شهدت مدينة غزة ليلة من أكثر لياليها دموية منذ 700 يوم من الحرب، بعدما تعرضت لأقوى موجة من الغارات الإسرائيلية المتواصلة طوال الليل، حولت سماءها إلى كتلة من النار والدخان.
ووصف سكان غزة ما جرى بأنه “الليلة الأكثر حدة وكثافة منذ بداية الحرب”، حيث واصلت طائرات الاحتلال قصف الأحياء السكنية بعنف غير مسبوق، في وقت تُرك فيه أهالي المدينة يواجهون الموت والدمار وحدهم.
على منصات التواصل الاجتماعي، اجتاح الغضب صفحات النشطاء الفلسطينيين والعرب، الذين اعتبروا ما يحدث “إبادة جماعية ممنهجة” بحق البشر والشجر على مرأى العالم وصمته.
وقال مغردون إن الاحتلال يتعمد تكثيف القصف لدفع مزيد من الناس للنزوح القسري من المدينة، مما يشكل “تهجيرا جماعيا بالقوة وتحت النار».
في اليوم الـ711 من حرب الإبادة على غزة، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله إن الجيش بدأ عملية حاسمة في غزة، معلنا الدخول في مرحلة فاصلة.
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن غزة “تحترق” محذرا من أن إسرائيل “لن تتراجع”، يأتي ذلك في وقت بدأ فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما مكثفا باستخدام “نيران متنوعة” على غزة.
وزعم كاتس أن الجيش الإسرائيلي “يضرب البنى التحتية للإرهاب بقبضة من حديد، ويقاتل الجنود بشجاعة لتهيئة الظروف أمام إطلاق سراح الأسرى وهزيمة حماس. لن نتوقف ولن نتراجع حتى ننجز مهمتنا».
وقد استشهد 52 فلسطينيا، بينهم 43 في مدينة غزة، مع تصاعد وتيرة القصف الإسرائيلي الذي استهدف أحياء سكنية ومراكز إيواء للنازحين، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية احتلال مدينة غزة، وقال إن فرقتين عسكريتين بدأتا العملية بالمدينة والثالثة ستلتحق بهما قريبا.
وأفادت مصادر في الدفاع المدني بأن جيش الاحتلال ارتكب مجزرة في منطقة الأمن العام شمال مدينة غزة، بعد قصف منزل يؤوي نازحين، مما أسفر عن استشهاد 8 أشخاص وإصابة أكثر من 40 آخرين.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة بغزة ارتفاع عدد ضحايا الجوع وسوء التغذية إلى 428 شهيدا بينهم 146 طفلا.