حولت فيضانات غير مسبوقة منذ قرن الشوارع إلى أنهار وأجبرت الآلاف على مغادرة منازلهم في شمال شرق أستراليا، وحذرت السلطات من الأعاصير ومن هطول المزيد من الأمطار في الأيام المقبلة.
ويشهد شمال أستراليا الاستوائي هطول أمطار غزيرة هذه الفترة من العام، لكن الأمطار هذه المرة تجاوزت المعدلات الطبيعية، وانقطعت الكهرباء عن آلاف السكان في مدينة تاونسفيل في ولاية كوينزلاند بينما أغلقت الطرقات بفعل الفيضانات.
وقال مدير مكتب أرصاد الولاية بروس غان للصحافيين اليوم الأحد: "من المتوقع أن تهب أعاصير ورياح مدمرة في الأيام المقبلة، ومن المتوقع أن تغمر المياه نحو 20 ألف منزل إذا تواصل هطول الأمطار".
ودعت رئيسة وزراء ولاية كوينزلاند أنستازيا بالازوك السكان إلى الحذر، وقالت أمس السبت إن "هذه التطورات تحصل كل 100 عام، وليس كل 20 عاماً"، وقال آدم بلازاك من مكتب الأرصاد إن "هطول الأمطار الغزيرة قد يستمر حتى الخميس المقبل بينما قد تستغرق مياه الفيضانات بعض الوقت لتتراجع حتى ولو خفت الأمطار".
وتهطل أمطار بمعدل نحو 2000 ميلمتراً سنوياً على المنطقة لكن بعض البلدات بدت من الآن في طريقها لتجاوز هذا المعدل، وهطل 506 ملمترات من الأمطار على بلدة إنغام شمال تاونسفيل في 24 ساعة من أمس إلى اليوم، تساقط 145 ميلمتراً منها في غضون ساعة واحدة فقط.
وقال أحد سكان تاونسفيل كريس بروكهاوس لشبكة إيه بي سي: "لم أشهد شيئاً مماثلاً على الإطلاق"  مضيفاً أن منزله غرق في المياه التي فاق ارتفاعها متراً، وأفاد "كمية المياه مذهلة، لم يبق شيء في الطابق السفلي والثلاجة باتت تطفو على سطح المياه، وغمرت المياه كذلك 5 أو 6 درجات وحتى الطابق العلوي غرق كذلك".
وتوقعت بلازاك استمرار الأحوال السيئة 72 ساعة إذ قد تشهد بعض المناطق مستويات قياسية من الأمطار، مشيرةً إلى أن "الأمطار موضع ترحيب في مناطقنا الغربية، أين لا يحصل السكان على الأمطار فقط بل يتمكنون من ملء السدود"، وأضافت "نوصل المواد الغذائية إلى هناك، لا تزال لدينا الكثير من الطرقات المغلقة في محيط هذه المناطق".
وتأتي الفيضانات وسط جفاف شديد في المناطق الداخلية في شرق القارة الأسترالية، بما في ذلك في كوينزلاند ما أثر سلباً على المزارعين، وشهدت بعض البلدات موجات حر قصوى خلال الصيف في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، وليس غريباً ارتفاع درجات الحرارة في الصيف في جنوب الكرة الأرضية، إلا أن التغير المناخي رفع درجات الحرارة على اليابسة وفي البحر ما تسبب في زيادة حرائق الغابات بأستراليا.