ترتسم المدرجات الزراعية، على امتداد سفوح جبال ولاية (الجبل الأخضر) التابعة لمحافظة "الداخلية" العمانية على بعد حوالي 150 كيلومتراً من العاصمة "مسقط" بوصفها أحد أصدق أشكال التعايش بين الإنسان والطبيعة. إذ اعتمد العمانيون على المدرجات لمواجهة وعورة التضاريس وندرة المياه، فحولوا الانحدارات الحادة إلى مساحات خصبة تروى عبر شبكة الأفلاج وتنتج محاصيل موسمية وأشجاراً مثمرة أسهمت في تحقيق الاكتفاء المحلي ورسخت قيم التعاون والعمل الجماعي داخل القرى الجبلية.
وتحتفظ هذه المدرجات -حتى اليوم- بدورها البيئي والزراعي إلى جانب حضورها السياحي، حيث أصبحت لوحة تعكس الأصالة العمانية وتجذب الزائر الباحث عن تجربة تتجاوز الصورة إلى الفهم، فهي شاهد حي على قدرة الإنسان على التطويع من دون إخلال، وعلى أن الحداثة يمكن أن تمر من المكان دون أن تمحو ذاكرته التي تعد أحد أبرز ملامح الهوية العمانية المستمرة عبر الزمن.