قال تقرير الشال الأسبوعي الصادر حول «نفط ومخاطر إدمانه «: منذ بدء عصر النفط مصدراً أول للطاقة في بداية العقد الثاني من القرن العشرين، أو قبيل الحرب العالمية الأولى عندما غير تشرشل وقود أسطوله من الفحم إلى الديزل، لم يصدق سيناريو واحد على المدى المتوسط إلى الطويل لحركة أسعاره، السبب الأول هو أن قدرة المستهلك، وليس قوى العرض والطلب، طاغية، على التحكم فيها، والثاني هو أنها حسّاسة لأحداث العنف الجيوسياسي. ولأن المستهلك بنفوذه الطاغي يريدها، بالحق أو الباطل، منخفضة لدورها الأهم في سلامة أداء اقتصاده، من المرجح استمرار هبوط أسعاره في المستقبل.
عوامل عديدة تجعل من عامل الزمن بالغ الأهمية في طريق الفكاك من هذه المعضلة، فالوقت لا يعمل لصالح الكويت، العامل الأول هو طغيان احتمال استمرار ضعف أسعار النفط، فسعر برميل النفط المتوقع للسنة المالية 2026/2027 بحدود 66.1 دولار أمريكي للبرميل، بينما سعر التعادل للموازنة الحالية هو 90.5 دولار أمريكي لبرميل النفط الكويتي.
العامل الثاني هو أن الضغوط لزيادة النفقات العامة حتمية، فارتفاع عدد السكان وتعويض تضخم الأسعار والتدفقات المرتفعة للمواطنين إلى سوق العمل، كلها ضاغطة لتجاوز الحدود المرتفعة حالياً للإنفاق العام ضعيف المردود والإنتاجية. العامل الثالث هو حتمية ارتفاع تكاليف الإنتاج من جانب، وتآكل مستمر للحصة القابلة للتصدير بسبب حتمية ارتفاع الاستهلاك المحلي للنفط من جانب آخر، ما يعني تآكل مزدوج لحصيلة إيرادات صادرات النفط.