قال وزير النفط طارق الرومي إن دولة الكويت تؤمن بأن مستقبل الطاقة لا يمكن أن يبنى إلا من خلال شراكات عالمية حقيقية وتعاون دولي يرتكز على الابتكار والمسؤولية والاستدامة.
وأضاف الوزير الرومي في كلمته الافتتاحية لمنتدى الشباب الثامن للطاقة والاجتماع السنوي لمجلس البترول العالمي للطاقة الذي تستضيفه دولة الكويت اليوم الأربعاء أن الشباب "هم القلب النابض لصناعتنا النفطية وهم الثروة الحقيقية التي نعتمد عليها في صياغة المستقبل ليس في الكويت فحسب بل على مستوى العالم بأسره".
وأوضح أن هذا المنتدى بما يحمله من مشاركة واسعة ينسجم تماما مع (رؤية الكويت 2035) وبرنامج عمل الحكومة الذي يضع في أولوياته تمكين الشباب وتطوير رأس المال البشري.
وذكر أن استضافة دولة الكويت لهذا المنتدى تحت شعار (تمكين المستقبل: ربط الشباب بالأفكار والمعرفة) تؤكد أن الصناعة النفطية لا يمكن أن تزدهر إلا من خلال الدمج بين الخبرة العريقة والطاقات الشابة المبدعة.
وأضاف أنه انطلاقا من الإيمان الراسخ بأن الشباب هم عماد التنمية وصناع المستقبل فقد تم خلال السنوات الماضية تأهيل آلاف الكوادر الوطنية عبر برامج تدريبية متخصصة لإعداد جيل مؤهل لتولي مواقع قيادية والمشاركة في تطوير منظومة العمل النفطي بكفاءة واقتدار.
وشدد الرومي على أن تعزيز الثقافة العلمية والتقنية بين الشباب وربطها بالمسؤولية البيئية والاجتماعية هو نهج الكويت لإعداد جيل واع قادر على مواجهة تحديات الطاقة العالمية.
وأضاف أن اسم دولة الكويت ارتبط منذ اكتشاف النفط فيها بدور محوري في استقرار الأسواق النفطية العالمية من خلال عضويتها الفاعلة في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) ومشاركتها المسؤولة في تحالف (أوبك +).
وأكد أن دولة الكويت كانت دائما وما زالت "صوت الحكمة والاعتدال حيث تسعى لتحقيق التوازن بين مصالح المنتجين والمستهلكين وتعمل على ضمان تدفق آمن ومستقر للطاقة دعما للتنمية المستدامة والاقتصاد العالمي".
وأشار إلى أنه على الصعيد العربي تواصل دولة الكويت إسهامها الفاعل في منظومة العمل المشترك في مجال الطاقة إذ شرفت باحتضان مقر المنظمة العربية للطاقة (أوابك سابقا) منذ تأسيسها عام 1968 واستمرت في دعمها لهذه المنظمة كمنصة رائدة للتعاون البترولي العربي.
وأكد الرومي أن دولة الكويت أسهمت بفعالية في تطوير استراتيجيات العمل المشترك في مجالات النفط والغاز والطاقة المتجددة وتحديث آليات المنظمة لمواكبة التحولات العالمية المتسارعة في هذا القطاع الحيوي.
وقال "لا يقتصر حضور دولة الكويت على محيطها العربي فحسب بل يمتد إلى الساحة الدولية من خلال دورها في منتدى الطاقة الدولي الذي تحتضنه مدينة الرياض إذ تعد الكويت من أعضائه المؤسسين والداعمين الرئيسيين وتشارك بفاعلية في اجتماعاته الوزارية انطلاقا من إيمانها العميق بأهمية الحوار والتعاون بين الدول المنتجة والمستهلكة".
وأضاف أن رؤية الكويت للتحول نحو التشغيل الذكي والمستدام تتجسد من خلال مشاريع نوعية ومبادرات ابتكارية تقودها شركات القطاع النفطي حيث افتتحت شركة نفط الكويت مركز الابتكار في الذكاء الاصطناعي بالشراكة مع شركة مايكروسوفت العالمية كخطوة رائدة ضمن مسار التحول الرقمي في عملياتها التشغيلية إلى جانب دعم مركز البحث والتطوير والتكنولوجيا الذي يعد رافدا محوريا للابتكار في مجالات الإنتاج والاستكشاف والتقنيات البيئية.
وذكر أن شركة البترول الوطنية الكويتية تنفذ أيضا منظومة متكاملة من مبادرات التحول الرقمي تشمل مشروع إدارة تنفيذ المبادرات الرقمية بالتعاون مع جهة استشارية متخصصة ومبادرة الأتمتة الذكية والتحول نحو العمليات المتكاملة.
وأكد الرومي أن وزارة النفط تواصل أداء دورها الإقليمي والدولي مسترشدة في ذلك بتوجيهات القيادة السياسية التي تحرص على أن تكون دولة الكويت دائما في طليعة الدول المبادرة والفاعلة والمشاركة بوعي ومسؤولية في تشكيل مستقبل الطاقة على أسس من التوازن والعدالة والابتكار.
ويرتكز برنامج (منتدى الشباب الثامن للطاقة) الذي يعد أكبر فعالية عالمية لمشاركة الشباب في قطاع الطاقة على ثلاثة محاور هي (الشباب كصانعي تغيير) و(الابتكار الذكي والمستدام) و(القيادة الاستراتيجية في مجال الطاقة).
ويستمر المؤتمر إلى يوم غد الخميس ويتضمن العديد من الجلسات وورش العمل المتخصصة التي يشارك فيها متخصصون وقياديون نفطيون من الكويت والعالم لمناقشة أبرز قضايا الطاقة ومواكبة تحولاتها المستقبلية.