أعلنت هيئة الأركان العامة في اليمن تحرير محافظة مأرب من المليشيات الانقلابية، وتأكيدها تحقيق القوات الحكومية والمقاومة الشعبية الموالية للسلطات الشرعية تقدما في عدد من جبهات القتال .
وأكد رئيس هيئة الأركان العامة في اليمن اللواء الركن محمد المقدشي خلال اجتماعه مع عدد من القيادات العسكرية والأمنية في المنطقة العسكرية الثالثة ومقر قيادتها مأرب الليلة الماضية أن بوادر النصر تلوح في الأفق في جميع جبهات القتال ضد المليشيا الانقلابية، وخاصة في جبهات نهم بمحافظة صنعاء وصرواح وحريب، بمحافظة مأرب، وبيحان في محافظة شبوة ، مشددا على ضرورة تعزيز الجهود لتطبيع الحياة العامة في المناطق المحررة من المليشيات الانقلابية في إطار محافظتي مأرب والجوف .
وأفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أنه تم خلال الاجتماع اتخاذ عدد من القرارات ذات الصلة بالجوانب الأمنية والعسكرية وآليات التنسيق والتعاون بين مختلف القطاعات والجهات ذات العلاقة والمقاومة الشعبية لتثبيت قواعد الأمن وترسخ قيم السلم الاجتماعي .
وطالب رئيس هيئة الأركان اليمني، القوات الحكومية والمقاومة الشعبية الموالية للسلطات الشرعية بضرورة العمل بروح الفريق الواحد لتحقيق النصر في العاصمة صنعاء وتحريرها من مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية واستعادة مؤسسات الدولة وعودة السلطة الشرعية.
من جهة أخرى، اعلنت اللجنة الامنية في محافظة عدن بجنوب اليمن حظر تجول ليليا بدءا من فجر أمس الأول على اثر مقتل 17 شخصا امس بينهم ضابط في الشرطة باشتباكات عنيفة بين قوات الامن ومسلحين يرجح انهم متشددون الاحد.
وتشهد عدن (جنوب) ثاني كبرى مدن اليمن، وضعا امنيا هشا وتناميا في نفوذ الجماعات المسلحة، وبينها مجموعات جهادية، منذ استعادة قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي السيطرة الكاملة عليها في يوليو، بدعم من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية.
وقالت وكالة الانباء سبأ التابعة لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي في وقت متأخر من الاحد “أقرت اللجنة الامنية بمحافظة عدن (...) تنفيذ حظر تجول في شوارع المدينة من الساعة الثامنة مساء (17،00 تغ) وحتى الساعة الخامسة فجراً وذلك ابتداءً من يوم غد (اليوم) الاثنين». 
وتأتي هذه الخطوة على اثر مقتل 17 شخصا بينهم ضابط شرطة، في اشتباكات دارت الاحد بين القوات الحكومية ومسلحين في محيط ميناء المعلا في عدن، بحسب ما افادت مصادر امنية. والقتلى هم تسعة من قوات الامن بينهم ضابط برتبة عقيد في الشرطة، وثمانية مسلحين يعتقد انهم جهاديون، بحسب المصادر الامنية.
الا ان الروايات حول ظروف الاشتباكات تباينت وفق المصادر.
فقد نقلت سبأ عن متحدث باسم محافظة عدن ان الاجتماع الامني “جاء على خلفية المواجهات التي شهدتها المحافظة صباح اليوم (الاحد) بين قوات الامن ومسلحين قاموا بمحاصرة ميناء المعلا بغرض اخراج القوة الامنية المتواجدة فيه والمكلفة بحمايته».
الا ان مصادر امنية افادت وكالة فرانس برس ان الاشتباكات اندلعت عندما حاولت السلطات “ادخال قوات (موالية لهادي) تم تدريبها من قبل التحالف العربي الى الميناء، ما قوبل برفض من مسلحين موجودين فيه، وادى الى اندلاع الاشتباكات».
وتحدث شهود في المدينة عن حال من “الرعب” امس خلال الاشتباكات التي استمرت ساعات عدة، متحدثين عن “انتشار مسلح غير مسبوق ونقاط تفتيش لا نعرف لاي جهة تتبع».
وتواجه حكومة هادي صعوبة في فرض سلطتها وبسط الامن في عدن منذ استعادتها بشكل كامل الصيف الماضي بدعم ميداني مباشر وضربات جوية للتحالف، من المتمردين الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، والذين كانوا سيطروا على اجزاء منها.
واكد مسؤولون محليون، بحسب ما نقلت وكالة سبأ ان القوات الحكومية بسطت “سيطرتها الكاملة على ميناء المعلا” اثر الاشتباكات.
وفجر أمس، اغتال مسلحون امام مسجد في عدن باطلاق النار عليه.
وقالت مصادر امنية ان “مسلحين يعتقد انهم ينتمون الى داعش (في اشارة الى تنظيم الدولة الاسلامية)، اغتالوا امام مسجد الجيلاني الشيخ علي عثمان اثناء خروجه لصلاة الفجر في منطقة كريتر بمدينة عدن».
واوضحت المصادر ان المسلحين “اطلقوا النار” على الشيخ، و”تمكنوا من الفرار الى جهة غير معروفة”، مرجحة ان يكون الدافع خلف الاغتيال اعتناق الشيخ المذهب الصوفي.
وافادت التنظيمات الجهادية لا سيما تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية، من النزاع في اليمن لتعزيز نفوذها لا سيما في الجنوب.
ويسيطر الجهاديون على مبان حكومية في عدن ويشاهدون بشكل دوري يتجولون في الشوارع ويرفعون اعلامهم. كما نفذ هؤلاء سلسلة من الهجمات الدامية وعمليات الاغتيال بحق ضباط ومسؤولين حكوميين.