- المسلمون والإنسانية يواجهون امتحانا كبيراً تجاه ما يجري في غزة من إبادة جماعية 
- المشروع الصهيوني لن يتوقف.. بل يسعى لابتلاع مزيد من الأراضي العربية والإسلامية 

 
 أكد مؤتمر «غزة مسؤولية إسلامية وإنسانية» في مستهل أعماله بمدينة إسطنبول التركية، أن قطاع غزة يشهد أخطر كارثة في التاريخ الحديث بل في تاريخ جميع البشر. جاء ذلك في بيان افتتاحي تلاه باللغة العربية رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي محيي الدين القره داغي، وبالتركية رئيس الشؤون الدينية علي أرباش وبالإنجليزية مدير مؤسسة القدس الدولية أيمن زيدان. 
وشدد البيان على أن المسلمين والإنسانية يواجهون امتحانا كبيرا تجاه ما يجري في غزة من كارثة الإبادة الجماعية، التي تستهدف أكثر من 2.5 مليون شخص «حيث يقتلون بكل صنوف الأسلحة الفتاكة، ويحاصرون بالجوع والعطش ويتركون فريسة المرض والحرمان منذ 22 شهرا كاملة».  وحذر البيان من أن المشروع الإسرائيلي لن يقف عند حدود غزة، بل يسعى للتوسع الآثم لابتلاع مزيد من الأراضي العربية والإسلامية، تحت ما يسمى «إسرائيل الكبرى». 
وطالب البيان الدول العربية والإسلامية بالتنبه من المشروع الإسرائيلي الواضع الذي يستهدف احتلال أراض عربية من النيل إلى الفرات. 
وانطلق اليوم «مؤتمر غزة مسؤولية إسلامية وإنسانية»، بتنظيم من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ووقف علماء الإسلام في تركيا، وبمشاركة نحو 100 عالم دين من قرابة 50 دولة وسيضم 18 ورشة عمل. 
وبدأت فعاليات المؤتمر من أمام مسجد الصحابي أبي أيوب الأنصاري، حيث ينشد المؤتمر تحقيق عدد من الأهداف على رأسها الحشد من أجل وقف العدوان الإسرائيلي، وفتح الممرات وإيصال جميع ما يحتاج إليه أهل غزة، وتشكيل وفد لزيارة رؤساء الدول للتعاضد لأجل تحقيق أهداف المؤتمر الذي يستمر حتى 29 أغسطس الجاري عندما يصدر بيانه الختامي من أمام جامع آيا صوفيا في إسطنبول بعد صلاة الجمعة.
في سياق متصل ،قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إنه يمكن وقف المجاعة في قطاع غزة إذا سُمح بإدخال كميات هائلة من المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى أن مستودعاتها في الأردن ومصر ممتلئة بالإمدادات.
وأضافت الوكالة أن لديها ما يكفي من المواد الغذائية والإغاثية لملء نحو ستة آلاف شاحنة جاهزة للعبور إلى القطاع، مشددة على أنه يجب على إسرائيل أن تسمح بإدخال المساعدات إلى القطاع.
وأعلن تصنيف دولي لانعدام الأمن الغذائي، تشارك فيه الأمم المتحدة، أمس الجمعة المجاعة رسمياً في محافظة غزة، وتوقع انتشارها إلى محافظتي دير البلح وخان يونس بنهاية سبتمبر.
وقال التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي إن أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة يواجهون ظروفاً كارثية، أي المرحلة الخامسة من التصنيف، ومن خصائصها الجوع الشديد والموت والعوز والمستويات الحرجة للغاية من سوء التغذية الحاد، بحسب مركز أخبار الأمم المتحدة.
ومن جانبه، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر أمس في مؤتمر صحافي إن تأكيد المجاعة في غزة هو «لحظة من العار الجماعي».
وقال: «إنها مجاعة كان بإمكاننا منعها لو تم السماح لنا... إنها مجاعة يجب أن تحفز العالم لاتخاذ إجراءات فورية. يجب أن يخجل العالم لكي يفعل ما هو أفضل».
وفي المؤتمر الصحافي في جنيف، قال فليتشر: «من فضلكم، اقرأوا تقرير لجنة التصنيف المتكامل للأمن الغذائي بالكامل. اقرأوه بحزن وغضب. ليس فقط ككلمات وأرقام، بل كأسماء وأرواح. تأكدوا أن هذه شهادة لا يمكن دحضها».
وقال مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة: «طلبي، مناشدتي، مطالبتي لرئيس الوزراء (الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وأي شخص يمكنه الوصول إليه: كفى. أوقف إطلاق النار. افتح المعابر الشمالية والجنوبية. كلها. دعنا نقوم بإدخال الغذاء والإمدادات الأخرى، دون عوائق وعلى النطاق الضخم المطلوب».
ورفضت إسرائيل التقرير ووصفته بأنه مغلوط ومتحيز، وقالت إنه اعتمد على بيانات مغلوطة قدمت أغلبها حركة «حماس»، ولم يأخذ في الاعتبار تدفق كميات كبيرة من الأغذية على القطاع في الآونة الأخيرة.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية: «قطاع غزة لا يشهد أي مجاعة». وأضافت في بيان: «أكثر من 100 ألف شاحنة محملة بالمساعدات دخلت قطاع غزة منذ بداية الحرب، وفي الأسابيع القليلة الماضية هناك تدفق كبير للمساعدات غمر القطاع بالمواد الغذائية الأساسية، وأدى لتراجع حاد في أسعار الغذاء التي انخفضت بشدة في الأسواق».