باتت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، هي نقطة الثقل المحورية في الحرب السودانية، حيث تدور حولها معارك عنيفة بين القوات المسلحة السودانية وحلفائها وقوات الدعم السريع. وتتزايد المخاوف الدولية من أن السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية، التي تعد آخر معاقل الجيش في دارفور، قد يُغير موازين القوى بشكل جذري وينذر بتفاقم غير مسبوق للأزمة الإنسانية وحوادث التطهير العرقي.
تكمن الأهمية الاستراتيجية لمدينة الفاشر في كونها عقدة وصل تجارية رئيسية بين شمال ووسط وغرب دارفور، ومعبراً حيوياً نحو تشاد وليبيا. وقد حولتها هذه الأهمية إلى هدف أساسي لقوات الدعم السريع، التي سيطرت بالفعل على أربع من ولايات دارفور الخمس.
تعتمد قوات الدعم السريع بشكل رئيسي على أسلوب الحصار لإضعاف المدينة التي تمتد مساحة انتشار الفرقة السادسة فيها لنحو 30 كيلومتراً مربعاً.
وتواترت أنباء في الفترة الأخيرة عن نجاح الدعم السريع في اختراق أجزاء من المدينة والوصول إلى مبانٍ ضمن محيط الفرقة السادسة مشاة، وهو ما وصف بـ “هزيمة عسكرية وسياسية ورمزية كارثية” للقوات المسلحة السودانية، رغم تضارب الأنباء حول السيطرة الكاملة على الفرقة نفسها.
كما نعت حركات الكفاح المسلح مؤخراً الفريق حامد إدريس، قائد القوة المشتركة في الفاشر، الذي لقي حتفه في المواجهات الأخيرة، مما يعكس شدة القتال.
وتسببت المعارك حول الفاشر في مأساة إنسانية موثقة، تجاوزت النزوح لتصل إلى اتهامات بارتكاب جرائم إبادة جماعية.