تحوَّل ليل مدينة غزة لساحة رعب جديدة، يسيطر عليها صراع من نوع آخر ما بين الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة «حماس» والعناصر الشعبية التابعة لها من جانب، وما بات يطلق عليهم «عصابات اللصوص»، التي بدأت تنتشر بشكل أكبر في مناطق غرب المدينة التي تتعرض منذ أيام لموجة سرقات، ازدادت بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة.
وانتقلت ساحة الرعب من القصف الإسرائيلي المعتاد بكثافته ليلاً إلى صراع جديد يتم فيه استخدام الأسلحة الخفيفة والبيضاء. وكانت ، ليلة مغايرة عن الأيام والليالي السابقة، حين تدخلت إسرائيل بطريقة واضحة لتسمح لـ«عصابات اللصوص» بسرقة المحال والمخازن والبيوت، على عكس المواجهة التي كانت تلقاها العصابات من قبل «حماس» وشرطتها، واللجان الشعبية المتعاونة معها.
ووفق ما رصدته «الشرق الأوسط»، فإن، شهد عمليات نهب وسرقة غير مسبوقة، خاصةً في شارعي الوحدة، وعمر المختار بحي الرمال، بعد إطلاق النيران من الجانبين خلال محاولات سرقة مخازن بداخلها مواد أساسية تعود لمؤسسات دولية ومحلية تقدم وجبات طعام يومياً للسكان، في حين لم تكن بعض تلك المخازن تحتوي على أي مواد، الأمر الذي دفع «اللصوص» إلى مهاجمة السكان في منازلهم ومحاولة سرقتهم، قبل أن تنجح بعض العائلات بالدفاع عن نفسها بمساعدة عناصر من الأمن والشرطة.
وعاشت عشرات العائلات في هلع وخوف شديدين نتيجة التهجم عليهم ومحاولة سرقة منازلهم، في حي الرمال، خاصةً شارع الوحدة.
ويتكدس غالبية النازحين من أحياء شرق مدينة غزة، وبعض مناطق شمال القطاع في منطقة غرب غزة، بعد أن كان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد طلب منهم النزوح إليها في مرات سابقة، الأمر الذي يسمح لـ«اللصوص» بالقدرة على السرقة بطريقة أسهل، في ظل تكدس أعداد كبيرة من السكان.
وكشفت مصادر ميدانية تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، أن 4 من «اللصوص» قتلوا في تلك الليلة، في حين أصيب ما لا يقل عن 17 آخرين بجروح متفاوتة. وذكرت «الجبهة الداخلية» التابعة لـ«حماس» أنها «أعدمت 6 لصوص، وأطلقت النار على أقدام 13 آخرين».
وذكرت المصادر أن تدخل الطائرات المسيّرة الإسرائيلية طراز «كواد كابتر» بشكل مباشر فيما بدا توفير غطاء لتلك «العصابات»، تسبب في عدم قدرة الأجهزة الأمنية والشرطية واللجان الشعبية المسلحة من حماية المخازن التي سُرقت. وأطلقت تلك الطائرات عدة قنابل تجاه عناصر الأجهزة الأمنية والشرطية وعناصر اللجان الشعبية، ما أدَّى إلى مقتل وإصابة عدد آخر منهم، الأمر الذي أتاح لـ«عصابات اللصوص» الدخول لبعض المخازن.
ورغم أن هذا الحدث تكرر في مرتين، فإنه في مرتين أخريين على الأقل، فشلت «عصابات اللصوص» في النجاح بسرقة المزيد، وتمكنت عناصر شرطية وأمنية من نصب كمائن بطرق مختلفة، مستغلين ظلام الليل للاختفاء من الطائرات الإسرائيلية المسيّرة، الأمر الذي أتاح لهم قتل وإصابة واعتقال عدد من أفراد العصابات.