد الله- خير معين، وأود اليوم أن أشكركم على كل ما قدمتموه من تعاون ودعم، وأن يستمر هذا الدعم للرئيس التنفيذي القادم، لتستكملوا معًا مسيرة العطاء، عطاؤنا لدولتنا الحبيبة الكويت مستمر ما حيينا وبقدر ما نستطيع، ومن الأعماق أتمنى للقطاع النفطي الكويتي المزيد من التقدم والازدهار، تحت قيادة حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، وأن يحظى هذا القطاع – الركيزة الأساسية لاقتصاد البلد وشريانها النابض – بالدعم الكامل، كي يستمر اسمًا بارزًا في عالم الصناعة النفطية. شكرا لكل من علمني، شكراً لكل من ساندني، شكراً لكل من آزرني، شكراً لكل من وجّهني، شكراً لكم جميعاً.