دشنت المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا”، أول أمس، الركن السوري في محيط المسجد الذهبي، بافتتاح مجسم “مئذنة العروس” المستوحى من الجامع الأموي الكبير بدمشق، من تصميم الفنانة التشكيلية زينة عبارة.ويجسد العمل أحد أهم الرموز المعمارية في التاريخ الإسلامي والذاكرة الدمشقية، حيث تعد “مئذنة العروس” أقدم مآذن الجامع الأموي، وتشكل رمزاً روحياً وعمرانياً ارتبط بوجدان المدينة عبر قرون بما يسهم في تعزيز جسور التواصل والحوار الثقافي بين الشعوب.
وجاء تنفيذ المجسم بصياغة فنية معاصرة حافظت على روح العمارة الدمشقية وزخارفها، فيما يبرز حضور الياسمين بوصفه رمزاً للهوية والحنين، ليمنح العمل بعدا وجدانيا يعبر عن علاقة السوريين بتاريخهم وذاكرتهم الجمالية. وقال الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا”، في كلمة له: إن افتتاح الركن السوري يندرج ضمن رؤية كتارا في تعزيز حضور الفنون والرموز الثقافية في الفضاء العام للحي الثقافي، وإتاحة التراث الإنساني للجمهور بصورة تفاعلية
من جانبه، أكد الدكتور بلال تركية القائم بالأعمال في السفارة السورية لدى الدولة، أن العمل الفني يجسد قيمة حضارية وروحية راسخة في تاريخ سوريا، حيث أن مئذنة العروس ليست معلما معماريا يزهو به الجامع الأموي بدمشق فحسب، بل رمز لأقدم عاصمة لا تزال مأهولة حملت عبر تاريخها رسالة إشعاع فكري وثقافي امتد أثره من دمشق إلى حواضر العالم.
وأضاف: وجود هذا المجسم في كتارا يعبر عن جسر ثقافي موصول بين دمشق والدوحة، ويتيح للجمهور التعرف على عمق التراث السوري وجمالياته الأصيلة.
بدورها، قالت الفنانة التشكيلية زينة عبارة: إن مجسم “مئذنة العروس” هو رمز تاريخي وروحي وثقافي ارتبط بمدينة دمشق عبر قرون عديدة معربة عن أملها بأن يجسد العمل الفني جسرا بين الذاكرة والحنين والأمل. ولفتت إلى أن إعادة تقديم المئذنة بهذه الصياغة الفنية يهدف إلى حفظ ما هو أصيل وإبقائه حيا في الوعي الجمعي للأجيال.
ويشكل المجسم استعادة فنية لأقدم مآذن الجامع الأموي بدمشق، التي بنيت في العصر الأموي ثم شهدت لمسات معمارية متتابعة عبر العصور، ويعتمد العمل على إبراز التفاصيل الهندسية والزخرفية التي تميز طابع العمارة الدمشقية، مع معالجة معاصرة تعزز البعد الرمزي للمئذنة بوصفها إشعاعاً حضارياً.